الجلسة الأولى للمجلس النيابي اللبناني الجديد دقت جرس الإنذار وكشفت عن مشهد خذل قسما كبيرا من اللبنانيين أرادوه مختلفاً بعد ثورة 17 تشرين وانفجار مرفأ بيروت الذي دمر العاصمة وحصد مئات الأرواح.
انتظر الشارع اللبناني السيادي والتغييري والمناهض لما يعرف بمحور الممانعة، وتحديداً من أوصل نواباً من أحزاب ذات خط سيادي، إضافة إلى من نجح في إيصال "كتلة التغيير" ونوابها الثلاثة عشر غير المنضوين في أي من الأحزاب التقليدية، أن تطيح جلسة الثلاثاء المخصصة لانتخاب رئيس المجلس النيابي ونائب الرئيس، بقوى الثامن من آذار إلا أن نتائجها جاءت مخيبة لآماله إذ أعيد انتخاب الرئيس نبيه بري للمرة السابعة رئيساً للمجلس وانتخب النائب الياس بو صعب، عن التيار الوطني الحر، لمركز نائب الرئيس.
وغداة جلسة مجلس النواب، أسئلة عديدة بدأت تطرح لمعرفة أسباب الإخفاق أمام قوى محور إيران ومعرفة مصير الاستحقاقين الدستوريين المقبلين أي تسمية رئيس الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية، وفي هذا السياق أشار الصحافي اللبناني بشارة شربل في حديث لـ"جسور"، الى أن الأكثرية البرلمانية "عبارة عن مزيج من السياديين والتغييريين لم تنجح في توحيد صفوفها وتحقيق أهدافها".
مراهقة سياسية
وانطلق من أداء نواب التغيير في البرلمان إذ اعتبر أنه "عكس مراهقة سياسية أو طفولة يسارية" مضيفاً أن معظمهم "لا يزال يرى في محاربة الفساد مدخلاً للإصلاح وفي الدولة المدنية السبيل لبناء الدولة، غافلين أن الأساس يبدأ ببسط الدولة لسلطتها ومحاربة السلاح غير الشرعي" كما أكد أن هذه القوى لا تزال غير متماسكة ولا تملك خطاباً موحداً فيما بينها.
وإذ أكد شربل أن نواب كتلة التغيير "خسروا فرصة تكوين قوة فاعلة في البرلمان وتسببوا في إفشال الجلسة" عاد وشرح أنهم "لم يرفضوا التعاون في المطلق مع النواب السياديين إلا أنهم لا يملكون خطة واضحة وثابتة حتى الآن في ما خص التعاون بل يفضلون أن يتم ذلك على القطعة وبناء عليه قد تميل دفة الأكثرية في المستقبل بحسب المواضيع المطروحة على المجلس النيابي".
النواب الملتبسون
وبعد اعتراف شربل أن المنظومة جددت لنفسها، حذر من إغفال أمر مهم "لقد ظهرت أمس مجموعة من النواب الملتبسين وهم جزء من المنظومة القديمة، ومن حريريين سابقين بإمكانهم تغيير الأكثرية وهؤلاء اقترعوا للرئيس بري ولبو صعب وبالتالي للمحور الإيراني"، وأكد أن خطر هؤلاء النواب ومعظمهم في دائرة عكار "سيطال الاستحقاقات المقبلة".