في السادس عشر من فبراير/شباط 1985 أطلق حزب الله من حسينية الشياح في ضاحية بيروت الجنوبية في لبنان، وثيقته السياسية الأولى التي عُرفت باسم "الرسالة المفتوحة"، وذلك بمناسبة مرور عام حينها على استشهاد الشيخ راغب حرب على يد الاحتلال الصهيوني في جنوب لبنان، وكانت قد مضت ثلاث سنوات على انطلاقة حزب الله أو "المقاومة الإسلامية" في يونيو/حزيران من العام 1982، بهدف مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، وذلك من خلال مجموعات جهادية من حركة "أمل" الإسلامية حينها واللجان الإسلامية والاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين وتجمعات العلماء المسلمين في بيروت والجبل والبقاع والجنوب والشمال.
الرسالة المفتوحة للحزب، تلاها وقتذاك العلامة السيد ابراهيم أمين السيد، الذي انتُخب لاحقاً نائباً عن الحزب عام 1992 وتولى رئاسة كتلة الوفاء للمقاومة، وأصبح اليوم رئيسا للمجلس السياسي في حزب الله.
في العام 2009، أي بعد حوالي 24 عاما على الوثيقة الأولى، أطلق أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، الوثيقة السياسية الجديدة للحزب؛ وذلك بعد انتهاء الانتخابات النيابية ومشاركة حزب الله في الحكم بشكل كامل، وتحوله إلى قوة سياسية وشعبية فاعلة بعد أن كان مجرد قوة مقاوِمة وجهاديّة.
كان السيد نصر الله قد تولى الأمانة العامة للحزب في السادس عشر من فبراير/شباط من العام 1992، أي بعد استشهاد الأمين العام للحزب آنذاك العلامة السيد عباس الموسوي وزوجته وطفله حسين، على أيدي القوات الاسرائيلية من خلال غارة على موكبه في جنوبي لبنان خلال مشاركته في إحياء الذكرى السنوية لاستشهاد الشيخ راغب حرب في بلدة جبشيت. حتى الآن، يكون قد مضى على وجود نصر الله في الأمانة العامة حوالي ثلاثين سنة.
وفي الثاني عشر من فبراير/شباط 2008، اغتيل القائد العسكري في حزب الله الحاج عماد مغنية، خلال تواجده في دمشق لحضور اجتماعات عسكرية خاصة.
وقد اعتمد حزب الله، السادس عشر من فبراير/شباط من كل عام، يوما للاحتفال بذكرى "القادة الشهداء"، حيث يُطلق الأمين العام للحزب مواقف مهمة ومصيرية في مثل هذا الاحتفال، وسيُقام هذا العام بعد ظهر الأربعاء المقبل في مجمع سيد الشهداء.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم، بعد مرور 40 عاما على تأسيس الحزب وحوالي 13 سنة على إطلاق الوثيقة السياسية الثانية، وفي ظل التغيرات والتحديات التي شهدها الحزب داخليا وخارجيا خلال السنوات العشر الأخيرة: هل آن الاوان لإطلاق وثيقة سياسية جديدة أو رؤية سياسية قادرة على مواكبة المتغيرات الداخلية والخارجية؟
المسؤولون والقياديون في الحزب كشفوا في الأسابيع الماضية، أن الحزب في صدد إطلاق برنامج سياسي وانتخابي جديد، وذلك عشية إطلاق الحملة الانتخابية، وإن هذا البرنامج سيكون تحت العنوان نفسه للبرنامج الذي أُطلق عام 2018 أي "نحمي ونبني"، وإنه يرتكز على الاهتمام بالشأن الداخلي في لبنان ومواجهة المسائل الداخلية بشكل أساسي.
لكن هل يكفي هذا البرنامج الانتخابي كي يُجيب على الأسئلة الكبيرة التي يواجهها حزب الله داخاليا وخارجيا؟
الأمين العام للحزب وباقي المسؤولين الكبار فيه، عمدوا في الأسابيع الماضية إلى تكثيف الاطلالات السياسية والإعلامية وعقدِ الحوارات الخاصة مع الإعلاميين والنخب الثقافية والفكرية اللبنانية والعربية؛ وذلك لشرح رؤية الحزب ومواقفه من مختلف التطورات الداخلية والخارجية. كما تُعقد لقاءات فكرية بعيدا من الأضواء للعديد من الشخصيات القريبة من الحزب، لتدارس مختلف التطورات وكيفية مواكبة الأحداث والمساهمة في النقاشات السياسية والفكرية.
مع أهمية هذه الاطلالات والمقابلات كلّها، وما يوزع من أفكار وخطط فكرية وانعقاد بعض المؤتمرات الهامة؛ فإن حزب الله بحاجة اليوم لمراجعة شاملة فكرية وسياسية بعد تحوّله لقوة إقليمية كبيرة في المنطقة، وكونه أصبح جزءا أساسيا من محور المقاومة، إضافة إلى مواجهته العديد من التحديات والأسئلة الداخلية وكيفية المواكبة بين مشروعه الإقليمي الكبير والتحديات الاقتصادية والمعيشية الداخلية التي يُواجهها في لبنان.
وقد طلب الأمين العام للحزب السيد نصر الله، من المفكرين والباحثين والخبراء المؤيدين لخيار المقاومة خلال أحد المؤتمرات بشأن الخطاب الإعلامي للمقاومة، ما مفاده: "ضرورة البحث والنقاش للإجابة عن سؤال مركزي أساسي وهو كيفية المواءمة بين الحرب الإقليمية الكبرى من أجل القدس وبين التحديات الداخلية؟ وكيف يُمكن التوفيق بين الهموم الداخلية والمشروع الإقليمي الكبير؟".
وقد يكون هذا السؤال أحد الأسئلة الأساسية التي على حزب الله، وغيره من قوى المقاومة، الإجابة عنها اليوم قبل الغد؛ إضافة لسؤال الدولة وبنائها والتوفيق بين الهموم الداخلية والتحديات الخارجية.
فهل سنكون قريبا أمام رؤية أو وثيقة سياسية جديدة للحزب بعد أربعين عاما على تأسيسه؟ أم أنه سيكتفي بالبرنامج الانتخابي الذي سيُعلنه قريبا على أن تتم مراجعة المشروع السياسي والفكري بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية ووضوح الصورة داخليا وخارجيا؟
الرسالة المفتوحة للحزب، تلاها وقتذاك العلامة السيد ابراهيم أمين السيد، الذي انتُخب لاحقاً نائباً عن الحزب عام 1992 وتولى رئاسة كتلة الوفاء للمقاومة، وأصبح اليوم رئيسا للمجلس السياسي في حزب الله.
في العام 2009، أي بعد حوالي 24 عاما على الوثيقة الأولى، أطلق أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، الوثيقة السياسية الجديدة للحزب؛ وذلك بعد انتهاء الانتخابات النيابية ومشاركة حزب الله في الحكم بشكل كامل، وتحوله إلى قوة سياسية وشعبية فاعلة بعد أن كان مجرد قوة مقاوِمة وجهاديّة.
كان السيد نصر الله قد تولى الأمانة العامة للحزب في السادس عشر من فبراير/شباط من العام 1992، أي بعد استشهاد الأمين العام للحزب آنذاك العلامة السيد عباس الموسوي وزوجته وطفله حسين، على أيدي القوات الاسرائيلية من خلال غارة على موكبه في جنوبي لبنان خلال مشاركته في إحياء الذكرى السنوية لاستشهاد الشيخ راغب حرب في بلدة جبشيت. حتى الآن، يكون قد مضى على وجود نصر الله في الأمانة العامة حوالي ثلاثين سنة.
وفي الثاني عشر من فبراير/شباط 2008، اغتيل القائد العسكري في حزب الله الحاج عماد مغنية، خلال تواجده في دمشق لحضور اجتماعات عسكرية خاصة.
وقد اعتمد حزب الله، السادس عشر من فبراير/شباط من كل عام، يوما للاحتفال بذكرى "القادة الشهداء"، حيث يُطلق الأمين العام للحزب مواقف مهمة ومصيرية في مثل هذا الاحتفال، وسيُقام هذا العام بعد ظهر الأربعاء المقبل في مجمع سيد الشهداء.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم، بعد مرور 40 عاما على تأسيس الحزب وحوالي 13 سنة على إطلاق الوثيقة السياسية الثانية، وفي ظل التغيرات والتحديات التي شهدها الحزب داخليا وخارجيا خلال السنوات العشر الأخيرة: هل آن الاوان لإطلاق وثيقة سياسية جديدة أو رؤية سياسية قادرة على مواكبة المتغيرات الداخلية والخارجية؟
المسؤولون والقياديون في الحزب كشفوا في الأسابيع الماضية، أن الحزب في صدد إطلاق برنامج سياسي وانتخابي جديد، وذلك عشية إطلاق الحملة الانتخابية، وإن هذا البرنامج سيكون تحت العنوان نفسه للبرنامج الذي أُطلق عام 2018 أي "نحمي ونبني"، وإنه يرتكز على الاهتمام بالشأن الداخلي في لبنان ومواجهة المسائل الداخلية بشكل أساسي.
لكن هل يكفي هذا البرنامج الانتخابي كي يُجيب على الأسئلة الكبيرة التي يواجهها حزب الله داخاليا وخارجيا؟
الأمين العام للحزب وباقي المسؤولين الكبار فيه، عمدوا في الأسابيع الماضية إلى تكثيف الاطلالات السياسية والإعلامية وعقدِ الحوارات الخاصة مع الإعلاميين والنخب الثقافية والفكرية اللبنانية والعربية؛ وذلك لشرح رؤية الحزب ومواقفه من مختلف التطورات الداخلية والخارجية. كما تُعقد لقاءات فكرية بعيدا من الأضواء للعديد من الشخصيات القريبة من الحزب، لتدارس مختلف التطورات وكيفية مواكبة الأحداث والمساهمة في النقاشات السياسية والفكرية.
مع أهمية هذه الاطلالات والمقابلات كلّها، وما يوزع من أفكار وخطط فكرية وانعقاد بعض المؤتمرات الهامة؛ فإن حزب الله بحاجة اليوم لمراجعة شاملة فكرية وسياسية بعد تحوّله لقوة إقليمية كبيرة في المنطقة، وكونه أصبح جزءا أساسيا من محور المقاومة، إضافة إلى مواجهته العديد من التحديات والأسئلة الداخلية وكيفية المواكبة بين مشروعه الإقليمي الكبير والتحديات الاقتصادية والمعيشية الداخلية التي يُواجهها في لبنان.
وقد طلب الأمين العام للحزب السيد نصر الله، من المفكرين والباحثين والخبراء المؤيدين لخيار المقاومة خلال أحد المؤتمرات بشأن الخطاب الإعلامي للمقاومة، ما مفاده: "ضرورة البحث والنقاش للإجابة عن سؤال مركزي أساسي وهو كيفية المواءمة بين الحرب الإقليمية الكبرى من أجل القدس وبين التحديات الداخلية؟ وكيف يُمكن التوفيق بين الهموم الداخلية والمشروع الإقليمي الكبير؟".
وقد يكون هذا السؤال أحد الأسئلة الأساسية التي على حزب الله، وغيره من قوى المقاومة، الإجابة عنها اليوم قبل الغد؛ إضافة لسؤال الدولة وبنائها والتوفيق بين الهموم الداخلية والتحديات الخارجية.
فهل سنكون قريبا أمام رؤية أو وثيقة سياسية جديدة للحزب بعد أربعين عاما على تأسيسه؟ أم أنه سيكتفي بالبرنامج الانتخابي الذي سيُعلنه قريبا على أن تتم مراجعة المشروع السياسي والفكري بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية ووضوح الصورة داخليا وخارجيا؟