بانتظار وصول الوسيط الأميركي آموس هوكستين الى بيروت، يترقب اللبنانيّون موقف السلطة الحاكمة من ثروته البحريّة وما ستؤول اليه مفاوضات ترسيم الحدود البحرية وهم عجزوا حتى في عقد لقاء جامع في قصر بعبدا عشية الزيارة وقد غاب عنه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري .
فهل يثبت لبنان أمام العالم قدرته على الوحدة وطنياً بعدما عجز عن ذلك سياسياً؟.
في حديث خاص لـ"جسور"، يشير العميد المتقاعد بسام ياسين رئيس وفد لبنان السابق لمفاوضات الحدود البحرية الجنوبيّة الى أنه "من غير المهم أين تقع الباخرة بل الذي يهم أنها فوق حقل كاريش وبدأت العملية التقنية عملها باستخراج النفط والغاز من كاريش وهذا الموضوع لا يأخًذ الكثير من الوقت."
السلطة السياسيّة كانت تعلم
ويقول ياسين إن "الإنقسام اللبناني قديم وليس بجديد بدأ وتظهّر خصوصا عند بدء المفاوضات في رأس الناقورة (جنوب لبنان) عندما طرح لبنان الخط القانوني والخط 29 والسلطة السياسية بكاملها كانت على علم بذلك لأن كانت هناك محاضرات تُلقى في أماكن عدّة من قبل اختصاصيّين وكان يحضرها ممثّلون من كل الأحزاب اللبنانيّة وعن كلّ التيارات وممثّلي الكتل النيابيّة وكانوا يعلمون أن هذا الخط قانوني وتقني ولم يحرّكوا ساكنًا منذ ذلك الوقت." ويؤكّد ان "لبنان الآن في مشكل كبير، هناك رأي يتمسّك بالخط 29 كحد أقصى للتفاوض بقوّة انطلاقًا منه وهناك من يتمسّك بالخط 23 وهو الخطّ الذي أنشأته اسرائيل دولة الكيان الغاصب وقد أخذه لبنان كخط حدودي له منذ العام 2011 وهناك صراع بين وجهتي النظر".
هذا ما سيفعله هوكستين في لبنان
ولا يعلق ياسين آمالاً على زيارة هوكتشاين (المفاوض الأميركي) في لبنان فهو سيأتي ليؤكد شروطه بعدم الحديث عن الخط 29 بعدم تعديل المرسوم 6433 لأنه وبالنسبة لهم تعديل المرسوم يعني انتهاء المفاوضات لكن بالنسبة للبنان تعديل المرسوم هو ما سيؤسّس للمفاوضات من جديد كون الإسرائيلي والأميركي مضطرّان لإيجاد حلّ بعد تعديل المرسوم فهناك اختلاف في وجهات النظر".
المسؤولية وطنيّة
وفي موضوع الخلاف الداخلي، أمل العميد ياسين في "أن يتوحّد المسؤولون وخصوصا الرؤساء الثلاثة حول موقف واحد يطرحونه أمام الوسيط الأميركي ويكون مرتكزا على صيغة : لبنان يريد الإتفاق ويريد أن يبدأ عمليّة التنقيب والإستخراج بكافة الحقول النفطية المتوفرة أي البلوكات النفطية"، مؤكّدًا "أن لبنان لا يريد حربًا لكنه ليس خائفًا من أي حرب ولبنان يريد حقوقه وفقًا للقانون الدولي بخط قانوني ينطلق من رأس الناقورة ويبدأ النقاش حول الخط القانوني الذي طرحه الجيش".
ويضيف: "لتكن مفاوضات مفتوحة مع تأكيد وقف كل الأعمال في حقل كاريش وإزاحة باخرة الإنتاج من تلك المنطقة فورًا وهذا يؤسّس لحلّ ممكن أن نبدأ فيه المفاوضات ولكن ما نريده هو موقف موحّد قويّ من السلطة اللبنانيّة ويقول: "فلننتظر ونرى"،
ويختم: "المسؤوليّة وطنيّة والموضوع ليس شخصيًّا ومن المفترض أن يقتنع الجميع باضطلاع الرأي العام ومعرفته بحقيقة الامور وعليه فهو لن يسكت والتاريخ لن يرحم".
تفاصيل زيارة هوكستاين
وكانت قد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، إن "الولايات المتحدة سترسل مبعوثاً إلى لبنان الأسبوع المقبل لمناقشة أزمة الطاقة في البلاد وتأكيد أمل واشنطن في أن تتمكن بيروت وإسرائيل من التوصل إلى قرار بشأن ترسيم حدودهما البحرية".
وأضافت وزارة الخارجية في بيان، إن "هاموس هوكشتاين كبير مستشاري وزارة الخارجية لأمن الطاقة، سيزور لبنان يومي 13 و14 حزيران".
وتابع البيان، إن "الإدارة ترحب بالروح التشاورية والصريحة للطرفين للتوصل الى قرار نهائي من شأنه أن يؤدي الى قدر أكبر من الاستقرار والأمن والإزدهار لكل من لبنان وإسرائيل والمنطقة".