لا تزال قضية إصدار حكم الإعدام في إيران بحق الناشطتين المثليتين زهرة صديقي همداني وإلهام شبدار تتفاعل، بعد أن كانتا تدافعان عن حقوق مجتمع الميم - عين.
وأعادت هذه الحادثة تسليط الضوء على الفئات المهمشة في العالم العربي، وتحديداً هذا المجتمع الذي يتعرّض لمضايقات تصل في بعض الأحيان إلى حد القتل.
تهديد دائم
بحسب المدير التنفيذي لجمعية "حلم" طارق زيدان، فإن "الأنظمة في بعض البلدان العربية ليس بعيدة عما حصل في إيران، وما يحدث في مجتمعاتنا هو انزلاق مخيف ومأسوي لحقوق الإنسان والحقوق الفردية والحريات الخاصة. كما أنه ثمة تمويل هائل للحملات المناهضة للمثلية الجنسية، من حملة "فطرة" في مصر، إلى "شذوذ في لبنان"، وغيرهما".
وقال زيدان، في حديث لـ"جسور"، "تستفيد السلطات من الهلع الأخلاقي، وغسل أدمغة الناس بالمعلومات المغلوطة، والسيطرة على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، من أجل أن تعيد إنتاج نفسها بالشكل الذي تريده".
وتابع، "لم نطالب يوماً بالزواج المثلي، بل كل ما نطالب به هو الحصول على المسكن والعمل والمأكل والطبابة والتعليم وعدم دخول السجن بسبب هويتنا ومظهرنا الخارجي".
واعتبر أن "البلاد العربية منافقة لانتقادها السياسات والأنظمة الإيرانية الدينية المتشددة، لأنها تعيد إنتاج نفسها لكن بطرق مختلفة، وشعوبها تُقتل يوميّاً إنتحاراً، وجوعاً، ومرضاً بسبب قص الرعاية الطبية".
زيدان أكد أن إحدى العابرات جنسيّاً في لبنان "أُصيبت منذ أشهر بنزيف حاد ورفضت المستفيات استقبالها وكادت أن تموت بسبب ذلك". وذلك في حين تعتبر بيروت ملاذاً للعديد من أفراد مجتمع الميم - عين مقارنةً بمحيطها.
ولفت زيدان إلى أن "مجتمع الميم يخاف من القمع وسياسة الإفلات من العقاب والموت والأذى والفلتان الأمني"، مشيراً إلى أن "حالات قتل كثيرة طالت هذا المجتمع، لكن في لبنان آخرها حصل عام 2019، حين توفيت امرأة عابرة جنسيّاً".
وأضاف: "المثليون يتعرضون لتهديد دائم قد يصل إلى حد قتلهم، خصوصاً أثناء ممارستهم لعمل غير شرعي، كذلك يقتلون أحياناً على يد أحد أفراد العائلة، إضافة إلى تعرضهم للتحرش والعنف اللفظي والمعنوي على الدوام".
مؤشرات مقلقة
من جهتها، أشارت الصحافية والناشطة في مجال حقوق الإنسان كريستين مهنا، في حديث لـ"جسور"، إلى أن "الذين يرفضون تقبل مجتمع الميم – عين، يلجأون غالباً إلى خطابات السلطات الدينية والحزبية كسلاح له تأثير على شريحة كبيرة من المجتمع، وكلما زاد الخطاب حدّة، زادت ردود الفعل السلبية".
ومثالاً على ذلك، تحدثت مهنا عن لبنان، حين أصدرت وزارة الداخلية بياناً قمعت فيه التجمعات المتعلقة بمجتمع الميم – عين، وقالت: "رأينا بعد صدور هذا القرار مؤشرات مقلقة كان من الممكن أن تؤثر على بلدان أخرى، فارتفعت نسبة خطاب الكراهية والتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي، وزادت التهديدات والإهانات والحجج المتعلقة بالدين، وربما حالات الضرب في بعض المناطق".
وتابعت: "القضاء بإمكانه إنصاف قضايا مجتمع الميم، كون القانون فضفاض في هذا الموضوع، وهو يحظر إقامة علاقات جنسية "بما يخالف نظام الطبيعة" لكنه لم يحدد المثلية، وكل جسم قضائي يترجم هذا القانون كما يريد".
حقوق محدودة
ويملك مجتمع الميم-عين (المثليين والمثليات وثنائيي الميول الجنسية والعابرين والعابرات جنسياً وجندرياً) في معظم أنحاء الشرق الأوسط، حقوقا محدودة أو مقيدة للغاية، وهو مهدد بخطر العداء في أغلب البلدان، ويتعرض في كل لحظة إلى أبشع أنواع الإعتداء.
وفي لبنان، طلب وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي في يونيو/ حزيران من القوى الأمنية، منع إقامة أي إحتفال أو لقاء أو تجمع لمجتمع الميم، إثر حملات مناهضة تضمنت خطاب كراهية وتهديدات.
وفي العراق، يسعى البرلمان لحظر المثلية وهناك دعوات لـ"ضبط بوصلة التشريع"، فيما يعد العراق واحدا من ثلاث بلدان عربية هي الأردن والبحرين التي لا تجرم صراحة المثلية الجنسية.
تجريم وعقاب
في مصر، لا يجرّم القانون بشكل صريح المثلية الجنسية أو ارتداء الملابس المغايرة، لكن هناك أحكام تجرم أي سلوك أو تعبير عن أي فكرة تعتبر غير أخلاقية أو فاضحة أو مسيئة لتعليمات رجال الدين.
في البحرين، القانون لا يجرّم السلوك الجنسي المثلي، ولكن لا يوجد قانون يحظر التمييز على أساس الجنس أو التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية.
في سوريا، أشار تقرير "هيومن رايتس ووتش" الصادر عام 2016، إلى تلقي تقارير عن استخدام الشرطة في سوريا للفحوص الشرجية القسرية. وفي المناطق التي سيطرت عليها هيئة تحرير الشام، تم اعتقال المثليين السوريين وضربهم وإعدامهم.
في السعودية، تجرم المثلية الجنسية وفقاً للشريعة، ويعاقب الرجل المتزوج بالرجم حتى الموت، بينما يعاقب غير المتزوج بمئة جلدة والسجن لمدة سنة واحدة، ويتم إثبات المثلية إما عن طريق الاعتراف أو عن طريق 4 شهود عيان.
يُذكر أن مجتمع الميم في العالم العربي يُحاصر من اتجاهات عدة، من بينها العنف الشديد من أفراد الأسرة والمضايقات في الشوارع والاستهداف الرقمي وغيرها.
آخر الانتهاكات
وفي الشرق الأوسط عموماً يعاني أفراد مجتمع ميم - عين، وكانت محكمة إيرانية في مدينة أورمية قد أصدرت حكما بالإعدام بحق ناشطتين مثليتين، وفق ما نقلت "فرانس برس" عن منظمة "هينغاو" الكردية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان.
وقالت المنظمة إن "محكمة في أورمية حكمت بالإعدام على زهرة صديقي همداني (31 عاما) وإلهام شبدار (24 عاما)، واتهمتهما أيضا بـ"الترويج للمسيحية" و"التواصل مع وسيلة إعلام مناهضة للنظام الإيراني". فيما اعتقلت السلطات ناشطة أخرى تدعى سهيلة أشرفي (52 عاما) للتهم نفسها، في انتظار صدور عقوبتها.
وأعادت هذه الحادثة تسليط الضوء على الفئات المهمشة في العالم العربي، وتحديداً هذا المجتمع الذي يتعرّض لمضايقات تصل في بعض الأحيان إلى حد القتل.
تهديد دائم
بحسب المدير التنفيذي لجمعية "حلم" طارق زيدان، فإن "الأنظمة في بعض البلدان العربية ليس بعيدة عما حصل في إيران، وما يحدث في مجتمعاتنا هو انزلاق مخيف ومأسوي لحقوق الإنسان والحقوق الفردية والحريات الخاصة. كما أنه ثمة تمويل هائل للحملات المناهضة للمثلية الجنسية، من حملة "فطرة" في مصر، إلى "شذوذ في لبنان"، وغيرهما".
وقال زيدان، في حديث لـ"جسور"، "تستفيد السلطات من الهلع الأخلاقي، وغسل أدمغة الناس بالمعلومات المغلوطة، والسيطرة على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، من أجل أن تعيد إنتاج نفسها بالشكل الذي تريده".
وتابع، "لم نطالب يوماً بالزواج المثلي، بل كل ما نطالب به هو الحصول على المسكن والعمل والمأكل والطبابة والتعليم وعدم دخول السجن بسبب هويتنا ومظهرنا الخارجي".
واعتبر أن "البلاد العربية منافقة لانتقادها السياسات والأنظمة الإيرانية الدينية المتشددة، لأنها تعيد إنتاج نفسها لكن بطرق مختلفة، وشعوبها تُقتل يوميّاً إنتحاراً، وجوعاً، ومرضاً بسبب قص الرعاية الطبية".
زيدان أكد أن إحدى العابرات جنسيّاً في لبنان "أُصيبت منذ أشهر بنزيف حاد ورفضت المستفيات استقبالها وكادت أن تموت بسبب ذلك". وذلك في حين تعتبر بيروت ملاذاً للعديد من أفراد مجتمع الميم - عين مقارنةً بمحيطها.
ولفت زيدان إلى أن "مجتمع الميم يخاف من القمع وسياسة الإفلات من العقاب والموت والأذى والفلتان الأمني"، مشيراً إلى أن "حالات قتل كثيرة طالت هذا المجتمع، لكن في لبنان آخرها حصل عام 2019، حين توفيت امرأة عابرة جنسيّاً".
وأضاف: "المثليون يتعرضون لتهديد دائم قد يصل إلى حد قتلهم، خصوصاً أثناء ممارستهم لعمل غير شرعي، كذلك يقتلون أحياناً على يد أحد أفراد العائلة، إضافة إلى تعرضهم للتحرش والعنف اللفظي والمعنوي على الدوام".
مؤشرات مقلقة
من جهتها، أشارت الصحافية والناشطة في مجال حقوق الإنسان كريستين مهنا، في حديث لـ"جسور"، إلى أن "الذين يرفضون تقبل مجتمع الميم – عين، يلجأون غالباً إلى خطابات السلطات الدينية والحزبية كسلاح له تأثير على شريحة كبيرة من المجتمع، وكلما زاد الخطاب حدّة، زادت ردود الفعل السلبية".
ومثالاً على ذلك، تحدثت مهنا عن لبنان، حين أصدرت وزارة الداخلية بياناً قمعت فيه التجمعات المتعلقة بمجتمع الميم – عين، وقالت: "رأينا بعد صدور هذا القرار مؤشرات مقلقة كان من الممكن أن تؤثر على بلدان أخرى، فارتفعت نسبة خطاب الكراهية والتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي، وزادت التهديدات والإهانات والحجج المتعلقة بالدين، وربما حالات الضرب في بعض المناطق".
وتابعت: "القضاء بإمكانه إنصاف قضايا مجتمع الميم، كون القانون فضفاض في هذا الموضوع، وهو يحظر إقامة علاقات جنسية "بما يخالف نظام الطبيعة" لكنه لم يحدد المثلية، وكل جسم قضائي يترجم هذا القانون كما يريد".
حقوق محدودة
ويملك مجتمع الميم-عين (المثليين والمثليات وثنائيي الميول الجنسية والعابرين والعابرات جنسياً وجندرياً) في معظم أنحاء الشرق الأوسط، حقوقا محدودة أو مقيدة للغاية، وهو مهدد بخطر العداء في أغلب البلدان، ويتعرض في كل لحظة إلى أبشع أنواع الإعتداء.
وفي لبنان، طلب وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي في يونيو/ حزيران من القوى الأمنية، منع إقامة أي إحتفال أو لقاء أو تجمع لمجتمع الميم، إثر حملات مناهضة تضمنت خطاب كراهية وتهديدات.
وفي العراق، يسعى البرلمان لحظر المثلية وهناك دعوات لـ"ضبط بوصلة التشريع"، فيما يعد العراق واحدا من ثلاث بلدان عربية هي الأردن والبحرين التي لا تجرم صراحة المثلية الجنسية.
تجريم وعقاب
في مصر، لا يجرّم القانون بشكل صريح المثلية الجنسية أو ارتداء الملابس المغايرة، لكن هناك أحكام تجرم أي سلوك أو تعبير عن أي فكرة تعتبر غير أخلاقية أو فاضحة أو مسيئة لتعليمات رجال الدين.
في البحرين، القانون لا يجرّم السلوك الجنسي المثلي، ولكن لا يوجد قانون يحظر التمييز على أساس الجنس أو التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية.
في سوريا، أشار تقرير "هيومن رايتس ووتش" الصادر عام 2016، إلى تلقي تقارير عن استخدام الشرطة في سوريا للفحوص الشرجية القسرية. وفي المناطق التي سيطرت عليها هيئة تحرير الشام، تم اعتقال المثليين السوريين وضربهم وإعدامهم.
في السعودية، تجرم المثلية الجنسية وفقاً للشريعة، ويعاقب الرجل المتزوج بالرجم حتى الموت، بينما يعاقب غير المتزوج بمئة جلدة والسجن لمدة سنة واحدة، ويتم إثبات المثلية إما عن طريق الاعتراف أو عن طريق 4 شهود عيان.
يُذكر أن مجتمع الميم في العالم العربي يُحاصر من اتجاهات عدة، من بينها العنف الشديد من أفراد الأسرة والمضايقات في الشوارع والاستهداف الرقمي وغيرها.
آخر الانتهاكات
وفي الشرق الأوسط عموماً يعاني أفراد مجتمع ميم - عين، وكانت محكمة إيرانية في مدينة أورمية قد أصدرت حكما بالإعدام بحق ناشطتين مثليتين، وفق ما نقلت "فرانس برس" عن منظمة "هينغاو" الكردية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان.
وقالت المنظمة إن "محكمة في أورمية حكمت بالإعدام على زهرة صديقي همداني (31 عاما) وإلهام شبدار (24 عاما)، واتهمتهما أيضا بـ"الترويج للمسيحية" و"التواصل مع وسيلة إعلام مناهضة للنظام الإيراني". فيما اعتقلت السلطات ناشطة أخرى تدعى سهيلة أشرفي (52 عاما) للتهم نفسها، في انتظار صدور عقوبتها.