صعّدت القوات التركية الموجودة شمال سوريا من قصفها على مواقع لقوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال شرقي سوريا، وقتلت الطائرات المسيّرة ثلاثة عناصر من "قسد"، وعنصراً من قوات النظام بقصف استهدف مواقع عسكرية في الحسكة.
ورداَ على القصف التركي، أعلن تنظيم "قسد" شن هجمات استهدفت مواقع للجيش التركي شمال سوريا ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من الجنود، مؤكدا أن عمليات الرد ستتواصل ضد هجمات الجيش التركي.
تعزيزات عسكرية تركية
وأفاد المرصد السوري بدخول تعزيزات عسكرية تركية منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب، لافتًا إلى أنّ رتلًا عسكريًا يتألف من نحو 30 آلية وناقلات جنود ومدرعات وشاحنات إمداد مختلفة دخلت المنطقة.
وفي هذا الصدد، أشار ناشر موقع البديل والمتابع للشأن التركي أحمد الأيوبي في حديث لـ"جسور" الى أن عدد المواقع التي استهدفها القصف التركي، في أرياف حلب والرقة والحسكة تجاوز العشرة، في تصعيد جديد يأتي بالتزامن مع الحديث عن قرب العملية العسكرية التركية ضد "قسد" ".
وأضاف "العملية العسكرية التركية كانت مقررة منذ مدة لكن قمة طهران الأخيرة بين ايران وروسيا وتركيا اخرت تنفيذها نظرا لتفاهم الأطراف كافة بشأن إدارة الازمة في سوريا. "
توسيع المنطقة الآمنة
وفند الأيوبي أهداف العملية العسكرية الساعية الى توسيع المنطقة الآمنة شمال سوريا، مشيرا الى أن "الرئيس التركي يعمل على حلحلة قضية اللاجئين السوريين في تركيا قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، اذ يسعى الى عودة عدد كبير من اللاجئين السوريين بغية النهوض بالوضع الاقتصادي التركي.
إضافة الى ذلك، هناك ضرورة لاعادة اللاجئين السوريين الى وطنهم الأم سريعا للحفاظ على التوازن الديمغرافي في سوريا، خصوصا بعدما هاجر الآلاف من جراء الحرب السورية."
تسوية تركية – سورية؟
وبشأن المبادرة الروسية الساعية الى تسوية تركيا – سورية، أشار الايوبي الى أن "تركيا لم ترفض أي تسوية مع سوريا، غير أن الرئيس التركي سعى الى اتفاق بين المعارضة السورية والنظام، لكن الأخير لا يريد أي مصالحة كونها تعني دمج القوات العسكرية المعارضة مع قوات النظام السوري والبدء بانتخابات نيابية ورئاسية قريبة، الا أن النظام رفض الطرح التركي لانه يهدد استمرارية العائلة الحاكمة، وبالتالي لم تصل المبادرة الروسية الى خواتيمها."
هذا وكان وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو جدد دعوته إلى تسوية بين النظام السوري والمعارضة، فيما حمّل النظام السوري مسؤولية فشل جميع المبادرات.
واعتبر أن موقف النظام الرافض هو السبب الأساس في عدم نجاح المبادرات كافة.
وأضاف أن النظام لا يؤمن بالحل السياسي بل بالحل العسكري، ولكن الحل الدائم لا يمكن تحقيقه إلا بحل سياسي.