غرق عدد من المناطق اللبنانية بعد ظهر الثلاثاء وخصوصا مدينة جونيه - قضاء كسروان ومحيطها في بحر الأمطار بحيث تساقط 102 ملمتر منها خلال ساعتين أي ما يُقارب 11% من المُعدّل السنويّ الكامِل وبالتالي أكثر من 100 ليتر أمطار في كلّ متر مربّع بحسب صفحة Lebanon weather forecast.
صحيحٌ ان الفيضانات تحصل في بلاد عدّة، الا ان في لبنان المسؤولية على المعنيين بحتة، فالمشهد يتكرّر كل عام واللبنانيون يترقّبون الكارثة. لبنان الغارق بالسيول، غارق ايضا بالاهمال والفساد في بلد البنى التحتية فيه منهارة، فكيف إذا أضفنا عاملا جديدا على اللائحة وهو التغير المناخي؟وكما تجري العادة، يتناوب "المسؤولون" على إلقاء اللوم على بعضهم البعض، وفي نهاية المطاف وكالعادة أيضًا، تبقى "العترة" على المواطن. فماذا بعد؟
في السياق، أكّد رئيس بلدية جونيه جوان حبيش في حديث لـ"جسور" ان البلدية "لها دور وهي تلعب دورها وتحمل مسؤوليّتها ونتحضّر كل عام، من شهر أيلول/ سبتمبر، لفصل الشتاء ونتابعه يوميًّا حتى نهايته ولدينا فرق موجودة على الطرقات"، ويوضح أن "كميّة المياه التي سقطت تفوق طاقة المجاري وتفوق الطبيعة وتتعدّى العوامل الطبيعيّة التي تعّودنا عليها سابقًا".
ويضيف حبيش ان "مجاري البنى التحتية المبنيّة منذ 40 – 50 سنة لليوم لا تستوعب تغيّر الطبيعة وكميّة الأمطار التي تهطل".
البنى التحتية والعوامل الطبيعية
وبعد سؤالنا عن سبب عدم استباقهم الكارثة، سأل حبيش: "من كان ليتوقّع كميّة الأمطار بسبب التغيّر المُناخي؟ وقال: "الأمر مُستجدّ ولكن يتعالج مرّة بعد مرّة، ويجب عدم القاء المسؤوليّات ونترك الأمر واليوم أصبحنا نعرف ما الذي قد يحصل من هكذا أمطار ويجب ان يعالج الأمر وأن تأخذ الوزارات دورها، وعلى الادارات التي بنت الطرقات أن تأخذ دورها أيضًا وأن تُعدّل في البنى التحتية حتى تتناسب مع العوامل الطبيعية المستجدة".
الى أين؟
ولدى سؤالنا عمّا يمكن ان يحصل في الأيام المُقبلة اذ ان موسم الشتاء في بدايته، قال: "بدنا نسأل الله"، مؤكدًا ان المشاكل ستحصل ان هطلت الأمطار بغزارة كما يوم أمس"، مُعتبرا انه في الوقت نفسه على الإدارات ان تأخذ التدابير التي بامكانها ان تاخدها بهذه الظروف حتى تستوعب المستجدّات".
"عملنا طوال الليل"
وكما بات سائدا مع كل “شتوة” يسارع وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الاعمال علي حمية الى تبرئة نفسه وإلقاء اللوم على الآخرين وعلى الطبيعة، وقد حاولت “جسور” التواصل معه ومع مكتبه، الا انه آثر عدم الاجابة بحجة كثرة انشغالاته، وليكتفي بالتغريد صباحا: "طوال الليلة الماضية عملت ورش متعهدي وزارة الأشغال العامة والنقل على رفع الأتربة والحصى والأوساخ التي جرفتها معها السيول المتدفقة من الاعالي إلى الأوتوستراد فضلا عن تعزيلها من مجاري التصريف منعاً لانسدادها ونجدد الدعوة لقيام الجميع بمسؤولياتهم داخل البلدات وعلى مجاري الأنهر".
"فليعترفوا بالفشل!
"وانهمر يوم أمس على وسائل التواصل الاجتماعي غضب اللبنانيين على "المسؤولين" في لبنان. وقالت المواطنة مرلين: " كل شتاء.. نفس المشاكل، نفس المشاهد. استحلينا شي سنة بس ما يكون الخسران الأكبر هو المواطن. سيارات وبيوت عم تغرق!"، أما المواطن رحمة فقال: " لو البلديات عم تعمل شغلها وتزيل "كل" التعديات عن البنى التحتية كنا منشوف شوية مشاكل وشوية تجمع للمياه ولوقت قليل بس مش متل اللي عم نشوفو من ورا تقاعسكم وفشلكم وفسادكم"، وقال الصحافي منير يونس: "فليعترف الوزير علي حمية بفشل وزارته والاعتذار من الناس لماذا التبرير الفاشل والانكار المتعجرف".