بعد تأجيل الانتخابات البلديةوالاختيارية، وبعد فشل المحاولات السياسية والأمنية لعرقلة أو الغاء الإنتخابات النيابية المقبلة، رفع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ورقة "الميغاسنتر" مجدداً وذلك برغبة متناغمة مع مطلب دائم لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، حيث من المفترض ان يصار الى مناقشة المشروع في جلسة مجلس الوزراء التي تعقد بعد ظهر الجمعة لاتخاذ القرار بشأنه.
لوجيستياً، لم يبق سوى شهرين على موعد الإنتخابات النيابية المقرّرة في 15 مايو/ أيار المقبل وهنا يطرح السؤال: لماذا الإصرار على مشروع الميغاسنتر؟ لمن يعود القرار وهل سقط المشروع قبل طرحه؟
المشروع سقط
المعركة الإنتخابية اليوم في أوجّها، وعلى أبواب الإنتخابات، عاد باسيل وطرح مشروع الميغاسنتر هو الذي كان قد طرحه في الـ2018 إلا أن اعتراض الحزب الاشتراكي وحزب الله والمردة وحركة أمل أطاح بالمشروع حينذاك.
وفي السياق، يعتبر الصحافي اللبناني ألان سركيس في حديث لـ"جسور" أن مشروع الميغاسنتر، الذي يعني انتخاب المواطن من حيث يقطن لا بحسب دائرته، مطلب حقّ يراد منه باطل وهو ضرب موعد الإنتخابات النيابية لافتا الى أن "حزب الله ، الحليف الرئيسي للتيار الوطني الحر، هو أول الرافضين للمشروع بإعتبار أن الثنائي الشيعي لن يستطيع إحكام السيطرة على المشهد الانتخابي في المناطق الشيعية".
عراقيل بوجه الإنتخابات
ويعتبر سركيس أن المحور الذي يريد عرقلة الإنتخابات معروف وعلى رأسه العهد والتيار (التيار الوطني الحر) الذي تراجعت شعبيته وبسبب حليفه حزب الله إلا أن بعد الضغوطات العربية والدولية بعدم المس بموعد الإنتخابات، أصبح أمرا واقعاً." ويوضح أنهم حاولوا "عرقلة الإنتخابات بطرق عدّة، أولها أحوال الطقس فتمّ تحديد الموعد بأيار بدل آذار فضلا عن التهويل بحوادث أمنية علماً أن الأجهزة الأمنية أعلنت عن جاهزيتها التامة لموعد الإنتخابات اذا جاء القرار السياسي بحصولها، واليوم موضوع الميغاسنتر إلا أنهم لن يتمكنوا من فرضه لأن الوقت قد تأخر كثيرًا لإنشاء هذه المراكز وبات لبنان على مشارف الانتخابات."
ويقول سركيس:"مشروع الميغاسنتر لن يعرقل موعد الانتخابات وبالشكل العام فالعراقيل ليست مالية ولو أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية حادّة و "نشحد" للقيام بالانتخابات إلا أن العراقيل سياسية بالدرجة الأولى".
ما هو الميغاسنتر؟
الميغاسنتر هي عبارة عن أقلام اقتراع تتوزع في كل الدوائر الانتخابية تسمح للناخبين بالتصويت في اماكن اقامتهم بدل الانتقال الى اماكن ولادتهم، الامر الذي يسهل عليهم عملية الاقتراع ويوفر بدلات الانتقال التي اصبحت مكلفة جدا مع جنون اسعار المحروقات.