في خطوة باتجاه لبنان بعد الأزمة الدبلوماسية الشرسة التي عصفت بالعلاقة بين بيروت والرياض، أكدت السعودية أنها ستتبرع بـ36 مليون دولار للبنان عبر مركز الملك سلمان للإغاثة.
وأشار وزيرا خارجية السعودية فيصل بن فرحان آل سعود، وفرنسا جان إيف لودريان، إلى أن هناك توافقا بين الطرفين على تمويل مشاريع إنسانية أولية لمساعدة الشعب اللبناني.
وأوضحا خلال لقائهما، أن الدعم السعودي _ الفرنسي إلى لبنان سيهتم بالمساعدة المباشرة لمستشفيات ومراكز رعاية، والدعم سيتجه إلى بعض المنشآت التعليمية، وسيساهم في تمويل المنظمات لتوزيع حليب الأطفال والغذاء في لبنان.
أزمة متمددة
هذه الخطوة تأتي بعد مطبات في العلاقة بعدما كانت قد توالت ردود الفعل الخليجية حول تصريحات لوزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي بشأن الدور العسكري للسعودية والإمارات في اليمن، أدلى بها قبل تقلده المسؤولية الحكومية.
وعلى خلفية هذه التصريحات، سحبت كل من السعودية والبحرين والكويت والإمارات سفراءها من بيروت وطلبت البلدان الثلاثة الأولى من نظرائهم في دولها المغادرة.
واعتبر وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي في مقابلة تلفزيونية سابقة أن الحوثيين "يدافعون عن أنفسهم.. في وجه اعتداء خارجي" من السعودية والإمارات، علما أنه سجل هذه التصريحات قبل تعيينه وزيرا في أيلول/سبتمبر.
وقال قرداحي في برنامج "برلمان الشعب" الذي يذاع على موقع "يوتيوب" في إشارة إلى الحوثيين، "منازلهم وقراهم وجنازاتهم وأفراحهم تتعرض للقصف بالطائرات" التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية.
وأثارت تصريحات قرداحي، وهو إعلامي تلفزيوني سابق يحظى بشهرة واسعة في الدول العربية، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بين السعوديين الذين هاجموه بقوة.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن "أسفها" لما تضمنته "التصريحات المسيئة الصادرة عن وزير الإعلام اللبناني حيال جهود تحالف دعم الشرعية في اليمن التي تقودها السعودية".
وبعد ذلك سجلت مبادرة كويتية، تجسدت بورقة خليجية تضمنت مطالب عدة من لبنان فتم الرد عليها وحتى الان لم يصدر تعليق رسمي على فحوى الرد.