نزل خبر اكتشاف جثة فتاة احتجزت لمدة خمس سنوات في حمام منزل عائلتها، كالصاعقة على الكويتيين، وصورة واحدة للهيكل العظمي، ملقى في الحمام كانت كفيلة بتفجير مشاعر الغضب والرعب وإثارة جدل واسع لدى الرأي العام الكويتي تنديدا ًبالجريمة بحد ذاتها من جهة وبأداء الحكومة من جهة أخرى.
دلال عبد الجادل فتاة كويتية ولدت عام 1995 وأمضت سنواتها الأخيرة محتجزة في حمام منزل عائلتها قبل أن توافيها المنية ويتم الإبقاء على جثتها في الحمام ذاته لمدة خمسة أعوام. ولم تكتشف الحقيقة إلا حين قام شقيقها البالغ من العمر 26 عاماً، بابلاغ الأمن أنه لم يعد يحتمل العيش مع والدته والهيكل العظمي الخاص بشقيقته في الشقة التي يسكنها بالسالمية ما دفعه إلى حمل أغراضه ومغادرة المنزل. وبعد تحرك الشرطة ودخولها إلى الشقة تم بالفعل العثور على بقايا جثة الفتاة في الحمام وقد تحلّلت وأصبحت هيكلاً عظمياً.
فتاة كثيرة الخروج
في إفادتها، اعترفت الوالدة، وتدعى ابتسام الصالح، في العقد الخامس من العمر، أنها قامت باحتجاز حرية ابنتها لأنها كانت كثيرة الخروج من المنزل، على حد قولها، غير أنها نفت قيامها بقتلها وأقرت بأنها وجدتها جثة هامدة عام 2016 وعلّلت عدم إبلاغها السلطات بالخوف. أما الأبناء فاوضحوا أن والدتهم أغلقت جميع فتحات التهوئة المركزية في الشقة وقامت بوضع تكييف وحدات كي لا ينكشف أمرها. واتضح أن الوالدة مصابة بمرض السرطان وزوجها منفصل عنها.
تحلل الجثة يؤخر النتائج
ألقت الشرطة القبض على الوالدة وأحد أبنائها وأخلت سبيل الابن الذي بلغ عن الجريمة، أما جثة الفتاة فارسلت إلى الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة، غير أن تحلل الأعضاء أكد الحاجة إلى المزيد من الوقت لإجراء الفحوصات اللازمة على ما تبقى من جسد دلال بهدف الحصول على نتائج تخدم التحقيقات، وفق مصدر أمني. كما أن استكمال التحقيقات من شأنه تحديد العقوبة التي تستحقها والدة دلال عبد الجادل ومن شاركها في هذه الجريمة.
سخط رواد التواصل
في المقابل كان لرواد التواصل الإجتماعي في الكويت، والذين هزتهم الجريمة، ردات فعل قوية عبروا فيها عن سخطهم مما حصل وتمحورت التغريدات تحت وسم #العداله_لدلال_عبدالجادل حول التنديد بالجريمة من جهة ولوم السلطة من جهة أخرى على إهمالها لمواضيع بهذه الأهمية تطال المواطن مباشرة.
وتساءل المغردون كيف استطاعت الأم وابناها العيش مع جثة الفتاة محتجزة في الحمام وكيف لم يشتم الجيران رائحة الجثة ومن المعروف أن جثة الانسان تصدر رائحة قوية عند تحلّلها ولايمكن لأحد البقاء قريباً منها لشدة الرائحة.
أين الأجهزة؟
وما ازعج الكويتيين أيضاً هو عدم ملاحظة الأجهزة المختصة ولمدة خمس سنوات غياب إدخال اسم مواطنة في أي معاملة في قواعد بيانات وزارات الدولة المختلفة واضعين ما حدث في خانة الاستهتار بدمها كونها امراة، ما أعاد إلى الواجهة موضوع العنف ضد المرأة ليسأل بعض المغردين كم من دلال موجودة في المنازل حالياً، مطالبين الدولة باتخاذ إجراءات أكثر جدية في ما خص البلاغات التي تقدم من مواطنين عن اختفاء نساء بدل إهمالها في حال لم تقدم من أقارب المرأة مباشرة واعطوا أمثلة عديدة عن بلاغات لم يتم التحقق منها.
رغم التقدم والانفتاح الذي عرفته أخيراً العديد من الدول العربية غير أن حصول المرأة على كامل حقوقها في الحياة الاجتماعية والسياسية لا يزال موضوع تجاذب ويحتاج إلى المزيد من النضوج قبل الحديث عن تغيير جذري.