لا يبدو أن العلاقات السعودية – الإيرانية تخطت مرحلة التوترات بالقدر الذي عكسته الاخبار الواردة عن استعداد لفتح السفارات، فالرياض لها حسابات أخرى لا سيما بعد استهداف الحوثيين المدعومين من إيران العمق الإماراتي، والتسبب بحريق بمطار أبو ظبي وبإنفجارات في صهاريج نتج عنها قتلى وجرحى.
في السياق، رأى الأكاديمي والباحث السياسي السعودي، الدكتور نايف بن خالد الوقاع، في حديث لـ"جسور"، أن "كل ما يُقال عن إعادة فتح السفارة الإيرانية في السعودية غير صحيح، خصوصاً في ظل ممارسات ايران ومن تدعمهم في المنطقة، كالحوثيين والحشد الشعبي وحزب الله، والإنفجار الذي تعرّضت له الإمارات وأدّى إلى سقوط أبرياء يؤكد أن إيران لا تريد تغيير سلوكها".
أزمة إيران مع العالم العربي
وقال الوقاع: "الموضوع الذي تمّ استهلاكه إعلاميّاً، هو أن المملكة منحت تأشيرات لثلاثة موظفين إيرانيين في منظمة التعاون الإسلامي (لا في السفارة الإيرانية) للعمل في منظمة المؤتمر الإسلامي، وهذه منظمة تابعة للدول الإسلامية ومقرّها جدّة".
كما أشار إلى أن "أزمة إيران هي ليست فقط مع السعودية بل مع العالم العربي أجمع، حيثُ انها تمارس الإرهاب في كل مكان، ولبنان شاهد أيضاً على إرهاب إيران التي حولته من منارة الشرق في الثقافة والعلم والإعلام إلى خراب".
ولفت إلى أن "إيران دولة مارس كل الوسائل المتاحة لإلحاق الأذى والضرر في دول العالم العربي ومنها المملكة العربية السعودية التي تنظر إليها اليوم نظرة عداء، لأنها إلى الآن، لم تقدم أي بادرة تنم عن الرغبة في السلام، من اغتيال الدبلوماسيين وإحراق السفارات والقنصليات إلى العمل على تفخيخ العالم العربي وتجارة المخدرات وغيره من الممارسات".
وتابع: "إذاً المواجهة معها لم ولن تتوقف، لتعود وحرسها الثوري إلى الكهوف، وطالما مستمرّة بهذا العداء والإرهاب والقتل والتدمير في المنطقة، فلن تواجه إلّا الموقف القويّ والحازم والصلب من المملكة، لكن في حال قررت تغيير سلوكها فباب السلام مفتوح لها".
إيران مستعدة لفتح سفارتها
في المقلب الآخر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحفي، إن "إيران مستعدة لإعادة فتح سفارتها في السعودية"، والأمر يعود الى الخطوات التنفيذية التي يقوم بها الطرف السعودي."
وكان مسؤول في منظمة التعاون الإسلامي قد كشف لـ"وكالة فرانس برس" عن وصول الوفد الإيراني الى جدة". وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، أن الدبلوماسيين الإيرانيين "لم يحضروا أي اجتماع بعد"، ومن المتوقع أن يشاركوا في اجتماع على مستوى ما دون وزاري في 23 يناير/ كانون الثاني.
خلافات حادّة
اشارة الى ان عمل الممثلية الإيرانية في منظمة التعاون الإسلامي توقف في مدينة جدة بعد قطع العلاقات الدبلوماسية الإيرانية السعودية عام 2016.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، كشف مسؤول بالخارجية السعودية عن أن بلاده وافقت على منح تأشيرات لـ3 دبلوماسيين إيرانيين لتمثيل بلادهم في منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة.
وبعد 6 سنوات من القطيعة، بدأ البلدان العام الماضي 4 جولات تفاوضية في العراق بهدف تطبيع العلاقات.
وهناك توتر كبير بين السعودية وإيران بسبب خلافات حادة كثيرة، خصوصاً الحرب في اليمن وهجمات 2 يناير/ كانون الثاني 2016 على سفارة الرياض لدى طهران والقنصلية السعودية في مشهد بعد تنفيذ سلطات المملكة حكم الإعدام بحق 47 شخصا في قضايا إرهاب ومن ضمنهم رجل الدين الشيعي البارز، نمر النمر.