تأخذ الاهتززات الأمنية في الإمارات أبعاداً إقليمية ودولية خطيرة، خصوصاً بعد انضمام أحد الفصائل العراقية، الذي يُطلق على نفسه اسم "ألوية الوعد الحق - أبناء الجزيرة العربية"، إلى خطّ القصف الذي تتعرّض له أبو ظبي. ففي حين تنتظر الإمارات الرد الأميركي على طلبها بإعادة تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، أعلنت فرنسا دعمها العسكري لحليفتها الرئيسية في الخليج بهدف تأمين أجوائها. يحصل هذا كلّه وسط مفاوضات نووية مستمرة مع إيران التي يُنسب إليها عادةً تمويل الجماعات المسلحة المشابهة.
بالصواريخ والمسيّرات تتعرض الإمارات لهجمات متتالية من جماعة الحوثي في اليمن التي تضع هجماتها في إطار "الرد على التدخل في الشؤون اليمنية وانتقاماً للعدوان على أراضيها". لكن الجديد، هو دخول فصيل عراقي، من بين الفصائل الخارجة عن سلطة الدولة، على خط الأزمة. مما استدعى رداً من قبل زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي طالب بمحاسبة منفذي الهجمات على دول الخليج، ومحذراً من مغبة "الزج بالعراق في حرب إقليمية".
العراق والخليج
في حين يشهد العراق انفتاحاً غير مسبوق على الدول العربية، وفي مقدمتها السعودية، بعد عقود من البُعد، ولا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والمشاريع الحيوية والطاقة البديلة؛ جاء إعلان جماعة عراقية مغمورة مسؤوليتها عن الهجوم على الإمارات ليطرح الأسئلة حول التوقيت والأهداف.
تتحدث بعض الأوساط العراقية عن انعكاس سلبي لهذه الهجمات على صعيد العلاقات العراقية-الخليجية، ما نفاه المحلل السياسي العراقي نجم القصاب، في حديث لـ "جسور"، معتبراً أن "العملية لن تؤثر في العلاقات فلا معلومات أكيدة والدليل القاطع ان الجهة المنفذة هي جماعة مغمورة"، رغم تأكيدها ذلك.
وأشار القصاب، إلى أن "الإمارات والسعودية ودول الخليج عموماً، تسعى لنسج علاقات سياسية واقتصادية جيدة مع العراق ولن تهتز بسبب أعمال بعض الجماعات الخارجة عن الدولة؛ والدليل على ذلك زيارة الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي السيد حميد العزي إلى الرياض".
وبيّن القصاب، أن هذه "الجمعات أو الفصائل المسلحة لا تأخذ أوامرها من القائد العام للقوات المسلحة، لذلك لا تعبر عن موقف العراق الرسمي"؛ مشدداً على ضرورة "محاسبة أي مرتكب أو معتدٍ من قبل الحكومة المقبلة والبرلمان الحالي وأن يكونا أكثر جدية وحسماً لناحية حصر السلاح بيد الدولة".
وحيال موقف الصدر، أكد القصاب أن "السيد الصدر واضح وهو من أكثر المطالبين بحصر السلاح ومنع أي محاولات لنشر الفوضى للحؤول دون جر العراق في حروب جانبية لا شأن لنا فيها".
فصيل مغمور
فقد أعلن فصيل "ألوية الوعد الحق"، المسؤولية عن إطلاق الطائرات المسيرة نحو أبوظبي، مشيراً إلى أن الدافع وراء الهجوم هو "تدخل الإمارات في اليمن والعراق".
وفيما أكدت وزارة الدفاع الإماراتية أنها مستعدة للتعامل مع أي تهديدات، لم تحدد الجهة التي تقف خلف العملية. في المقابل كتب المسؤول السياسي في صفوف الحوثين، محمد علي الحوثي، على "تويتر" عقب محاولة الاستهداف الأخيرة، "شكرا للعراق الحر وفصائله المجاهدة المساندة ليمن الصمود"، ليحذف التغريدة في وقت لاحق.
وكان "معهد واشنطن" قد نشر سابقاً أن "ألوية الوعد الحق" قريبة من "كتائب حزب الله" في العراق، مستشهداً بوسائل الإعلام الإخبارية التابعة للحزب والتي تشيد بها.
إلا أن المجموعة لم تعلن عن هويتها حتى الآن، وتكتفي بالقول إنها تنتمي إلى "المقاومة"، كما لا يعرف لهذه الجماعة أي دور عسكري في المنطقة. ورغم نسب مراقبين لها إلى "حزب الله" التابع لفيلق القدس الإيراني، لم يصدر عن الطرفين أي موقف حيال العملية حتى الآن.
وكانت جماعة "ألوية الوعد الحق" فقد تبنّت في وقت سابق، هجوماً على السعودية في يناير/كانون الثاني من عام 2021؛ اذ أطلقت طائرة مسيرة نحو المملكة "المنخرطة في عدة صراعات منها الحرب الدائرة في اليمن" على حد قولها.
فأيّاً تكن هوية هذه الجماعة، فإن الحدث بذاته يؤكد أن ثمة من يسعى لإقحام العراق في الهجمات على الخليج العربي، واضعاً الإمارات ضمن دائرة الهجمات.
"سرطان الدول العربية"
وفي السياق، أشار الكاتب السياسي المتابع للشأن الخليجي والعربي، طارق أبو زينب، في حديثٍ لـ "جسور"، إلى أن الاعتداءات المستمرة على دولة الإمارات بأمر حوثي ومن خلفه إيران، يفرض على المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية اتخاذ خطوات حازمة ورادعة لأي هجمات محتملة على أي دولة عربية أخرى".
وأردف قائلاً: "تتحول هذه الفصائل والجماعات المسلحة شيئاً فشيئاً لـ "سرطان الدول العربية" من خلال اعتداءاتها على المدنيين؛ الحل الوحيد هو حلف دولي للقضاء عليهم وإعادة تصنيف الحوثين كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة".
هذا واعتبر أبو زينب، أن تبني أي فصيل مسلح عراقي لأي عملية اعتداء على الدول الخليجية لن يؤثر على حسن سير العلاقات مع الخليج العربي اذ ينسج رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، علاقات العراق الخارجية من دولة الى دولة اخرى بمعزل عن الفصائل المسلحة"؛ مذكراً أن "الارهاب لا هوية رسمية له".
بالصواريخ والمسيّرات تتعرض الإمارات لهجمات متتالية من جماعة الحوثي في اليمن التي تضع هجماتها في إطار "الرد على التدخل في الشؤون اليمنية وانتقاماً للعدوان على أراضيها". لكن الجديد، هو دخول فصيل عراقي، من بين الفصائل الخارجة عن سلطة الدولة، على خط الأزمة. مما استدعى رداً من قبل زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي طالب بمحاسبة منفذي الهجمات على دول الخليج، ومحذراً من مغبة "الزج بالعراق في حرب إقليمية".
العراق والخليج
في حين يشهد العراق انفتاحاً غير مسبوق على الدول العربية، وفي مقدمتها السعودية، بعد عقود من البُعد، ولا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والمشاريع الحيوية والطاقة البديلة؛ جاء إعلان جماعة عراقية مغمورة مسؤوليتها عن الهجوم على الإمارات ليطرح الأسئلة حول التوقيت والأهداف.
تتحدث بعض الأوساط العراقية عن انعكاس سلبي لهذه الهجمات على صعيد العلاقات العراقية-الخليجية، ما نفاه المحلل السياسي العراقي نجم القصاب، في حديث لـ "جسور"، معتبراً أن "العملية لن تؤثر في العلاقات فلا معلومات أكيدة والدليل القاطع ان الجهة المنفذة هي جماعة مغمورة"، رغم تأكيدها ذلك.
وأشار القصاب، إلى أن "الإمارات والسعودية ودول الخليج عموماً، تسعى لنسج علاقات سياسية واقتصادية جيدة مع العراق ولن تهتز بسبب أعمال بعض الجماعات الخارجة عن الدولة؛ والدليل على ذلك زيارة الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي السيد حميد العزي إلى الرياض".
وبيّن القصاب، أن هذه "الجمعات أو الفصائل المسلحة لا تأخذ أوامرها من القائد العام للقوات المسلحة، لذلك لا تعبر عن موقف العراق الرسمي"؛ مشدداً على ضرورة "محاسبة أي مرتكب أو معتدٍ من قبل الحكومة المقبلة والبرلمان الحالي وأن يكونا أكثر جدية وحسماً لناحية حصر السلاح بيد الدولة".
وحيال موقف الصدر، أكد القصاب أن "السيد الصدر واضح وهو من أكثر المطالبين بحصر السلاح ومنع أي محاولات لنشر الفوضى للحؤول دون جر العراق في حروب جانبية لا شأن لنا فيها".
فصيل مغمور
فقد أعلن فصيل "ألوية الوعد الحق"، المسؤولية عن إطلاق الطائرات المسيرة نحو أبوظبي، مشيراً إلى أن الدافع وراء الهجوم هو "تدخل الإمارات في اليمن والعراق".
وفيما أكدت وزارة الدفاع الإماراتية أنها مستعدة للتعامل مع أي تهديدات، لم تحدد الجهة التي تقف خلف العملية. في المقابل كتب المسؤول السياسي في صفوف الحوثين، محمد علي الحوثي، على "تويتر" عقب محاولة الاستهداف الأخيرة، "شكرا للعراق الحر وفصائله المجاهدة المساندة ليمن الصمود"، ليحذف التغريدة في وقت لاحق.
وكان "معهد واشنطن" قد نشر سابقاً أن "ألوية الوعد الحق" قريبة من "كتائب حزب الله" في العراق، مستشهداً بوسائل الإعلام الإخبارية التابعة للحزب والتي تشيد بها.
إلا أن المجموعة لم تعلن عن هويتها حتى الآن، وتكتفي بالقول إنها تنتمي إلى "المقاومة"، كما لا يعرف لهذه الجماعة أي دور عسكري في المنطقة. ورغم نسب مراقبين لها إلى "حزب الله" التابع لفيلق القدس الإيراني، لم يصدر عن الطرفين أي موقف حيال العملية حتى الآن.
وكانت جماعة "ألوية الوعد الحق" فقد تبنّت في وقت سابق، هجوماً على السعودية في يناير/كانون الثاني من عام 2021؛ اذ أطلقت طائرة مسيرة نحو المملكة "المنخرطة في عدة صراعات منها الحرب الدائرة في اليمن" على حد قولها.
فأيّاً تكن هوية هذه الجماعة، فإن الحدث بذاته يؤكد أن ثمة من يسعى لإقحام العراق في الهجمات على الخليج العربي، واضعاً الإمارات ضمن دائرة الهجمات.
"سرطان الدول العربية"
وفي السياق، أشار الكاتب السياسي المتابع للشأن الخليجي والعربي، طارق أبو زينب، في حديثٍ لـ "جسور"، إلى أن الاعتداءات المستمرة على دولة الإمارات بأمر حوثي ومن خلفه إيران، يفرض على المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية اتخاذ خطوات حازمة ورادعة لأي هجمات محتملة على أي دولة عربية أخرى".
وأردف قائلاً: "تتحول هذه الفصائل والجماعات المسلحة شيئاً فشيئاً لـ "سرطان الدول العربية" من خلال اعتداءاتها على المدنيين؛ الحل الوحيد هو حلف دولي للقضاء عليهم وإعادة تصنيف الحوثين كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة".
هذا واعتبر أبو زينب، أن تبني أي فصيل مسلح عراقي لأي عملية اعتداء على الدول الخليجية لن يؤثر على حسن سير العلاقات مع الخليج العربي اذ ينسج رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، علاقات العراق الخارجية من دولة الى دولة اخرى بمعزل عن الفصائل المسلحة"؛ مذكراً أن "الارهاب لا هوية رسمية له".