منذ إعلان رئيس تيار المستقبل، رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري تعليق العمل السياسي لتياره ومقاطعة الانتخابات النيابية، ظهرت المخاوف من سيطرة حزب الله على مقاعد السنة، في ظل إعلان غالبية مناصري المستقبل مقاطعة الاقتراع.
في المقابل ارتفعت أصوات من داخل الطائفة السنية تندّد بالمقاطعة في استحقاق يهدد بسلب السنة مقاعد أمنوا بأصواتهم وصول ممثلين عنهم إليها، لصالح ممثلين عن حزب الله الذي لم ينكر نيته الاستحواذ على الأكثرية البرلمانية في الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في الخارج يومي السادس والثامن من مايو/أيار الحالي والخامس عشر منه داخل لبنان.
شد العصب
وشدّد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في خطبة عيد الفطر على أن "الانتخابات هي الفرصة المتوفرة أمامنا لتحقيق التغيير. ولذلك أحذّر وأنبّه من خطورة الامتناع عن المشاركة في هذا الاستحقاق"، مضيفاً: "لا أحد من الفاشلين يملك الجرأة على الاعتراف بما اقترفت يداه، بل إنهم يصنّفون أنفسهم ملائكة ليعودوا، فحذار من أقوالهم المخادعة والمضلّلة".
ولحث الناخبين السنة وتحديداً المنتمين إلى تيار المستقبل، انتشر أخيراً فيديو قديم على مواقع التواصل الاجتماعي يعود لرئيس الحكومة الراحل مؤسس تيار المستقبل رفيق الحريري، لما له من مكانة في قلوب مناصريه، يدعو فيه أبناء الطائفة السنية في بيروت للتصويت في انتخابات ماضية "إذا أنت لم تصوت، حزب الله موجود وسوف يصوت، الأرمني موجود وسوف يصوت والدرزي موجود وسوف يصوت، بالتالي إذ أنت لم تصوت فصوتهم سيحدد الرابح فصار هوي بيروت".
من جهة أخرى، يبدو أن الانتخابات النيابية في لبنان تحظى باهتمام غربي وعربي لافتين، إذ بدت عودة السفير السعودي إلى لبنان بعد أشهر من القطيعة الخليجية للبنان، وقبل أسابيع من إجرائها، بمثابة تأكيد على ذلك.
إلا أن ما يميز انتخابات عام 2022، الدعوات من قبل كل الأفرقاء اللبنانيين خصوصاً من هم في صفوف المعارضة من أحزاب تقليدية ومجموعات المجتمع المدني، للمشاركة بكثافة في عملية الاقتراع.
كما أن بارقة أمل ظهرت مع ارتفاع نسبة الناخبين اللبنانيين غير المقيمين من كافة الطوائف إذ بلغ العدد الاجمالي لمن تسجل منهم في دول الاغتراب للإقتراع في انتخابات 2022 المقبلة 225,114 ناخباً. وجاءت الأعداد والنسب وفقاً للطوائف كالآتي: حلّت الطائفة المارونية بالمرتبة الأولى بعدد وصل الى 74,076 أو ما نسبته 32.91% تليها الطائفة السنية بعدد وصل الى 45,815 (20.35%) ثم الطائفة الشيعية 44,967 (19.98%).
في حين أن عدد الناخبين المسجلين عام 2018 بلغ 80 ألفا لم يقترع منهم سوى 45 ألفاً مع ترجيح أن يقترع هذه السنة أكثر من 100 ألف ناخب في دول الإغتراب.
السيطرة مستحيلة
ولمعرفة مدى تأثير مقاطعة الناخبين من أبناء الطائفة السنية على المقاعد التي تمثلهم في البرلمان المقبل تواصلت "جسور" مع ناشر موقع "ليبانون فايلز" ربيع الهبر الذي أكد عدم خشيته من نتائج الانتخابات عليها "يستحيل أن يسيطر حزب الله على مقاعد السنة" على حد تعبيره، عازيا السبب إلى "كثافة التسجيل للإقتراع في الخارج" ومؤكداً أن النسب المرتفعة "بإمكانها التعويض عن الأصوات المقاطعة".
كما لفت إلى أن نسبة أعداد المقترعين داخل لبنان أيضاً مرتفعة جداً وسيكون لها دور في إحداث فرق كبير.
الهبر أشار أيضاً إلى أن الناخب السني "لديه بدائل عدة من خلال لوائح تم تشكيلها بعيدة عن أجواء الثنائي الشيعي" وحول السؤال عن مدى ثقة الشارع السني بهذه اللوائح، أكد الهبر أن الأخير لديه ثقة بها.
في الختام يبدو أن تصويت المغتربين سيكون اللاعب الأساسي في ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات النياية المقبلة بعد أن دأبت ماكينات انتخابية على التعبئة الاستثنائية لحث اللبنانيين في الخارج على الاقتراع.