وصل وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، مساء السبت، إلى العاصمة المصرية القاهرة في زيارة رسمية في مستهل جولته الأفريقية التي تشمل أيضاً إثيوبيا وأوغندا والكونغو الديمقراطية وهي الأولى من نوعها بالقارة منذ الحرب الروسية على أوكرانيا قبل أشهر.
وأكّد لافروف من القاهرة أن روسيا منفتحة على الحوار مع العالم العربي ومع جميع دول العالم مشيرا الى ان موسكو تأمل في أن يتمكن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من حلّ قضية العقوبات التي تعرقل تصدير الحبوب الروسية.
فماذا عن أهميّة هذه الزيارة وتوقيتها وعلام تعوّل روسيا؟
الهدف والرسالة
يقول أستاذ العلوم السياسية سعيد صادق في حديث لـ"جسور" إن "زيارة لافروف جزء من جولة افريقية اعدادًا لقمّة روسية - افريقية في العام المقبل بعد ان عُقدت أول مرّة في سوتشي في العام 2019، لكن هذه الزيارة تأتي بعد ازمة اوكرانيا وقمّة جدّة الاميركية وقمّة طهران وايضا اتفاق اسطنبول لنقل القمح من ميناء اوديسا الاوكراني."
ويعتبر صادق أن "هدف الزيارة الروسية للقاهرة وحديث لافروف في الجامعة العربية وانتقاله الى افريقيا هو لتأكيد ان روسيا غير معزولة دبلوماسيًّا وعالميًّا وتستطيع التحرك في مناطق كانت تُعدّ مناطق نفوذ اميركي وغربي." ويضيف: "هي ايضا رسالة طمأنينة للعرب بعد قمة طهران".
العلاقات الثنائية.. بين القوة والتعاون
ويشير صادق الى أنه "تم تأكيد قوّة العلاقات الثنائيّة بين مصر وروسيا اقتصاديًّا في استثمار روسيا في المنطقة الصناعية في قناة السويس والتعاون في انشاء المفاعل النووي في بتمويل روسي وايضا ايصال القمح الروسي والأوكراني لمصر بدليل الغاء مصر صفقات مع دول اخرى ."
ويوضح ان "العلاقات المصرية الروسية تشمل استيراد السلاح الروسي إضافة الى ان السياحة الروسية تشكّل اكثر من 60% في مصر والرئيسين المصري والروسي لهما علاقات ثنائيّة قويّة وينسّقان في ملفات اقليمية عدة في ليبيا وسوريا". ليضيف انه "لا يجب اسقاط دور مصر ودول عربية في ارسال وفد من وزراء الخاجية العرب وامين الجامعة العربية لموسكو عند اندلاع الازمة الاوكرانية للتوسط وحلّها." ولا يستبعد ان تكون زيارة الرئيس السيسي الاخيرة لألمانيا وفرنسا وصربيا (وهى اول مرة لرئيس مصرى لصربيا منذ 30 عاما وهى دولة وثيقة الصلة بروسيا) كمحاولة وساطة مصرية لحلّ الازمة وقد تجنّبت مصر والعديد من الدول العربية الوقوع تحت الضغوط الغربية ومقاطعة روسيا".
أزمة الحبوب في مهبّ العقوبات
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن موسكو تأمل في أن يتمكن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من حل قضية العقوبات التي تعرقل تصدير الحبوب الروسية. وأوضح في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري، أن موسكو لا تطالب برفع العقوبات لكن فيما يتعلق بمسألة الغذاء يجب على الغرب القضاء على المشاكل التي أوجدها، مشيرا إلى أن الدول الغربية تمنع دخول السفن الروسية للموانئ الأجنبية وهذا يلعب دورا في وجود الأزمة الغذائية."
وأشاد لافروف بموقف الدول العربية المعتدل تجاه مجريات الأزمة الأوكرانية، مؤكدا أن روسيا منفتحة على الحوار مع العالم العربي ومع جميع دول العالم. وأعلن أن روسيا ترحب باهتمام مصر بحصولها على وضع شريك حوار في منظمة شنغهاي للتعاون، وبمشاركتها في عمل "بريكس+".