أطل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأربعاء، للمرة الأولى بعد الإنتخابات النيابية اللبنانية، وتوجه إلى الشعب اللبناني بنبرة هادئة لا تخلو من الحدة في شرح نقاط عديدة تخللت الإستحقاق الذي جرى الأحد الماضي في الخامس عشر من مايو/أيار. الخطاب جاء أيضاً على مسافة أيام قليلة من الامتحان الأول للمجلس النيابي الجديد والمتمثل في انتخاب رئيس للسلطة التشريعية أو إعادة انتخاب رئيسها لأكثر من خمسة وعشرين عاماً نبيه بري، في ظل تمسك حزب الله به.
نقاط عدة تطرق لها نصرالله في إطلالته التي أرادها هادئة، أبرزها نعته الأحزاب والجماعات المعارضة له بـ"الكذابين" لكونهم اتهموا فريقه السياسي، وتحديداً التيار الوطني الحر وحزب الله، بنيته تأجيل وتعطيل الانتخابات، الأمر الذي لم يحصل، وفقاً له.
نصرالله تعمّد أيضاً الحديث عن الأصوات الشيعية التي اقترعت بكثافة وعكست حجماً شعبياً شيعياً وازناً لم يكن عدد النواب الذي حصلوا عليه متكافئاً معه، كما أبدى اهتماماً بفكرة الميغاسنتر ودعا إلى العمل بها.
كذلك اتهم السفيرة الأميركية والسفير السعودي بالتدخل مباشرة في مسار الانتخابات في حين لم يلحظ أحد أي وجود للسفير الإيراني، على حد قوله، ليأتيه الرد مباشرة على لسان الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود في تصريح على وسائل التواصل الإجتماعي "شاهدنا لمليارات المرات حزب يسيطر على دولة بأكملها بقوة السلاح ورئيس حزب يقول موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران".
تغيير وجهة النتائج
ورأى المحلل السياسي والصحافي أسعد بشارة في حديث لـ"جسور" أن خطاب نصرالله "كان خطاب الاستيعاب لنتائج الانتخابات النيابية ويمهد للبدء بخطة تغيير وجهة النتائج وتوظيفها في إطار ما كان حزب الله يقوم به في انتخابات عام 2018 وقبل ذلك".
وتنطلق خطة حزب الله من خلال وضع شرط أساسي "إعادة التجديد لنبيه بري رئيساً للمجلس النيابي" أما الشرط الثاني له سيكون عنوانه "حكومة الوحدة الوطنية التي تعد حكومة عدة الشغل عند حزب الله الذي خسر الأكثرية بالتالي يريد أن يفرض شروطه من خلالها أي إعادة التجديد للمنظومة الحاكمة تحت عنوان براق"
ويعلق بشارة على هذا النوع من الحكومات قائلاً "أثبتت التجربة أنه تحت عنوان حكومة الوحدة الوطنية البرّاق، تم تمرير الصفقات وكانت النتيجة أن انهار الاقتصاد اللبناني وانهارت الدولة والإدارات".
وتخوف بشارة من أن تؤدي سياسية الاستيعاب لدى حزب الله "إلى حد طرح مواضيع من خارج الدستور متذرعاً بالحوار بقصد الإلهاء لإدخال النتائج التي لم تكن لمصلحته في نفق مظلم الهدف منه تقسيم الأفرقاء الذين يشكلون مجموعة لا تقبل بنهج حزب الله وبسلوكه كما سلوك حلفائه" مؤكداً أن هكذا أداء لن يكون مستغرباً أو مفاجئاً.
معارضة صلبة
في المقابل، وفي انتظار المحطات المقبلة وعلى رأسها انتخاب رئيس المجلس النيابي وتسمية رئيس جديد لتشكيل الحكومة توقع بشارة انبثاق "معارضة صلبة خصوصاً من قبل نواب 17 تشرين الذين سيكونون في المقدمة منعاً للتجديد لهذا النهج".
وأشار الى أن الاستحقاق الأول سيواجه من خلال مستويين في رفض التجديد لنبيه بري كرئيس للمجلس النيابي "المستوى الأول، الكتل التي تريد أن تحضر هذه الجلسة وتصوت بورقة بيضاء والمستوى الثاني، مقاطعة الجلسة من خلال اتصالات ودعوات لنواب وكتل أخرى لمقاطعتها كونها ترفض بالمطلق إعادة انتخاب نبيه بري أو الحضور وإعادة تأمين النصاب لجلسة إعادة انتخابه".