أثار مسلسل "الاختيار" الذي يُعرض في القاهرة ضمن مسلسلات رمضان اهتماما واسعا بين المشاهدين، وتصدر استطلاعات الرأي من حيث قوة المحتوى، وذلك يعود إلى أن المصريين كانوا راغبين بشدة في معرفة معلومات خفية عن تلك الفترة التي حكم فيها الإخوان المسلمين مصر لمدة عام واحد 2012-2013، وعلى الرغم من قصر مدة حكمهم غير أن الحوادث كانت كثيفة، وغير عادية.
في سلسلة من التقارير تعرض "جسور" لمعلومات جديدة لم يذكرها مسلسل "الاختيار"، وتكشف عن وجوه عدة خفية لحكم جماعة الإخوان المسلمين، التي تلقت أكبر الضربات الموجعة في تاريخها بعد ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، وتمرد المصريين على حكمها بعد عام واحد من تسلمهم لمقاليد الأمر في البلاد.
شهادة مرسي
كيف أُصيب الرئيس الأسبق محمد مرسي بأزمة قلبية توفى على أثرها فورا في قاعة المحكمة؟ القصة كما يرويها محامون حضروا الجلسة أن مرسي طلب الكلمة من القاضي أثناء محاكمته بتهمة التخابر لصالح جماعة حماس، طلب مرسي الكلمة من القاضي، وعلا صوته، أوقفه القاضي وواجهه بصوته مسجلا من هاتف ثريا مرتبط بالأقمار الصناعية، ارتبك مرسي، وحاول الإنكار، لكنه اعترف بما حدث في المساجد في مذبحة العريش 2013، وقال للقاضي، "كنت متكتف ما بين أهلي وعشيرتي وبين القيادة"!.
ورد القاضي المستشار محمد شيرين فهمي: "قيادة ايه... انت ناسي انك كنت الرئيس، وصانع القرار، وكلمتك تمشي على مصر كلها، وكان في ايدك تحمي ولاد مصر بكلمة منك؟"... هنا أصيب مرسي بالأزمة القلبية وتوفى على الفوره.
وفي حكمه جاء بالحيثيات للقاضي المستشار فهمي: "بالنسبة للمتوفى إلى رحمة مولاه، محمد مرسي العياط الثالث بأمر الإحالة الذي اتهمته النيابة العامة بالتخابر مع من يعملون لمصلحة منظمة مقرها خارج البلاد، وارتكاب أفعال تؤدي إلى المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها وتولي قيادة بجماعة إرهابية، فقد كان مستأهلًا للعقاب وفق ما حملته الأوراق من أدلة و قرائن، وتسجيلات بصوته شهدت على ثبوت جريمة التخابر بحقه وحق من أدين بها، بيد أن وفاته حجبت المحكمة قانونًا على إنزال العقاب به، وبات أمره معقودًا بيد الخالق، عالم الغيب والشهادة الذي يطلع على خائنة الأعين وما تخفي الصدور وعملًا بحكم المادة الرابعة عشر من قانون الإجراءات الجنائية تقضي المحكمة بانقضاء الدعوى الجنائية قبله لوفاته".
سر الحرس الثوري والجنرال!
كان خيرت الشاطر، الرجل القوي في مكتب إرشاد الإخوان، يميل إلى تطبيق النموذج الإيراني في حكم البلاد، وكان يرغب في استيراد تجربة الحرس الثوري من إيران، وتمت العديد من اللقاءات بين جماعة الإخوان وقادة إيرانيين.
جرى الاتفاق على قيام قائد الحرس الثوري الإيراني آنذاك قاسم سليماني، بزيارة سرية إلى القاهرة، وعقدت اجتماعات على درجة عالية من السرية بين خيرت الشاطر ومستشار الرئيس الأسبق محمد مرسي للعلاقات الخارجية عصام الحداد، من جهة، وسليماني، من جهة ثانية، واشترط الأخير خلالها لتصدير نموذج الحرس الثوري الإيراني إلى مصر وتسليحه وتدريبه، أن يكون هناك اتفاقية يكون بموجبها الحرس الثوري الذي تنشئه جماعة الإخوان بتمويل وتدريب إيراني تحت إمرة إيران متى احتاجت إليه، كما هو الحال بالنسبة للحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان.
وتم الاتفاق على خطة تدريب لمدة ستة أشهر في إحدى الدول العربية، وبعدها يتم تنفيذ خطة سيطرة وإحكام على المقار الأمنية المصرية بما في ذلك الاستيلاء على قيادة القوات المسلحة المصرية، إضافة إلى تأسيس جهاز مخابرات خاص بإمكانات وتكنولوجيا إيرانية.
ووصل بالفعل قاسم سليماني إلى القاهرة ضمن فوج سياحي، وبجواز سفر مزور تحت اسم "يمن عدنان"، مع بعض التغييرات والتنكر، لكن جهاز المخابرات العامة المصرية رصد سليماني من وقت خروجه من طهران وحتى وصوله إلى القاهرة.
"سري للغاية"
وكان الفوج السياحي الذي انضم إليه سليماني عبارة عن عناصر حراسته من رجال ونساء، وجميعهم يحملون جوازات سفر مزورة.
في البداية، التقى الحداد مع سليماني، وسلّمه ملفاً معنوناً "سري للغاية"، هذا الملف خرج من رئاسة الجمهورية، ولم يفصح مسلسل الاختيار عن محتويات الملف، لكن مصادر كشفت لـ"جسور"، أنه كان يحتوي على تقديرات الموقف الخاص بالقوات المسلحة المصرية، وأجهزة الأمن سواء المخابرات العامة المصرية، أو جهاز الأمن الوطني.
وهذا الملف كان يلبي احتياجات جهاز المخابرات الإيراني لمعلومات دقيقة وخطيرة حول الوضع العسكري والسياسي المصري.
واجتمع خيرت الشاطر بعد ذلك برفقة عصام الحداد مع قاسم سليماني في أحد الفنادق بضاحية مصر الجديدة شمال شرق القاهرة، وكانت تفاصيل الصفقة الاتفاق على إرسال مجموعة من عناصر جماعة الإخوان المسليمين من خريجي كليتي الحقوق والتربية الرياضية إلى سوريا، لتدريبها لمدة ستة أشهر على الأعمال القتالية، وأعمال التفجيرات، والتعرف على خطط اقتحام المنشآت والسيطرة عليها.
كما اتفق الطرفان أيضا، على تأسيس جهاز استخبارات خاص بالحرس الثوري المصري الجديد، وعلى أن يكون بديلا لجهاز المخابرات العامة المصري، ويتم ذلك بتدريب وتكنولوجيا إيرانية.
استطاع جهاز المخابرات العامة المصري رصد الاجتماع وتسجيله كاملا، واستهدف الجهاز إفشال الاتفاق، مع استبعاد فكرة القبض عليه نظرا لما يمكن أن يُحدث من تدخلات الرئاسة الإخوانية آنذاك، فقرر الجهاز إرسال ما لديه من صور وتسجيل صوتي إلى سليماني على حساب الواتس آب الخاص به، مع تعليق: "نشكركم على حسن تعاونكم... المخابرات العامة المصرية".
وكان أن فشلت صفقة الخوان مع الحرس الثوري الإيراني، وأغلق الملف الذي كان ضمن مواد الاتهام للرئيس المخلوع محمد مرسي، وقيادات جماعة الإخوان المسلمين بعد ذلك.
في سلسلة من التقارير تعرض "جسور" لمعلومات جديدة لم يذكرها مسلسل "الاختيار"، وتكشف عن وجوه عدة خفية لحكم جماعة الإخوان المسلمين، التي تلقت أكبر الضربات الموجعة في تاريخها بعد ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، وتمرد المصريين على حكمها بعد عام واحد من تسلمهم لمقاليد الأمر في البلاد.
شهادة مرسي
كيف أُصيب الرئيس الأسبق محمد مرسي بأزمة قلبية توفى على أثرها فورا في قاعة المحكمة؟ القصة كما يرويها محامون حضروا الجلسة أن مرسي طلب الكلمة من القاضي أثناء محاكمته بتهمة التخابر لصالح جماعة حماس، طلب مرسي الكلمة من القاضي، وعلا صوته، أوقفه القاضي وواجهه بصوته مسجلا من هاتف ثريا مرتبط بالأقمار الصناعية، ارتبك مرسي، وحاول الإنكار، لكنه اعترف بما حدث في المساجد في مذبحة العريش 2013، وقال للقاضي، "كنت متكتف ما بين أهلي وعشيرتي وبين القيادة"!.
ورد القاضي المستشار محمد شيرين فهمي: "قيادة ايه... انت ناسي انك كنت الرئيس، وصانع القرار، وكلمتك تمشي على مصر كلها، وكان في ايدك تحمي ولاد مصر بكلمة منك؟"... هنا أصيب مرسي بالأزمة القلبية وتوفى على الفوره.
وفي حكمه جاء بالحيثيات للقاضي المستشار فهمي: "بالنسبة للمتوفى إلى رحمة مولاه، محمد مرسي العياط الثالث بأمر الإحالة الذي اتهمته النيابة العامة بالتخابر مع من يعملون لمصلحة منظمة مقرها خارج البلاد، وارتكاب أفعال تؤدي إلى المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها وتولي قيادة بجماعة إرهابية، فقد كان مستأهلًا للعقاب وفق ما حملته الأوراق من أدلة و قرائن، وتسجيلات بصوته شهدت على ثبوت جريمة التخابر بحقه وحق من أدين بها، بيد أن وفاته حجبت المحكمة قانونًا على إنزال العقاب به، وبات أمره معقودًا بيد الخالق، عالم الغيب والشهادة الذي يطلع على خائنة الأعين وما تخفي الصدور وعملًا بحكم المادة الرابعة عشر من قانون الإجراءات الجنائية تقضي المحكمة بانقضاء الدعوى الجنائية قبله لوفاته".
سر الحرس الثوري والجنرال!
كان خيرت الشاطر، الرجل القوي في مكتب إرشاد الإخوان، يميل إلى تطبيق النموذج الإيراني في حكم البلاد، وكان يرغب في استيراد تجربة الحرس الثوري من إيران، وتمت العديد من اللقاءات بين جماعة الإخوان وقادة إيرانيين.
جرى الاتفاق على قيام قائد الحرس الثوري الإيراني آنذاك قاسم سليماني، بزيارة سرية إلى القاهرة، وعقدت اجتماعات على درجة عالية من السرية بين خيرت الشاطر ومستشار الرئيس الأسبق محمد مرسي للعلاقات الخارجية عصام الحداد، من جهة، وسليماني، من جهة ثانية، واشترط الأخير خلالها لتصدير نموذج الحرس الثوري الإيراني إلى مصر وتسليحه وتدريبه، أن يكون هناك اتفاقية يكون بموجبها الحرس الثوري الذي تنشئه جماعة الإخوان بتمويل وتدريب إيراني تحت إمرة إيران متى احتاجت إليه، كما هو الحال بالنسبة للحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان.
وتم الاتفاق على خطة تدريب لمدة ستة أشهر في إحدى الدول العربية، وبعدها يتم تنفيذ خطة سيطرة وإحكام على المقار الأمنية المصرية بما في ذلك الاستيلاء على قيادة القوات المسلحة المصرية، إضافة إلى تأسيس جهاز مخابرات خاص بإمكانات وتكنولوجيا إيرانية.
ووصل بالفعل قاسم سليماني إلى القاهرة ضمن فوج سياحي، وبجواز سفر مزور تحت اسم "يمن عدنان"، مع بعض التغييرات والتنكر، لكن جهاز المخابرات العامة المصرية رصد سليماني من وقت خروجه من طهران وحتى وصوله إلى القاهرة.
"سري للغاية"
وكان الفوج السياحي الذي انضم إليه سليماني عبارة عن عناصر حراسته من رجال ونساء، وجميعهم يحملون جوازات سفر مزورة.
في البداية، التقى الحداد مع سليماني، وسلّمه ملفاً معنوناً "سري للغاية"، هذا الملف خرج من رئاسة الجمهورية، ولم يفصح مسلسل الاختيار عن محتويات الملف، لكن مصادر كشفت لـ"جسور"، أنه كان يحتوي على تقديرات الموقف الخاص بالقوات المسلحة المصرية، وأجهزة الأمن سواء المخابرات العامة المصرية، أو جهاز الأمن الوطني.
وهذا الملف كان يلبي احتياجات جهاز المخابرات الإيراني لمعلومات دقيقة وخطيرة حول الوضع العسكري والسياسي المصري.
واجتمع خيرت الشاطر بعد ذلك برفقة عصام الحداد مع قاسم سليماني في أحد الفنادق بضاحية مصر الجديدة شمال شرق القاهرة، وكانت تفاصيل الصفقة الاتفاق على إرسال مجموعة من عناصر جماعة الإخوان المسليمين من خريجي كليتي الحقوق والتربية الرياضية إلى سوريا، لتدريبها لمدة ستة أشهر على الأعمال القتالية، وأعمال التفجيرات، والتعرف على خطط اقتحام المنشآت والسيطرة عليها.
كما اتفق الطرفان أيضا، على تأسيس جهاز استخبارات خاص بالحرس الثوري المصري الجديد، وعلى أن يكون بديلا لجهاز المخابرات العامة المصري، ويتم ذلك بتدريب وتكنولوجيا إيرانية.
استطاع جهاز المخابرات العامة المصري رصد الاجتماع وتسجيله كاملا، واستهدف الجهاز إفشال الاتفاق، مع استبعاد فكرة القبض عليه نظرا لما يمكن أن يُحدث من تدخلات الرئاسة الإخوانية آنذاك، فقرر الجهاز إرسال ما لديه من صور وتسجيل صوتي إلى سليماني على حساب الواتس آب الخاص به، مع تعليق: "نشكركم على حسن تعاونكم... المخابرات العامة المصرية".
وكان أن فشلت صفقة الخوان مع الحرس الثوري الإيراني، وأغلق الملف الذي كان ضمن مواد الاتهام للرئيس المخلوع محمد مرسي، وقيادات جماعة الإخوان المسلمين بعد ذلك.