بعدما شهدت العلاقات اللبنانية-الخليجية توتراً إثر تصريحات وزير الإعلام السابق جورج قرداحي حول حرب اليمن والتي اعتبرتها الرياض مسيئة، أعلنت السعودية أخيراً عودة سفيرها وليد البخاري الى لبنان، بعد غياب استمر أكثر من خمسة أشهر.
وفي أوّل تعليق للبخاري بعد إعلان عودته إلى بيروت، قام بنشر صورة تجمع علمَي لبنان والسعودية، عبر حسابه على "إنستغرام".
دور لبنان
وفي هذا السياق، أشار المحلل سياسي والخبير الاستراتيجي السعودي محمد الحبابي في حديث لـ"جسور"، الى أن "عودة السفير السعودي الى لبنان بإمكانها أن تعيد المياه الى مجاريها بين بيروت والرياض".
وأكد الحبابي أن "السعودية تعتبر لبنان بلدا شقيقا وأنها ستقف دائما الى جانبه رغم كل العقبات"، مشيرا الى أن "لبنان يلعب دورا بارزا في الساحة العربية خصوصا في مجالي السياحة والثقافة".
توقيت العودة
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جوني منير، في حديث لـ"جسور"، أن عودة السفير البخاري في هذا التوقيت تتعلق بالانتخابات النيابية وبالتدخل الفرنسي.
وفي ما يتعلق بالانتخابات، أوضح منير أن "البخاري سيدعم الفريق الذي سيواجه حزب الله في المعركة الانتخابية من أجل إضعافه سياسيا".
أما عن الدور الفرنسي، فأكد منير أن "فرنسا تسعى الى عودة البخاري قبل الاستحقاق الانتخابي، بهدف اعادة التوازن في المشهد السياسي أي منع حزب الله من الحصول على الأكثرية في البرلمان"
في سياق آخر، اعتبر منير أن "تصحيح مسار العلاقات اللبنانية السعودية سيؤدي الى حلحلة في الأزمة الاقتصادية من خلال المساعدات المالية والاستثمارات في لبنان".
كما أكد منير أن عودة البخاري الى بيروت، "ستفتح كوة في جدار القطيعة الدبلوماسية بين لبنان ودول الخليج".
حلحلة مع الخليج
بيان الخارجية السعودية، أفاد أن المملكة تعلن عن "عودة سفير خادم الحرمين الشريفين إلى جمهورية لبنان الشقيقة".
وتابع البيان أن عودة السفير السعودي الى بيروت أتت استجابةً لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان، وتأكيدًا لما ذكره رئيس الوزراء اللبناني من التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.
وأكدت السعودية أهمية عودة لبنان إلى عمقه العربي متمثلا بمؤسساته وأجهزته الوطنية، وأن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى شعبه بالاستقرار والأمان في وطنه.
هذا وثمّن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قرار السعودية بعودة سفيرها الى لبنان، مؤكدا أن لبنان يفخر بانتمائه العربي ويتمسك بأفضل العلاقات مع دول الخليج التي كانت وستبقى السند والعضد.
في الإطار نفسه، تبلّغ ميقاتي من سفير دولة الكويت عبد العال القناعي، قرار الحكومة الكويتية بعودته الى بيروت قبل نهاية الاسبوع. فقد أعلنت الكويت أن عودة السفير تزامنت مع التزام ميقاتي بتعزيز التعاون مع دول الخليج.
وأكد ميقاتي أن ما يجمع لبنان والكويت تاريخ من العلاقات الاخوية الوطيدة التي تزداد رسوخا مع الايام.
وشكر ميقاتي وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، على الجهود التي بذلها لعودة العلاقات اللبنانية- الخليجية الى صفائها وحيويتها.
هذا ورحبت وزارة الخارجية والمغتربين بإبلاغها رسميا بعودة سفير الكويت عبد العال القناعي، الى مركز عمله في بيروت، وقدرت كافة الجهود التي بذلتها الدبلوماسية الكويتية لمد جسور الحوار والتواصل مع أشقاء في دول الخليج.
وأضافت الخارجية اللبنانية : "يجمعنا بالكويت تاريخ طويل من المواقف المشرفة والاحترام المتبادل، وننتهز هذه المناسبة لشكر وتقدير الدور الكويتي المنفتح والبناء الهادف الى صون وتعزيز العلاقات بين كافة الاشقاء العرب".
"حزب الله هو المشكلة"
وكانت الخارجية السعودية أشارت في بيان إعلان عودة البخاري الى أن العودة تزامنت مع تأكيد ميقاتي التزام الحكومة اللبنانية، "بوقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي".
وهنا اعتبر الحبابي أن السعودية تقصد حزب الله، المدعوم من إيران، لأنه مسؤول عن زعزعة العلاقات مع دول الخليج بدعمه الحوثيين في اليمن وبسيطرته على قرارات لبنان.
وشدد الحبابي على أن لبنان لا يجب أن يتدخل في الشأنين السوري واليمني، بل عليه تعزيز علاقاته مع دول الخليج وخصوصا السعودية.
أساس الخلاف
العلاقات بين السعودية ولبنان تدهورت في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستدعت الرياض سفيرها من بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة أراضيها. وذلك على خلفية تصريحات لوزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي، الذي عاد واستقال لاحقاً، بشأن الحرب في اليمن.
كما قررت الرياض حينها وقف الواردات اللبنانية إلى السعودية كافة بهدف حماية أمن المملكة وشعبها ومنع مواطنيها من السفر إلى لبنان.
وتضامناً مع الرياض، اتّخذت البحرين والكويت خطوة مماثلة، وسحبت الإمارات دبلوماسييها وقررت منع مواطنيها من السفر إلى لبنان. وقررت السلطات الكويتية لاحقاً التشدد في منح تأشيرات للبنانيين.
وفي أوّل تعليق للبخاري بعد إعلان عودته إلى بيروت، قام بنشر صورة تجمع علمَي لبنان والسعودية، عبر حسابه على "إنستغرام".
دور لبنان
وفي هذا السياق، أشار المحلل سياسي والخبير الاستراتيجي السعودي محمد الحبابي في حديث لـ"جسور"، الى أن "عودة السفير السعودي الى لبنان بإمكانها أن تعيد المياه الى مجاريها بين بيروت والرياض".
وأكد الحبابي أن "السعودية تعتبر لبنان بلدا شقيقا وأنها ستقف دائما الى جانبه رغم كل العقبات"، مشيرا الى أن "لبنان يلعب دورا بارزا في الساحة العربية خصوصا في مجالي السياحة والثقافة".
توقيت العودة
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جوني منير، في حديث لـ"جسور"، أن عودة السفير البخاري في هذا التوقيت تتعلق بالانتخابات النيابية وبالتدخل الفرنسي.
وفي ما يتعلق بالانتخابات، أوضح منير أن "البخاري سيدعم الفريق الذي سيواجه حزب الله في المعركة الانتخابية من أجل إضعافه سياسيا".
أما عن الدور الفرنسي، فأكد منير أن "فرنسا تسعى الى عودة البخاري قبل الاستحقاق الانتخابي، بهدف اعادة التوازن في المشهد السياسي أي منع حزب الله من الحصول على الأكثرية في البرلمان"
في سياق آخر، اعتبر منير أن "تصحيح مسار العلاقات اللبنانية السعودية سيؤدي الى حلحلة في الأزمة الاقتصادية من خلال المساعدات المالية والاستثمارات في لبنان".
كما أكد منير أن عودة البخاري الى بيروت، "ستفتح كوة في جدار القطيعة الدبلوماسية بين لبنان ودول الخليج".
حلحلة مع الخليج
بيان الخارجية السعودية، أفاد أن المملكة تعلن عن "عودة سفير خادم الحرمين الشريفين إلى جمهورية لبنان الشقيقة".
وتابع البيان أن عودة السفير السعودي الى بيروت أتت استجابةً لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان، وتأكيدًا لما ذكره رئيس الوزراء اللبناني من التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.
وأكدت السعودية أهمية عودة لبنان إلى عمقه العربي متمثلا بمؤسساته وأجهزته الوطنية، وأن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى شعبه بالاستقرار والأمان في وطنه.
هذا وثمّن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قرار السعودية بعودة سفيرها الى لبنان، مؤكدا أن لبنان يفخر بانتمائه العربي ويتمسك بأفضل العلاقات مع دول الخليج التي كانت وستبقى السند والعضد.
في الإطار نفسه، تبلّغ ميقاتي من سفير دولة الكويت عبد العال القناعي، قرار الحكومة الكويتية بعودته الى بيروت قبل نهاية الاسبوع. فقد أعلنت الكويت أن عودة السفير تزامنت مع التزام ميقاتي بتعزيز التعاون مع دول الخليج.
وأكد ميقاتي أن ما يجمع لبنان والكويت تاريخ من العلاقات الاخوية الوطيدة التي تزداد رسوخا مع الايام.
وشكر ميقاتي وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، على الجهود التي بذلها لعودة العلاقات اللبنانية- الخليجية الى صفائها وحيويتها.
هذا ورحبت وزارة الخارجية والمغتربين بإبلاغها رسميا بعودة سفير الكويت عبد العال القناعي، الى مركز عمله في بيروت، وقدرت كافة الجهود التي بذلتها الدبلوماسية الكويتية لمد جسور الحوار والتواصل مع أشقاء في دول الخليج.
وأضافت الخارجية اللبنانية : "يجمعنا بالكويت تاريخ طويل من المواقف المشرفة والاحترام المتبادل، وننتهز هذه المناسبة لشكر وتقدير الدور الكويتي المنفتح والبناء الهادف الى صون وتعزيز العلاقات بين كافة الاشقاء العرب".
"حزب الله هو المشكلة"
وكانت الخارجية السعودية أشارت في بيان إعلان عودة البخاري الى أن العودة تزامنت مع تأكيد ميقاتي التزام الحكومة اللبنانية، "بوقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي".
وهنا اعتبر الحبابي أن السعودية تقصد حزب الله، المدعوم من إيران، لأنه مسؤول عن زعزعة العلاقات مع دول الخليج بدعمه الحوثيين في اليمن وبسيطرته على قرارات لبنان.
وشدد الحبابي على أن لبنان لا يجب أن يتدخل في الشأنين السوري واليمني، بل عليه تعزيز علاقاته مع دول الخليج وخصوصا السعودية.
أساس الخلاف
العلاقات بين السعودية ولبنان تدهورت في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستدعت الرياض سفيرها من بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة أراضيها. وذلك على خلفية تصريحات لوزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي، الذي عاد واستقال لاحقاً، بشأن الحرب في اليمن.
كما قررت الرياض حينها وقف الواردات اللبنانية إلى السعودية كافة بهدف حماية أمن المملكة وشعبها ومنع مواطنيها من السفر إلى لبنان.
وتضامناً مع الرياض، اتّخذت البحرين والكويت خطوة مماثلة، وسحبت الإمارات دبلوماسييها وقررت منع مواطنيها من السفر إلى لبنان. وقررت السلطات الكويتية لاحقاً التشدد في منح تأشيرات للبنانيين.