أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليعلن انطلاق المرحلة الأولى من عملية إطلاق الماكينات الانتخابية لتليها تباعاً مراحل أخرى، مؤكداً ألا شيء سيؤدي إلى تطيير الانتخابات النيابية في لبنان إلا حدوث حرب.
وفي تصريحه أوضح نصرالله أن حزب الله سيكون في بعض الدوائر مع حلفائه على اللوائح نفسها وفي دوائر أخرى قد تقضي المصلحة الانتخابية أن يكون على لائحتين منفصلتين إنما ليس على قاعدة الخصومة بل على صعيد تقديم المصلحة الانتخابية.
اللافت أن هذا الإعلان جاء واثنان من حلفاء حزب الله على تماس، وليقطع الشك باليقين أن النار المستعرة منذ سنوات بين التيار الوطني الحر الحليف المسيحي لحزب الله وحركة أمل حليفه الشيعي الأزلي، أخمدت وإن مرحلياً.
الهدنة السياسية بين الحليفين اللدودين سبقتها تسريبات إعلامية تؤكد حسم التحالف بين حركة أمل والتيار الوطني الحر في عدة دوائر منها بعلبك والبقاع الغربي وزحلة وبعبدا ودائرة جبيل وكسروان وأيضاً بيروت.
المصلحة العليا
اذا، مصالح تداخلت فأنتجت تهدئة فرضها اللاعب الأساسي من أجل تمرير الاستحقاق الانتخابي، وبات واضحاً أن كل طرف انغمس فيها، وإن على مضض، لديه حساباته الخاصة.
وللغوص في عمق الأمور، تواصلت "جسور" مع المحلل السياسي اللبناني جوني منير الذي أكد عمق الخلاف بين التيار الوطني الحر وحركة أمل لكن "التحالفات جاءت بطلب من حزب الله من أجل المصلحة العليا" كما أشار منير.
لكنه تابع قائلاً "في المقابل قدم حزب الله ضمانة لرئيس مجلس النواب نبيه بري بعدم انتخاب جبران باسيل رئيساً للجمهورية في المرحلة المقبلة، وهذا كان شرط بري للقبول بالمشاركة في التحالف مع التيار".
الشرط الثاني لبري، بحسب منيّر "دعم حلفائه في منطقتي البقاع وجزين وأحدهما نائب مجلس النواب إيلي الفرزلي، وذلك رغم العداء الكبير بين الأخير ورئيس الجمهورية اللبنانية.
التيار ينازع؟
أما "رضوخ" باسيل فيأتي في سياق آخر وهو تأمين كتلة نيابية وازنة إذ تشير الإحصاءات إلى خفوت وهج تياره في مناطق عديدة ما يهدد بخسارته لمقاعد عديدة، ولفت منيّر في هذا الإطار الى "أن حزب الله ينوي إيصال ستة مرشحين للتيار الوطني الحر، في الدوائر التي لديه فيها ثقل إنتخابي".
والمناطق كما ذكرها هي"البقاع الشمالي، زحلة، البقاع الغربي، جزين، المتن الجنوبي، وبيروت الدائرة الثانية".
إلا أن المقاعد التي ستنقذ كتلة باسيل تعود للمسيحيين من موارنة وروم كاثوليك، بالتالي "ستلغي نتيجة الانتخابات صفة التمثيل المسيحي للتيار لأن الصوت المسيحي لم يكن لصالحه" كما يوضح منيّر.
الرابح الأكبر
إنما وإن كانت التحالفات الهجينة تشير إلى أن الرابح الأكبر سيكون النائب جبران باسيل، فالحقيقة كما كشف منيّر "أن حزب الله يسعى لربح الغطاء المسيحي مجدداً لحاجته الملحة إليه".
من جهة أخرى رأى أن نسبة الاقتراع بالمجمل ستكون متدنية وقد لا تتجاوز العشرة في المئة، ما دفعه للتشكيك في قدرة المجلس النيابي المقبل على مواكبة مطالب الشعب.
وعن سبب الإحجام عن الاقتراع، أوضح منير "أن 60% من الشعب اللبناني لم يجد البديل عن الاحزاب التقليدية بعد تشرذم الثورة وعدم قدرتها على توحيد لوائحها". ولم يخفِ توقعه بأن يكون الشارع البديل عن المؤسسات الدستورية.