تخرق القمّة العربية التي تستضيفها الجزائر الثلاثاء استمرار الانقسامات حول الصراعات التي تشهدها المنطقة وسط غليان وتوتر دولي هزّ اقتصادات العالم. ويناقش المشاركون من القادة والزعماء العرب وثيقة "إعلان الجزائر" التي توافق بشأنها وزراء الخارجية العرب في اجتماعاتهم على مدار 3 أيام. وتتضمن الوثيقة بنودا تتعلق بالقضيّة الفلسطينية، والأمن العربيّ، والأزمات في 6 دول عربيّة تعاني من غياب الاستقرار.
ويقول أستاذ العلاقات الدولية د. خطار أبو دياب في حديث لـ"جسور" ان كما في كلّ المنظمات الإقليميّة الرسمية، تنعقد اجتماعات دوريّة، ومبدأ القمم العربية الدورية اتُخذ منذ العام 1964 ودرج عليه". ويشير الى ان "النظام الإقليمي العربي انتهى بشكل عمليّ بضربة قاسمة في عام 2003 عند دخول الأميركي الى العراق ودائما ما كانت هناك محاولات لإعادة اصلاح هذا النظام".
الحدّ الادنى من التوافق
ويقول أبو دياب ان "تقليد انعقاد القمم بقي على الرغم من الانقسامات العربية فمثلما حصل في اجتماع الوزراء الخارجية العرب بالأمس كان هناك اتفاق بالحدّ الأدنى، وأكبر دليل على المرونة ان الجزائر من أكبر مؤيّدي عودة النظام السوري الى الجامعة العربية لكن وفي غياب التوافق على عودة سوريا تغاضت عن ذلك وقالت أنها ستقوم بواجبها بعقد هذه القمّة بعد تأجيل لمرّات عدة وهي تعتبره انجازًا عبر تحقيق مُصالحة فلسطينية".
هل يحضر ملفّ "الإرهاب الإيراني"؟
وإذ يشير دياب الى بقاء الخلاف الجزائري - المغربي حول الصحراء مخيماً على القمّة والخلاف الليبي كذلك الأمر لكن كان هناك حدّ أدنى في تجاوز حتى مسائل التطبيع وكان من اللافت ايضا اجتماع غالبيّة الدول العربية باستثناء الجزائر والعراق وربما لبنان وسنرى موقف ميقاتي (رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي) حول إدانة الاعمال الارهابيّة لايران ضدّ المنطقة العربية".
الجلسة "المُغلقة"
وقد عقد وزراء الخارجية العرب الاثنين جلسة تشاورية مغلقة، لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع بيان "إعلان الجزائر". ومن المنتظر أن يطرح الإعلان على القمة العربية التي تنطلق على مستوى القادة مساء الثلاثاء. وعقدت جامعة الدول العربية التي تضم 22 دولة، آخر قمة لها في مارس/آذار 2019 في تونس قبل تفشي وباء كوفيد-19.
بمن حضر
وبالنسبة للقادة والمسؤولين العرب الجدد الذين يشاركون في هذه الدورة، فعلاوة على الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، سيحضر الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي انتخب في عام 2019، وكذلك الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد الذي تولى منصبه مؤخرا. ومن رؤساء الوفود العربية الأخرى للقمة، نذكر المشاركة الأولى لولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وكذلك ولي العهد الكويتي مشعل الأحمد الجابر الصباح، ومن ليبيا محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فيما يمثل اليمن رشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي اليمني، ويمثل لبنان، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
أما الغائبون الكبار، فأولهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي كان يفترض أن ينوب عن العاهل السعودي في تمثيل المملكة في القمة العربية في الجزائر وذلك لأسباب صحية، وربما كذلك العاهل المغربي الملك محمد السادس، إضافة إلى تغيب أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد، ورئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، وسلطان عمان هيثم بن طارق، وكذلك ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. وبذلك يكون أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، المسؤول الأرفع من منطقة الخليج الذي يحضر القمة.