تشهد العلاقات المصرية – الروسية تناميا كبيرا على الأصعدة السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيشارك في مايو/ أيار المقبل في منتدى بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، واللافت للانتباه أن الإدارة الروسية قررت أن تكون مصر ضيف شرف المؤتمر، ومن جهة أخرى يرافق الرئيس المصري كل من وزير الخارجية ووزير الدفاع اللذين سيجريان محادثات استراتيجية مع نظيريهما الروسيين، كما كان مقرراً قبل أن تنطلق العملية العسكرية الروسية الخميس في أوكرانيا.
في السياق، رجّح مصدر دبلوماسي مصري رفيع لـ"جسور"، أن "تنتهي الأزمة الأوكرانية في الغالب من دون حرب، وأن يعلن الرئيس الروسي في وقت لاحق ضم كل من دونيتسك ولوغانسك"، اللتين اعترفت بهما روسيا دولتين مستقلتين.
ولم يستبعد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، حشد روسيا لمزيد من قواتها العسكرية في الدولتين خلال الفترة القريبة المقبلة.
ويقول الدبلوماسي المصري لـ"جسور"، إن العلاقات المصرية الروسية تشهد تقدما على الأصعدة كافة، فمن الجهة العسكرية هناك تعاون كبير بين البلدين، وتدريبات مشتركة، وزيارات متبادلة، ومن الجهة الاقتصادية هناك علاقات مميزة، ومشروعات كبرى يقيمها الجانب الروسي في مصر، وعلى الصعيد التقني هناك اتفاقيات كبيرة لنقل التكنولوجيا إلى مصر، وحاليا موسكو تشيد أكبر مفاعل نووي مصري في المنطقة".
ويضيف إن التعاون يشمل أيضا الصين التي وقعت اتفاق تعاون استراتيجي مع مصر، وهناك تنامٍ كبير للعلاقات بين البلدين بنفس مستوى التعاون المصري الروسي تقريبا.
لا أحلاف
وحول ما إذا كانت طبيعة العلاقات تؤدي إلى دخول مصر في نوع من التحالف مع روسيا والصين في المواجهة مع الغرب، ينفي الدبلوماسي المصري بشكل قاطع وجود أي نية لمصر للدخول في أي نوع من أنواع التحالفات على المستوى الدولي.
ويشدد على أن القاهرة لم يشهد تاريخها الدخول في أحلاف، ولا يوجد في قاموسها السياسي والإستراتيجي مسألة الحلف.
ويعتقد الدبلوماسي المصري، أن "الأزمة الروسية الغربية الحالية حول أوكرانيا لن تفضي إلى جديد، وما يحدث من جانب الولايات المتحدة هو محاولة لتوريط روسيا في أزمة مع الناتو ليس أكثر، وأغلب الظن أن روسيا ستقدم في وقت لاحق على ضم كل من دونيتسك ولوغانسك، لتستكمل ما بدأته في القرم، وربما تكون هذه نتيجة طبيعية لأن روسيا تنظر إلى كونها دولة تحت التهديد".
ويضيف، "إننا أمام تحركات عسكرية غربية ملموسة، الولايات المتحدة أرسلت ثلاثة آلاف عسكري في بولندا، ورومانيا، بريطانيا أرسلت قوات إلى أوكرانيا، بخلاف توريد أسلحة غربية إلى اوكرانيا، ومن ثم طبيعي جدا أن تقول موسكو "نحن موجودون"، وطبيعي أن تقوم باستعراض قواتها وحشدها".
ما يحدث بحسب الدبلوماسي المصري، هو أن "روسيا دولة مضغوطة، وطبيعي أن تبرز مظاهر قوتها في مواجهة الضغط الغربي".
ويرى أن المشكلة فعليا يمكن تلخيصها في "رفض الناتو تقديم تعهد بعدم ضم أوكرانيا إليه، والروس يرفضون اقتراب الحلف لحدودهم، خاصة ان جميع الغزوات التي شهدها التاريخ الروسي تمت عن طريق أوكرانيا، حتى في الحرب العالمية الثانية".
المشكلة في الناتو
في السياق، رجّح مصدر دبلوماسي مصري رفيع لـ"جسور"، أن "تنتهي الأزمة الأوكرانية في الغالب من دون حرب، وأن يعلن الرئيس الروسي في وقت لاحق ضم كل من دونيتسك ولوغانسك"، اللتين اعترفت بهما روسيا دولتين مستقلتين.
ولم يستبعد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، حشد روسيا لمزيد من قواتها العسكرية في الدولتين خلال الفترة القريبة المقبلة.
ويقول الدبلوماسي المصري لـ"جسور"، إن العلاقات المصرية الروسية تشهد تقدما على الأصعدة كافة، فمن الجهة العسكرية هناك تعاون كبير بين البلدين، وتدريبات مشتركة، وزيارات متبادلة، ومن الجهة الاقتصادية هناك علاقات مميزة، ومشروعات كبرى يقيمها الجانب الروسي في مصر، وعلى الصعيد التقني هناك اتفاقيات كبيرة لنقل التكنولوجيا إلى مصر، وحاليا موسكو تشيد أكبر مفاعل نووي مصري في المنطقة".
ويضيف إن التعاون يشمل أيضا الصين التي وقعت اتفاق تعاون استراتيجي مع مصر، وهناك تنامٍ كبير للعلاقات بين البلدين بنفس مستوى التعاون المصري الروسي تقريبا.
لا أحلاف
وحول ما إذا كانت طبيعة العلاقات تؤدي إلى دخول مصر في نوع من التحالف مع روسيا والصين في المواجهة مع الغرب، ينفي الدبلوماسي المصري بشكل قاطع وجود أي نية لمصر للدخول في أي نوع من أنواع التحالفات على المستوى الدولي.
ويشدد على أن القاهرة لم يشهد تاريخها الدخول في أحلاف، ولا يوجد في قاموسها السياسي والإستراتيجي مسألة الحلف.
ويعتقد الدبلوماسي المصري، أن "الأزمة الروسية الغربية الحالية حول أوكرانيا لن تفضي إلى جديد، وما يحدث من جانب الولايات المتحدة هو محاولة لتوريط روسيا في أزمة مع الناتو ليس أكثر، وأغلب الظن أن روسيا ستقدم في وقت لاحق على ضم كل من دونيتسك ولوغانسك، لتستكمل ما بدأته في القرم، وربما تكون هذه نتيجة طبيعية لأن روسيا تنظر إلى كونها دولة تحت التهديد".
ويضيف، "إننا أمام تحركات عسكرية غربية ملموسة، الولايات المتحدة أرسلت ثلاثة آلاف عسكري في بولندا، ورومانيا، بريطانيا أرسلت قوات إلى أوكرانيا، بخلاف توريد أسلحة غربية إلى اوكرانيا، ومن ثم طبيعي جدا أن تقول موسكو "نحن موجودون"، وطبيعي أن تقوم باستعراض قواتها وحشدها".
ما يحدث بحسب الدبلوماسي المصري، هو أن "روسيا دولة مضغوطة، وطبيعي أن تبرز مظاهر قوتها في مواجهة الضغط الغربي".
ويرى أن المشكلة فعليا يمكن تلخيصها في "رفض الناتو تقديم تعهد بعدم ضم أوكرانيا إليه، والروس يرفضون اقتراب الحلف لحدودهم، خاصة ان جميع الغزوات التي شهدها التاريخ الروسي تمت عن طريق أوكرانيا، حتى في الحرب العالمية الثانية".
المشكلة في الناتو
من جهة ثانية يؤكد الدبلوماسي المصري أن "الحرب بين روسيا والغرب أمر مستبعد، ولا يرقى حتى إلى مستوى الاحتمال".
ويوضح أن ما "تريده روسيا من أوكرانيا أن تلغي أي اتفاقيات للتعاون مع حلف الناتو وأن تنهي تماماً أي مظهر من مظاهر استعدادها لأن تصبح عضواً في الحلف في المستقبل".
أما ما تريده روسيا من الغرب فيتمثل في مطالب قدمتها موسكو بالفعل إلى واشنطن، على حد قوله، إذ "يريد بوتين ضمانات قانونية مكتوبة تقدمها الولايات المتحدة بأن أوكرانيا لن تنضم أبداً إلى حلف الناتو، إضافة إلى سحب الحلف العسكري الغربي لأسلحته الهجومية من دول شرق أوروبا كبولندا والمجر (دول كانت أعضاء في حلف وارسو سابقاً)، على اعتبار أن وجود تلك الأسلحة يمثل تهديداً لروسيا لا يمكنها قبوله".
وينطلق موقف بوتين من حقيقة تقديم الأمريكيين وعداً قبل أكثر من ثلاثين عاماً بأن حلف الناتو لن يتمدد في شرق أوروبا، وهو ما لم يحدث بالطبع؛ إذ ضم الحزب دولاً كثيرة من أوروبا الشرقية والباب مفتوح لانضمام أوكرانيا أيضاً.
من يدفع الثمن؟
ويوضح الدبلوماسي المصري، أن "تحليلات عدة تتهم زعماء غربيين، بينهم رئيسي أميركا وفرنسا ورئيس وزراء بريطانيا، بتسخين الأزمة وتأزيمها لتحقيق مصالح سياسية داخلية تخص كلاً منهم، فبايدن يواجه اختباراً انتخابياً صعباً هذا العام (التجديد النصفي في الكونغرس) وسط تدنٍّ غير مسبوق في شعبيته، وماكرون لديه انتخابات رئاسية خلال شهرين، وجونسون رئيس وزراء بريطانيا تطارده "حفلات الخمور" أثناء فرض قيود صارمة خاصة بجائحة كورونا على الشعب".
ويضيف، لا "يبدو أن الاتهامات للرؤساء بايدن وماكرون وجونسون مجرد تحليلات، إذ ألمح الرئيس الأوكراني نفسه إلى هذه النقطة - من دون تحديد أيهم بالاسم- وقال إن هناك مبالغات غربية بشأن النوايا الروسية، مضيفاً أن ذلك قد يكون مفيداً سياسياً للبعض لكنه يضر أوكرانيا، ويرى الرئيس الأوكراني أن بلاده تدفع ثمن الصراع بين بوتين وبايدن".
ويلفت الدبلوماسي المصري الانتباه إلى قوة روسيا الاقتصادية من خلال إمدادات الغاز إلى ألمانيا وأوروبا، ويؤكد أنه لا يمكن تعويض الغاز الروسي على أي نحو، واضطرار الولايات المتحدة إلى إرسال غاز صعب للغاية بسبب ارتفاع التكاليف.