تحيي بلاد الأرز، لبنان، ذكرى الإستقلال الثامنة والسبعين، بكيانٍ مسحوقٍ دمرته الصراعات الداخلية، والحروب الأهلية، والاجتياحات والاحتلالات والانتدابات وحوّله ساسته إلى "دولة فاشلة عاجزة" لا ترتقي إلى مستوى تطلعات شعبها.
منذ إعلان دولة لبنان الكبير في العام 1920، عانى اللبنانيون من تجاذبات داخلية وخارجية واجتياحات واحتلالات وانتدابات، وصولًا الى إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1943، يوم إعلان استقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي، وانسحاب جميع القوات الأجنبية عن أراضيه. ولم يكن الاستقلال نقطة التحول في تاريخه بل مدخلًا الى أزماتٍ متلاحقة نهشت مقدرات الدولة والشعب حتى يومنا هذا.
"جيش شعب قضاء"
منذ إعلان دولة لبنان الكبير في العام 1920، عانى اللبنانيون من تجاذبات داخلية وخارجية واجتياحات واحتلالات وانتدابات، وصولًا الى إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1943، يوم إعلان استقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي، وانسحاب جميع القوات الأجنبية عن أراضيه. ولم يكن الاستقلال نقطة التحول في تاريخه بل مدخلًا الى أزماتٍ متلاحقة نهشت مقدرات الدولة والشعب حتى يومنا هذا.
"جيش شعب قضاء"
بمناسبة ذكرى الثامنة والسبعين لاستقلال لبنان، أقام الجيش اللبناني عرضًا عسكريًا رمزيًا في وزارة الدفاع الوطني، بحضور رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حيث أطلقت مدفعيّة الجيش 21 قذيفة مدفعيّة على وقع النشيد الوطني والألحان العسكريّة.
توازيًا، يحيي مجموعات مدنية الذكرى على طريقتها، بعرضٍ مدني، كان قد نظم للمرة الأولى في عام 2019، عقب ثورة 17 أكتوبر/تشرين الأول، بمبادرة من الحراك الشعبي وشاركت فيه قطاعات العمل في لبنان.
تحت شعار "جيش شعب قضاء"، تنظم مجموعة ACT وبالتعاون مع شبكة القطاع الخاص، وعلى الرغم من كل الإنتقادات التي واجهت هذا العرض، واعتباره من قبل البعض أنه لزوم ما لا يلزم، سيشارك اللبنانيون و59 فوجًا يمثلون قطاعات منتجة في لبنان، بالعرض المدني، في محلة بولفار شارل حلو، بيروت. واعتبر ناشطون في مجموعة ACT أن الهدف من هذا العرض إظهار الصورة الحقيقية والجميلة للبنان سعيًا لإنجاز الاستقلال الحقيقي وبناء دولة.
توازيًا، يحيي مجموعات مدنية الذكرى على طريقتها، بعرضٍ مدني، كان قد نظم للمرة الأولى في عام 2019، عقب ثورة 17 أكتوبر/تشرين الأول، بمبادرة من الحراك الشعبي وشاركت فيه قطاعات العمل في لبنان.
تحت شعار "جيش شعب قضاء"، تنظم مجموعة ACT وبالتعاون مع شبكة القطاع الخاص، وعلى الرغم من كل الإنتقادات التي واجهت هذا العرض، واعتباره من قبل البعض أنه لزوم ما لا يلزم، سيشارك اللبنانيون و59 فوجًا يمثلون قطاعات منتجة في لبنان، بالعرض المدني، في محلة بولفار شارل حلو، بيروت. واعتبر ناشطون في مجموعة ACT أن الهدف من هذا العرض إظهار الصورة الحقيقية والجميلة للبنان سعيًا لإنجاز الاستقلال الحقيقي وبناء دولة.
لبنان المحتل
في الذكرى يستحضر اللبنانيون مفاهيم الدولة والسيادة والإستقلال ويتسألون كيف لنا أن نحتفل بإستقلال والبلد محتل؟
قد يخيل للبعض أن اللبنانين يتكلمون عن إحتلال أجنبي، قد يكون الأمر كذلك، إلا أن الإحتلال الحقيقي للبنان هو من قبل أركان السلطة الذن سمحوا للبنان أن يكون مطمعًا لكل راغبٍ وكل طامحٍ في بقعة الأرض الصغيرة.
ويرفض جزء كبير من اللبنانين الإحتفال بالعيد على اعتبار أن لبنان ليس مستقلاً، والبعض يعتبره محتلًا من قبل إيران بظل وجود سلاح غير شرعي خارج عن سلطة المؤسسات الدستورية ويحكم قبضته على مفاصل الدولة، فيما يراه البعض الآخر مرهوناً للقرارات الأجنبية والإقليمية.
ويدعم اللبنانينون، الذين يعتبرون أنفسهم "سياديين"، موقفهم بحجج من الواقع الحالي، مع تأثير "الثنائي الشعيي" (حركة أمل وحزب الله) على نشاط الحكومة بحجّة اتخاذ قرار لـ "قبع" المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، ورفضَ عودة وزرائه إذا لم تتّخذ الحكومة قراراً بهذا الشأن.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وعلى إثر تصريحات سابقة لوزير الإعلام جورج قرداحي، اعتبرتها السعودية مسيئة لها، عمدت المملكة إلى سحب سفيرها من لبنان، وإلى طرد سفير لبنان وإيقاف جميع الصادرات اللبنانية إليها، ثم تضامنت مع السعودية الإمارات العربية المتحدة والكويت ومملكة البحرين، واتّخذت إجراءات مماثلة؛ وبهذا يكون لبنان قد دخل في أزمة سياسية ودبلوماسية هي الأكبر في تاريخه مع دول الخليج العربي، وسط تداولات عن منع الوزير قرداحي المعين من قبل تيار المردة حليف حزب الله عن الاستقالة إلا بضمانات يحددها حزب الله.
قد يخيل للبعض أن اللبنانين يتكلمون عن إحتلال أجنبي، قد يكون الأمر كذلك، إلا أن الإحتلال الحقيقي للبنان هو من قبل أركان السلطة الذن سمحوا للبنان أن يكون مطمعًا لكل راغبٍ وكل طامحٍ في بقعة الأرض الصغيرة.
ويرفض جزء كبير من اللبنانين الإحتفال بالعيد على اعتبار أن لبنان ليس مستقلاً، والبعض يعتبره محتلًا من قبل إيران بظل وجود سلاح غير شرعي خارج عن سلطة المؤسسات الدستورية ويحكم قبضته على مفاصل الدولة، فيما يراه البعض الآخر مرهوناً للقرارات الأجنبية والإقليمية.
ويدعم اللبنانينون، الذين يعتبرون أنفسهم "سياديين"، موقفهم بحجج من الواقع الحالي، مع تأثير "الثنائي الشعيي" (حركة أمل وحزب الله) على نشاط الحكومة بحجّة اتخاذ قرار لـ "قبع" المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، ورفضَ عودة وزرائه إذا لم تتّخذ الحكومة قراراً بهذا الشأن.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وعلى إثر تصريحات سابقة لوزير الإعلام جورج قرداحي، اعتبرتها السعودية مسيئة لها، عمدت المملكة إلى سحب سفيرها من لبنان، وإلى طرد سفير لبنان وإيقاف جميع الصادرات اللبنانية إليها، ثم تضامنت مع السعودية الإمارات العربية المتحدة والكويت ومملكة البحرين، واتّخذت إجراءات مماثلة؛ وبهذا يكون لبنان قد دخل في أزمة سياسية ودبلوماسية هي الأكبر في تاريخه مع دول الخليج العربي، وسط تداولات عن منع الوزير قرداحي المعين من قبل تيار المردة حليف حزب الله عن الاستقالة إلا بضمانات يحددها حزب الله.
أزمات مهولة
لم ينعم لبنان بإستقلال العام 1943 طويلًا، إذ إندلعت حرب 1948، ضدّ الجيش الإسرائيلي، على إثر تهجير الفلسطينيين، وانتهت المعركة في يناير/كانون الثاني من العام 1949 لتخرج بعدها اسرائيل من الاراضي اللبنانية إثر معاهدة هدنة.
بعد ذلك اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية في العام 1975، وفي حزيران 1976، دخلت قوات الردع العربية ومن ضمنها القوات السورية إلى لبنان، واحتلّت طرابلس، شمال لبنان وسهل البقاع، وعزّزت تمركزها في لبنان.
أما في العام 1982 اجتاح الجيش الإسرائيلي العاصمة بيروت، لتخلفه القوات السورية في ما بعد وتجتاح في عام 1990 المناطق الخاضعة لسلطة قائد الجيش حينها، ميشال عون. بعد ذلك عرفت الفترة الممتدة من 1990 حتى 2005 بفترة الوصاية السورية، واتّسمت بتدخّل السوريين في مفاصل الدولة في لبنان، وأصبحت سوريا الحاكم الفعليّ؛ فكانت تعيّن الرئيس والحكومة وتختار البرلمان وتتدخّل في القضاء والتعيينات حتى أصغر التفاصيل.
بعد خروج الجيش السوري في عام 2005، عقب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، عرف لبنان حربًا جديدة وهي حرب تموز 2006 بين حزب الله اللبناني واسرائيل بعد عملية أسر لجنود إسرائيليّين، فهاجمت إسرائيل لبنانَ بحرب عنيفة غير مسبوقة، دمّرت معظم البنى التحتية وقتلت المئات.
في عام 2014، عرف لبنان فراغًا رئاسيًا غير مسبوق بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، نتيجة خلافات سياسية حادة بين قوى السلطة لينتخب عام 2016 ميشال عون رئيسًا للجمهورية، أي بعد عامين من الفراغ الرئاسي.
عرفت ولاية عون جملة أزمات سياسية وفراغات حكومية وصولًا الى ثورة 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، والانهيار الاقتصادي الكبير، وأزمة كورونا، وانفجار مرفأ بيروت المأسوي، ومؤخرًا أزمة لبنان مع محيطه العربي. فأين إستقلال لبنان من كل هذه الأزمات؟ وماذا ينتظر اللبنانيين بعد؟
بعد ذلك اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية في العام 1975، وفي حزيران 1976، دخلت قوات الردع العربية ومن ضمنها القوات السورية إلى لبنان، واحتلّت طرابلس، شمال لبنان وسهل البقاع، وعزّزت تمركزها في لبنان.
أما في العام 1982 اجتاح الجيش الإسرائيلي العاصمة بيروت، لتخلفه القوات السورية في ما بعد وتجتاح في عام 1990 المناطق الخاضعة لسلطة قائد الجيش حينها، ميشال عون. بعد ذلك عرفت الفترة الممتدة من 1990 حتى 2005 بفترة الوصاية السورية، واتّسمت بتدخّل السوريين في مفاصل الدولة في لبنان، وأصبحت سوريا الحاكم الفعليّ؛ فكانت تعيّن الرئيس والحكومة وتختار البرلمان وتتدخّل في القضاء والتعيينات حتى أصغر التفاصيل.
بعد خروج الجيش السوري في عام 2005، عقب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، عرف لبنان حربًا جديدة وهي حرب تموز 2006 بين حزب الله اللبناني واسرائيل بعد عملية أسر لجنود إسرائيليّين، فهاجمت إسرائيل لبنانَ بحرب عنيفة غير مسبوقة، دمّرت معظم البنى التحتية وقتلت المئات.
في عام 2014، عرف لبنان فراغًا رئاسيًا غير مسبوق بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، نتيجة خلافات سياسية حادة بين قوى السلطة لينتخب عام 2016 ميشال عون رئيسًا للجمهورية، أي بعد عامين من الفراغ الرئاسي.
عرفت ولاية عون جملة أزمات سياسية وفراغات حكومية وصولًا الى ثورة 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، والانهيار الاقتصادي الكبير، وأزمة كورونا، وانفجار مرفأ بيروت المأسوي، ومؤخرًا أزمة لبنان مع محيطه العربي. فأين إستقلال لبنان من كل هذه الأزمات؟ وماذا ينتظر اللبنانيين بعد؟