أثارت سلسلة تسريبات صوتية قيل إنها تعود لرئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي جدلًا في العراق، على الرغم من أنه أنكرها باعتبارها "مفبركة". وفي تغريدة له، يطالب زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر حلفاء المالكي وعشيرته وحزبه (الدعوة الإسلامية) باستنكار التصريحات، في دلالة واضحة على أن الصدر "غير مقتنع بنفي المالكي" بل دعاه الى الاعتكاف.
ونشر الناشط العراقي المقيم في الخارج، علي فاضل، الإثنين، الجزء الخامس من التسجيلات بعد تسعة أشهر من الانتخابات، فهل يتّجه المشهد السياسي والأمني في البلاد إلى مزيد من التعقيد بعدما طالب زعيم التيار الصدري باعتكاف المالكي واعتزاله؟
إبعاد المالكي
يقول المحلل السياسي العراقي غالب الدعمي في حديث لـ"جسور" أن "العشائر لا تتدخّل في هذا الجانب ويبدو أن التسريبات الأخيرة كانت في هذا الاتجاه وموقف المالكي صعب جدًّا لأن الأطراف المتحالفة معه لا تريد ادخال البلاد في مشاكل وأتون الحرب الأهلية والقتال وتهديد السلم الإهلي، لذلك فإنهم يذهبون باتجاه ابعاد المالكي من اي منصب ممكن أن يستفزّ التيار الصدري ". ويعتبر الدعمي أن "أقلّ ما يرضي الصدر هو اعادة الإنتخابات وتشكيل حكومة موقتة لمدّة سنة من الآن، وغير هذا لا شيء سيرضيه بغض النظر عن الشخصيات التي ستترشّح لرئاسة الوزراء."
"السياسة ستتركه"
يعتقد الدعمي أن "المالكي لن يعتكف عن العمل السياسي وإنما السياسة ستتعمّد ابعاده عنها والمستقبل السياسي للمالكي بات محفوفًا بالمخاطر ولن يكون له وجود في المستقبل بسبب عمره الذي وصل الى سبعين عامًا وعدم الاتحاد معه من قبل الإطار التنسيقي أو دعمه وبالتالي فان المستقبل لن يكون له بل لحركات أخرى".
"التسريب" الخامس
يتحدث "التسريب" الخامس عن مجموعة تدعى "كتائب أئمة البقيع"، ضمن جماعة أكبر كما يبدو تطلق على نفسها "أمة الأخيار" بقيادة مرجع ديني يشار إليه في التسجيلات باسم "سماحة آية الله الميرزا"، ويوحي التسجيل أن المجتمعين ينتمون إلى تياره. وتقول قناة "الجدار نيوز" التابعة للتيار الصدري على تلغرام إن "قاطع مليشيا أئمة البقيع... يمتد من (المقدادية شهربان الهارونية الصدور حمرين _ مياح)"، وتتهم الجماعة بفرض جزيات على الشاحنات والتجارة بالمخدرات" . ويقول إعلام "لواء أئمة البقيع" إنه ينتمي إلى ما يعرف بـ"حشد وزارة الدفاع" وهي مجاميع خاضعة لإدارة وزارة الدفاع العراقية، وليس هيئة الحشد الشعبي. ويقود اللواء شخص اسمه سعد طعيس التميمي، ويتولى شقيقه، حميد، قيادة أحد أفواج اللواء. ويتحدث المجتمعون في التسجيل المزعوم الأخير صراحة عن "وجوب سفك الدماء" وفقا لـ"خطة رشيدة" من أجل تسليم الحكم للمالكي، ويقولون إنهم مطيعون له.