تستمر قضية منع سعد لمجرد من إقامة حفلته الأولى في العراق بالتفاعل، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة الجدل الذي يُثيره الفنان المغربي أينما حلّ، لاسيما وأن بحقّه قضايا اغتصاب عدّة. لكنّ تلك القضايا لم تكن السبب وراء إلغاء حفلته في العراق.
إلغاء الحفلة فتح النقاش بشأن محاولات تغيير هوية العراق الدولة المصنفة مدنية والتي تكفل حرية التعبير في المادة 38 من دستورها.
وكان مئات الشباب ورجال الدين قد اقتحموا مدينة "سندباد لاند" السياحية في بغداد، لمنع إقامة حفل لمجرد، ورفعوا لافتات تناهض إقامة السهرات والحفلات.
وعقب ذلك، ألغت إدارة "السندباد لاند" الحفل بشكل تام، بعدما كانت قد قررت تأجيله من 2 يونيو/ حزيران إلى 9 يونيو/ حزيران الحالي، وذلك لتزامن الموعد الأول مع ذكرى أربعينية مقتل الإمام علي، وفق بيان للإدارة نشرته وكالة الأنباء العراقية.
دائرة ظلام
رئيس مركز التفكير السياسي العراقي الدكتور إحسان الشمري، اعتبر في حديث لـ"جسور" أن "ما حصل أظهر أفكاراً متطرفة غريبة عن المجتمع العراقي، حيث جرى الحديث للمرة الأولى عن آية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو أمر لم يعتده المجتمع". وبالنسبة للشمري فإن ما حصل يمكن وضعه في إطار "عملية انحراف عن النظام الديمقراطي في البلاد وفيه عدم مراعاة للخصوصية المدنية التي ثبّتها الدستور، وفيه أيضاً تجاوز للقوانين ومحاولة إضعاف للدولة".
الشمري رأى أن الحادثة "ليست الأولى من نوعها، فقد جرت محاولات سابقة لمنع حفلات لمغنّين عرب، مما يوحي أن العراق ذاهب نحو دائرة ظلام في هذا المضمار".
وقال الشمري، إن "القضية ليست أسبابها سياسية بشكل رئيسي، ولكن ما يحصل قد يكون جزء من محاولة إضعاف الدولة والأجهزة الأمنية، خصوصا وأن الرفض لهذه الحفلات يأتي من أحزاب دينية مشتركة في الحكومة، وبالتالي لا يمكن القفز على حقيقة أن العامل السياسي هو أحد العوامل الفاعلة في هذا الموضوع".
ولفت إلى أنه "ثمة من يريد إظهار صورة أن العراق هو بلد إسلامي ويمنع قيام الحفلات كحالة مشابهة لإيران، وهذه الظاهرة هي خطر على العراق، فبروز هذا الفكر المتطرف يعيد إلى الأذهان هيمنة طرف على حساب أطراف أخرى، مما سيؤدي إلى إنقسام مجتمعي كبير جدا".
وتابع الشمري: "أضف إلى ذلك أن العراق قد تهتز صورته الخارجية في ما يرتبط بالحريات المدنية ومراعاة حقوق الإنسان". مؤكداً أن "المشكلة لا تكمن في شخص المطرب، فقبل ذلك كانت هناك عاصفة من الانتقادات وخطب دينية ضد الفنان محمد رمضان، إلا أن الموضوع يرتبط بفرض إرادة معينة على الشعب العراقي، وإبعاد العراق عن المدنية والديمقراطية التي هي روح النظام من أجل اللجوء إلى مجتمعات الانغلاق الديني، وذلك بدأ منذ سيطرة الأحزاب الشيعية والإسلامية على البلاد في عام 2003".
تعليق سعد لمجرد
من جهته، علق الفنان المغربي سعد لمجرد بعد إلغاء حفلته، بصورة له مع شقيقته على تطبيق "إنستغرام"، وأرفقها بالقول: "العراق نحبك مهما حدث، نرسل لكم الكثير من الحب من بغداد نحن سعداء وبخير".
وكانت مدينة "سندباد لاند" قد تمكنت خلال الأشهر الماضية من إحياء حفلة للفنان محمد رمضان وإليسا، لكن الجدل رافق تلك الحفلات أيضاً، في حين تم إلغاء حفل كان مقررا للفنان عاصي الحلاني، وحسن شاكوش العام الماضي.
إلغاء الحفلة فتح النقاش بشأن محاولات تغيير هوية العراق الدولة المصنفة مدنية والتي تكفل حرية التعبير في المادة 38 من دستورها.
وكان مئات الشباب ورجال الدين قد اقتحموا مدينة "سندباد لاند" السياحية في بغداد، لمنع إقامة حفل لمجرد، ورفعوا لافتات تناهض إقامة السهرات والحفلات.
وعقب ذلك، ألغت إدارة "السندباد لاند" الحفل بشكل تام، بعدما كانت قد قررت تأجيله من 2 يونيو/ حزيران إلى 9 يونيو/ حزيران الحالي، وذلك لتزامن الموعد الأول مع ذكرى أربعينية مقتل الإمام علي، وفق بيان للإدارة نشرته وكالة الأنباء العراقية.
دائرة ظلام
رئيس مركز التفكير السياسي العراقي الدكتور إحسان الشمري، اعتبر في حديث لـ"جسور" أن "ما حصل أظهر أفكاراً متطرفة غريبة عن المجتمع العراقي، حيث جرى الحديث للمرة الأولى عن آية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو أمر لم يعتده المجتمع". وبالنسبة للشمري فإن ما حصل يمكن وضعه في إطار "عملية انحراف عن النظام الديمقراطي في البلاد وفيه عدم مراعاة للخصوصية المدنية التي ثبّتها الدستور، وفيه أيضاً تجاوز للقوانين ومحاولة إضعاف للدولة".
الشمري رأى أن الحادثة "ليست الأولى من نوعها، فقد جرت محاولات سابقة لمنع حفلات لمغنّين عرب، مما يوحي أن العراق ذاهب نحو دائرة ظلام في هذا المضمار".
وقال الشمري، إن "القضية ليست أسبابها سياسية بشكل رئيسي، ولكن ما يحصل قد يكون جزء من محاولة إضعاف الدولة والأجهزة الأمنية، خصوصا وأن الرفض لهذه الحفلات يأتي من أحزاب دينية مشتركة في الحكومة، وبالتالي لا يمكن القفز على حقيقة أن العامل السياسي هو أحد العوامل الفاعلة في هذا الموضوع".
ولفت إلى أنه "ثمة من يريد إظهار صورة أن العراق هو بلد إسلامي ويمنع قيام الحفلات كحالة مشابهة لإيران، وهذه الظاهرة هي خطر على العراق، فبروز هذا الفكر المتطرف يعيد إلى الأذهان هيمنة طرف على حساب أطراف أخرى، مما سيؤدي إلى إنقسام مجتمعي كبير جدا".
وتابع الشمري: "أضف إلى ذلك أن العراق قد تهتز صورته الخارجية في ما يرتبط بالحريات المدنية ومراعاة حقوق الإنسان". مؤكداً أن "المشكلة لا تكمن في شخص المطرب، فقبل ذلك كانت هناك عاصفة من الانتقادات وخطب دينية ضد الفنان محمد رمضان، إلا أن الموضوع يرتبط بفرض إرادة معينة على الشعب العراقي، وإبعاد العراق عن المدنية والديمقراطية التي هي روح النظام من أجل اللجوء إلى مجتمعات الانغلاق الديني، وذلك بدأ منذ سيطرة الأحزاب الشيعية والإسلامية على البلاد في عام 2003".
تعليق سعد لمجرد
من جهته، علق الفنان المغربي سعد لمجرد بعد إلغاء حفلته، بصورة له مع شقيقته على تطبيق "إنستغرام"، وأرفقها بالقول: "العراق نحبك مهما حدث، نرسل لكم الكثير من الحب من بغداد نحن سعداء وبخير".
وكانت مدينة "سندباد لاند" قد تمكنت خلال الأشهر الماضية من إحياء حفلة للفنان محمد رمضان وإليسا، لكن الجدل رافق تلك الحفلات أيضاً، في حين تم إلغاء حفل كان مقررا للفنان عاصي الحلاني، وحسن شاكوش العام الماضي.