شكل المغتربون اللبنانيون على مرّ العقود رافعة ساهمت إلى حد كبير في منع انهيار لبنان مالياً واقتصادياً، ومن رحم الإغتراب، حافظ معظمهم على صلات وثيقة بوطنهم الأم، وانخرطوا في قضاياه السياسية، من خلال شبكة علاقات وطدها النافذون منهم مع دول القرار.
إلا أن بصمة المغتربين في الشأن العام اللبناني، تجلت بطريقة مباشرة أكثر خلال الفترة الأخيرة الممتدة منذ نهاية العام 2019 حتى يومنا هذا، إذ يمر لبنان بأزمة اقتصادية مستفحلة استنزفت طاقاته البشرية وهددت بإفراغه من غالبية الكفاءات المتعلمة فيه من أطباء ومهندسين وغيرهم للمرة الأولى بهذا الشكل والعدد.
انخراط اغترابي متنوع
أقبل المغتربون اللبنانيون على الاستحقاق النيابي الأخير في مايو/أيار 2020، بكثافة وحماس شديدين واقترعوا من حيث يقيمون، للتعبير عن استيائهم وسخطهم لما آلت إلى الأمور في لبنان وعن رغبتهم في أن يكونوا شركاء فاعلين في فرض التغيير، بعد أن كان اقتراعهم خجولاً في أول انتخابات للمنتشرين جرت عام 2018.
الأزمة المستجدة دفعت بالإغتراب إلى التعاون مع الداخل مباشرة أيضاً، من خلال جمعيات له لا تبغي الربح، دعمت المجتمع المدني كما ثوار 17 تشرين وعملت على تثيقفهم سياسياً وتوحيد خطابهم السياسي لإيصال ممثلين عنهم إلى قبة البرلمان. وبالفعل وصلت كتلة مؤلفة من ثلاثة عشر نائباً منهم يمثلون كافة المناطق اللبنانية.
ومن جهتها، أعلنت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم على موقعها الرسمي، في مايو/أيار الماضي، عن عقد إجتماعات مكثفة مع منظمات الأمم المتحدة المُتابعة للوضع في لبنان، لحثهاعلى طرح الحلول لقضايا لبنان المُستفحلة من وجهة نظر مدنيّة، وطنيّة بإمتياز، وغير سياسيّةٍ، مشددة على دور المغتربين في نهضةٍ إقتصاديةٍ للبنان مطلوبة. ومنذ تأسيسها عام 1960، عملت المنظمة بشكل مستقل بالتعاون مع المهاجرين اللبنانيين في الخارج.
هجرات متتالية
وعرف لبنان على مر العقود، موجات عديدة من الهجرة، أبرزها الهجرة الأولى في نهاية القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الأولى باتجاه الأميركيتين على وجه الخصوص، وانطلاقاً من متصرفية جبل لبنان، التي شكلت مساحتها الجغرافية ما نسبته 43% من مساحة لبنان الحالية، وبعد إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920، سجّل لبنان خلال الف الفترة الممتدة بين عامي 1975 و1990 إبان الحرب الأهلية الهجرة الثانية الأبرز، لتتسبب الأزمة الأخيرة بالهجرة الثالثة الأكثر قسوة. ويقدر عدد المنتشرين اللبنانيين في العالم بحوالي 15 مليون فيما يقيم أقل من 4 ملايين داخل لبنان.
مهمة الإنقاذ
من عالم تطوير الأعمال والخدمات الاستشارية وصناعة البيانات في بلاد الإغتراب وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، وصل المغترب اللبناني جورج فارس وفي جعبته ما يعتبره "حلولاً" لمعضلة لبنان، وأكد في حديث لـ"جسور" أن مسؤولية إنقاذ وطنه الأم "تقع على عاتق المغتربين اللبنانيين دون سواهم لأنهم فهموا قيمة لبنان فيما لا يزال من في الداخل يتصارعون".
وفارس الذي سبق وأعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية الللبنانية، صرّح كذلك عن تشكيل نواة تضم مئة مغترب مستعدين للعودة إلى لبنان ليحدثوا فرقاً بعد أن تميزوا بالنجاح في أعمالهم واختصاصاتهم في الخارج "لهذه الغاية تواصلت مع مغتربين في الولايات المتحدة من أصحاب الكفاءات والنجاحات وزرعت في قلوبهم حب لبنان مجدداً لنعود سوياً ونعمل على إنقاذه".
فارس قرر العودة إلى لبنان بعد هجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، دامت لسنوات منذ عام 1979. ومتسلحاً بالزخم والطاقة إيجابية، يسعى إلى إرساء السلام والتناغم والمحبة بين أبناء وطن مزقتهم الحروب والخلافات، طارحاً نفسه مرشحاً جدياً لرئاسة الجمهورية.
خطة عمل
يستمد فارس ثقته بالنجاح في إنقاذ لبنان من نجاح كبير حققه خلال مسيرته الطويلة في عالم الأعمال، هو من رفض دوماً إدخال السلبية إلى قاموسه "حتى كلمة أتمنى أرفضها فالطاقة الإيجابية تحركني دوماً".
وأمام الانهيار الشامل في لبنان، أعلن فارس أن الإنقاذ لا يتم من خلال الاستثمارات فقط إنما عبر "وضع خطة عمل واضحة" مع تحديد مهلة زمنية لتطبيقها "لا تتجاوز الإثني عشر شهراً تعيد لبنان إلى السكة" كما يشرح مضيفاً أن "من شأن ذلك درّ المال الوفير من المغتربين".
وعلى عكس الوضع في لبنان، يقول فارس بتفاؤل "حققت أحلام الكثيرين والآن أسعى إلى تحقيق حلمي في إنقاذ لبنان" معرباً عن رغبته في "مد يده لجميع الأفرقاء اللبنانيين".
إلا أن بصمة المغتربين في الشأن العام اللبناني، تجلت بطريقة مباشرة أكثر خلال الفترة الأخيرة الممتدة منذ نهاية العام 2019 حتى يومنا هذا، إذ يمر لبنان بأزمة اقتصادية مستفحلة استنزفت طاقاته البشرية وهددت بإفراغه من غالبية الكفاءات المتعلمة فيه من أطباء ومهندسين وغيرهم للمرة الأولى بهذا الشكل والعدد.
انخراط اغترابي متنوع
أقبل المغتربون اللبنانيون على الاستحقاق النيابي الأخير في مايو/أيار 2020، بكثافة وحماس شديدين واقترعوا من حيث يقيمون، للتعبير عن استيائهم وسخطهم لما آلت إلى الأمور في لبنان وعن رغبتهم في أن يكونوا شركاء فاعلين في فرض التغيير، بعد أن كان اقتراعهم خجولاً في أول انتخابات للمنتشرين جرت عام 2018.
الأزمة المستجدة دفعت بالإغتراب إلى التعاون مع الداخل مباشرة أيضاً، من خلال جمعيات له لا تبغي الربح، دعمت المجتمع المدني كما ثوار 17 تشرين وعملت على تثيقفهم سياسياً وتوحيد خطابهم السياسي لإيصال ممثلين عنهم إلى قبة البرلمان. وبالفعل وصلت كتلة مؤلفة من ثلاثة عشر نائباً منهم يمثلون كافة المناطق اللبنانية.
ومن جهتها، أعلنت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم على موقعها الرسمي، في مايو/أيار الماضي، عن عقد إجتماعات مكثفة مع منظمات الأمم المتحدة المُتابعة للوضع في لبنان، لحثهاعلى طرح الحلول لقضايا لبنان المُستفحلة من وجهة نظر مدنيّة، وطنيّة بإمتياز، وغير سياسيّةٍ، مشددة على دور المغتربين في نهضةٍ إقتصاديةٍ للبنان مطلوبة. ومنذ تأسيسها عام 1960، عملت المنظمة بشكل مستقل بالتعاون مع المهاجرين اللبنانيين في الخارج.
هجرات متتالية
وعرف لبنان على مر العقود، موجات عديدة من الهجرة، أبرزها الهجرة الأولى في نهاية القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الأولى باتجاه الأميركيتين على وجه الخصوص، وانطلاقاً من متصرفية جبل لبنان، التي شكلت مساحتها الجغرافية ما نسبته 43% من مساحة لبنان الحالية، وبعد إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920، سجّل لبنان خلال الف الفترة الممتدة بين عامي 1975 و1990 إبان الحرب الأهلية الهجرة الثانية الأبرز، لتتسبب الأزمة الأخيرة بالهجرة الثالثة الأكثر قسوة. ويقدر عدد المنتشرين اللبنانيين في العالم بحوالي 15 مليون فيما يقيم أقل من 4 ملايين داخل لبنان.
مهمة الإنقاذ
من عالم تطوير الأعمال والخدمات الاستشارية وصناعة البيانات في بلاد الإغتراب وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، وصل المغترب اللبناني جورج فارس وفي جعبته ما يعتبره "حلولاً" لمعضلة لبنان، وأكد في حديث لـ"جسور" أن مسؤولية إنقاذ وطنه الأم "تقع على عاتق المغتربين اللبنانيين دون سواهم لأنهم فهموا قيمة لبنان فيما لا يزال من في الداخل يتصارعون".
وفارس الذي سبق وأعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية الللبنانية، صرّح كذلك عن تشكيل نواة تضم مئة مغترب مستعدين للعودة إلى لبنان ليحدثوا فرقاً بعد أن تميزوا بالنجاح في أعمالهم واختصاصاتهم في الخارج "لهذه الغاية تواصلت مع مغتربين في الولايات المتحدة من أصحاب الكفاءات والنجاحات وزرعت في قلوبهم حب لبنان مجدداً لنعود سوياً ونعمل على إنقاذه".
فارس قرر العودة إلى لبنان بعد هجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، دامت لسنوات منذ عام 1979. ومتسلحاً بالزخم والطاقة إيجابية، يسعى إلى إرساء السلام والتناغم والمحبة بين أبناء وطن مزقتهم الحروب والخلافات، طارحاً نفسه مرشحاً جدياً لرئاسة الجمهورية.
خطة عمل
يستمد فارس ثقته بالنجاح في إنقاذ لبنان من نجاح كبير حققه خلال مسيرته الطويلة في عالم الأعمال، هو من رفض دوماً إدخال السلبية إلى قاموسه "حتى كلمة أتمنى أرفضها فالطاقة الإيجابية تحركني دوماً".
وأمام الانهيار الشامل في لبنان، أعلن فارس أن الإنقاذ لا يتم من خلال الاستثمارات فقط إنما عبر "وضع خطة عمل واضحة" مع تحديد مهلة زمنية لتطبيقها "لا تتجاوز الإثني عشر شهراً تعيد لبنان إلى السكة" كما يشرح مضيفاً أن "من شأن ذلك درّ المال الوفير من المغتربين".
وعلى عكس الوضع في لبنان، يقول فارس بتفاؤل "حققت أحلام الكثيرين والآن أسعى إلى تحقيق حلمي في إنقاذ لبنان" معرباً عن رغبته في "مد يده لجميع الأفرقاء اللبنانيين".