بالرغم من أن الذكرى الثانية للانتفاضة الشعبية في لبنان، مرت الأحد، بمسيرات شارك فيها العشرات فقط، لا يزال البعض ينوي التغيير عبر الانتخابات المقبلة.
في السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2019 شعر اللبنانيون أن حلم التغيير لم يعد بعيد المنال. نزلوا بالآلاف إلى الساحات والشواع ليعبروا عن غضبهم تجاه الطبقة الحاكمة الفاسدة على حد تعبيرهم.
لكن بعد أشهر خفت صوت الثورة، لاعتبارات عدة، أهمها جائحة كورونا والوضع الاقتصادي الذي بدأ يُثقل كاهل اللبنانيين. غير أن نبض الثورة بقي حياً في مجموعات انضوت تحت لوائها، فماذا عن الاستحقاق النيابي المقبل، المقرر إجراؤه في مارس / آذار 2021، وكيف يتم التحضير له ضمن هذه المجموعات؟
مطبخ تحالفات
في حديث لـ "جسور" أوضح عضو المجلس السياسي في "تحالف وطني"، مارك جعارة، أن "تحالفنا جزء أساسي من الثورة وسبق له أن خاض معركة الانتخابات النيابية عام ،2018 أي قبل انتفاضة تشرين (أكتوبر 2019)، واستطاع خرق لوائح بيروت الأولى بنائب واحد، وهو حالياً يعمل على التنسيق مع مجموعات أخرى سيادية تحت عنوان "المحاسبة" لانها أهم ما يجب البناء عليه.
ويرى جعارة، أن النجاح في أي انتخابات أساسه "التنظيم" قبل أي شيء آخر، والدليل ما حصل في انتخابات نقابة المهندسين، إذ "تمكنا من اكتساح مقاعدها بسهولة في بيروت نظراً لدقة التنظيم بينما فشلنا في طرابلس حيث كنا غير منظمين".
وأكد أن لوائحهم كمجموعات ثورة، في الانتخابات النيابية المقبلة، ستكون موحدة وستشمل الدوائر كلّها، مع تأمين مندوبين في مراكز الاقتراع كافة، وهذا ما لم يكن متوفراً في الانتخابات السابقة، وفق قوله.
أما عن التحالفات مع الأحزاب التقليدية فألمح جعارة إلى "احتمال حصوله مع حزب الكتائب والتنظيم الشعبي الناصري فقط، لما للحزبين أخيراً من مواقف متقاربة مع "مواقفهم ومتباينة مع السلطة.
مصير الانتخابات غير واضح
من ناحيته، أوضح عضو الهيئة التأسيسية في مجموعة "المرصد الشعبي"، جيل سماحة، في حديث لـ"جسور"، أن "مسار الثورة طويل والانتخابات النيابية إحدى محطاته وليست الوحيدة، فالاهتمام منصب أيضاً على الانتخابات النقابية والطلابية في الجامعات"، وقد سبق أن شاركوا فيها بمرشحين لهم.
وأشار سماحة إلى أن "مصير الانتخابات النيابية غير واضح حتى الآن، لكن إن حصلت في موعدها فهم جاهزون لخوضها وإن تم إرجاؤها فمجموعات الثورة سيكون لها كلمتها "وردة فعلها على الأرض.
وتابع أن التحضيرات للانتخابات داخلياً بدأت، وسيتم اختيار مرشحين لهم في الدوائر كافة، بالتنسيق مع مجموعات الثورة الأخرى. وعن التحالفات مع الأحزاب التقليدية أكد أنه "من الصعب نسجها خاصة مع الأحزاب الدينية منها".
وحول الخرق الذي يعتقد أنهم سيحققونه في البرلمان، قال سماحة "إن الأمر يعود لمزاج الشارع فالإحصاءات تشير إلى أن شريحة كبيرة من الشعب لم تحدد خياراتها حتى الآن أو لا تزال مترددة وهذا ما لا يمكن حسمه سوى قبل شهرين من الاستحقاق".
غير أن مجموعة "المرصد الشعبي"، وفق سماحة، تعمل "ضمن آلية واضحة مع باقي مجموعات الثورة لإيصال كتلة نيابية مع برنامج سياسي مبني على الشفافية ليبني الناخب تصويته على أساسها".
توحيد الخطاب السياسي
من جهتها، أوضحت مسؤولة التواصل السياسي في "كلنا إرادة"، كارول أبو جودة، أن جهود المنظّمة "تصب في إرساء أسس الدولة الحديثة الفعالة، ونحن كمنظمة ولسنا مجموعة سياسية، نعمل مع مجموعات الثورة لإرساء مشروع سياسي بعيد الأمد ويعتبر الاستحقاق النيابي إحدى محطاته المهمة".
وأضافت أن هدف المنظمة "مساعدة مجموعات الثورة على توحيد خطابها السياسي بحيث تتمكن من تقديم بديل للشعب اللبناني، مع أشخاص لديهم الكفاءة في استحقاق دستوري أساسي، ونحن ننظم لقاءات وورش عمل، كما نقدم الدعم المادي للمجموعات إن دعت الحاجة". أما عن التمويل فاكدت "أنه لبناني صرف ويأتي من ممولين لبنانيين "في الداخل والاغتراب.
كما شددت أبو جودة على أن "التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها، بل هو عبارة عن مجهود مستمر يحتاج للوعي والنضوج السياسي ومستمرون حتى تحقيق الهدف "المنشود.
الثورة حققت نتائج
ويرى الكاتب السياسي، يوسف مرتضى، في حديث لـ" جسور" أن "الظروف اختلفت بعد ثورة 17 أكتوبر / تشرين الأول 2019، والثورة حققت الكثير رغم تشكيك البعض بنتائجها وأبرز ما حققته هو زعزعة التسوية بين أفرقاء السلطة وهذا ما برز في نتائج الانتخابات النقابية والطلابية".
واعتبر "أن الثورة حققت الوعي المجتمعي نحو بناء دولة المواطنة بوجه المحاصصة الطائفية".
وقارن مرتضى، وهو كذلك عضو المكتب السياسي في "تحالف وطني"، التغيير بالقول إن "تحالف وطني بدأ عام 2017 وكان عبارة عن مجموعات وتحول اليوم إلى تحالف مجموعات وأفراد لهم برنامجهم السياسي ورؤيتهم للتغيير، ومن هذه الخلفية خضنا معركة الانتخابات عام 2018".
وأضاف مرتضى، "لتحقيق مكاسب جدية يجب على مجموعات الثورة أن تتوحد ضمن لائحة واحدة وهذا ما نجتهد لانجاحه وتقدمنا بخطوات كبيرة في هذا الاتجاه"، على حد قوله، من دون أن يستبعد إمكانية "تطيير الانتخابات".
في السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2019 شعر اللبنانيون أن حلم التغيير لم يعد بعيد المنال. نزلوا بالآلاف إلى الساحات والشواع ليعبروا عن غضبهم تجاه الطبقة الحاكمة الفاسدة على حد تعبيرهم.
لكن بعد أشهر خفت صوت الثورة، لاعتبارات عدة، أهمها جائحة كورونا والوضع الاقتصادي الذي بدأ يُثقل كاهل اللبنانيين. غير أن نبض الثورة بقي حياً في مجموعات انضوت تحت لوائها، فماذا عن الاستحقاق النيابي المقبل، المقرر إجراؤه في مارس / آذار 2021، وكيف يتم التحضير له ضمن هذه المجموعات؟
مطبخ تحالفات
في حديث لـ "جسور" أوضح عضو المجلس السياسي في "تحالف وطني"، مارك جعارة، أن "تحالفنا جزء أساسي من الثورة وسبق له أن خاض معركة الانتخابات النيابية عام ،2018 أي قبل انتفاضة تشرين (أكتوبر 2019)، واستطاع خرق لوائح بيروت الأولى بنائب واحد، وهو حالياً يعمل على التنسيق مع مجموعات أخرى سيادية تحت عنوان "المحاسبة" لانها أهم ما يجب البناء عليه.
ويرى جعارة، أن النجاح في أي انتخابات أساسه "التنظيم" قبل أي شيء آخر، والدليل ما حصل في انتخابات نقابة المهندسين، إذ "تمكنا من اكتساح مقاعدها بسهولة في بيروت نظراً لدقة التنظيم بينما فشلنا في طرابلس حيث كنا غير منظمين".
وأكد أن لوائحهم كمجموعات ثورة، في الانتخابات النيابية المقبلة، ستكون موحدة وستشمل الدوائر كلّها، مع تأمين مندوبين في مراكز الاقتراع كافة، وهذا ما لم يكن متوفراً في الانتخابات السابقة، وفق قوله.
أما عن التحالفات مع الأحزاب التقليدية فألمح جعارة إلى "احتمال حصوله مع حزب الكتائب والتنظيم الشعبي الناصري فقط، لما للحزبين أخيراً من مواقف متقاربة مع "مواقفهم ومتباينة مع السلطة.
مصير الانتخابات غير واضح
من ناحيته، أوضح عضو الهيئة التأسيسية في مجموعة "المرصد الشعبي"، جيل سماحة، في حديث لـ"جسور"، أن "مسار الثورة طويل والانتخابات النيابية إحدى محطاته وليست الوحيدة، فالاهتمام منصب أيضاً على الانتخابات النقابية والطلابية في الجامعات"، وقد سبق أن شاركوا فيها بمرشحين لهم.
وأشار سماحة إلى أن "مصير الانتخابات النيابية غير واضح حتى الآن، لكن إن حصلت في موعدها فهم جاهزون لخوضها وإن تم إرجاؤها فمجموعات الثورة سيكون لها كلمتها "وردة فعلها على الأرض.
وتابع أن التحضيرات للانتخابات داخلياً بدأت، وسيتم اختيار مرشحين لهم في الدوائر كافة، بالتنسيق مع مجموعات الثورة الأخرى. وعن التحالفات مع الأحزاب التقليدية أكد أنه "من الصعب نسجها خاصة مع الأحزاب الدينية منها".
وحول الخرق الذي يعتقد أنهم سيحققونه في البرلمان، قال سماحة "إن الأمر يعود لمزاج الشارع فالإحصاءات تشير إلى أن شريحة كبيرة من الشعب لم تحدد خياراتها حتى الآن أو لا تزال مترددة وهذا ما لا يمكن حسمه سوى قبل شهرين من الاستحقاق".
غير أن مجموعة "المرصد الشعبي"، وفق سماحة، تعمل "ضمن آلية واضحة مع باقي مجموعات الثورة لإيصال كتلة نيابية مع برنامج سياسي مبني على الشفافية ليبني الناخب تصويته على أساسها".
توحيد الخطاب السياسي
من جهتها، أوضحت مسؤولة التواصل السياسي في "كلنا إرادة"، كارول أبو جودة، أن جهود المنظّمة "تصب في إرساء أسس الدولة الحديثة الفعالة، ونحن كمنظمة ولسنا مجموعة سياسية، نعمل مع مجموعات الثورة لإرساء مشروع سياسي بعيد الأمد ويعتبر الاستحقاق النيابي إحدى محطاته المهمة".
وأضافت أن هدف المنظمة "مساعدة مجموعات الثورة على توحيد خطابها السياسي بحيث تتمكن من تقديم بديل للشعب اللبناني، مع أشخاص لديهم الكفاءة في استحقاق دستوري أساسي، ونحن ننظم لقاءات وورش عمل، كما نقدم الدعم المادي للمجموعات إن دعت الحاجة". أما عن التمويل فاكدت "أنه لبناني صرف ويأتي من ممولين لبنانيين "في الداخل والاغتراب.
كما شددت أبو جودة على أن "التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها، بل هو عبارة عن مجهود مستمر يحتاج للوعي والنضوج السياسي ومستمرون حتى تحقيق الهدف "المنشود.
الثورة حققت نتائج
ويرى الكاتب السياسي، يوسف مرتضى، في حديث لـ" جسور" أن "الظروف اختلفت بعد ثورة 17 أكتوبر / تشرين الأول 2019، والثورة حققت الكثير رغم تشكيك البعض بنتائجها وأبرز ما حققته هو زعزعة التسوية بين أفرقاء السلطة وهذا ما برز في نتائج الانتخابات النقابية والطلابية".
واعتبر "أن الثورة حققت الوعي المجتمعي نحو بناء دولة المواطنة بوجه المحاصصة الطائفية".
وقارن مرتضى، وهو كذلك عضو المكتب السياسي في "تحالف وطني"، التغيير بالقول إن "تحالف وطني بدأ عام 2017 وكان عبارة عن مجموعات وتحول اليوم إلى تحالف مجموعات وأفراد لهم برنامجهم السياسي ورؤيتهم للتغيير، ومن هذه الخلفية خضنا معركة الانتخابات عام 2018".
وأضاف مرتضى، "لتحقيق مكاسب جدية يجب على مجموعات الثورة أن تتوحد ضمن لائحة واحدة وهذا ما نجتهد لانجاحه وتقدمنا بخطوات كبيرة في هذا الاتجاه"، على حد قوله، من دون أن يستبعد إمكانية "تطيير الانتخابات".