منذ سنتين انطلقت شرارة ثورة 17 تشرين الاول / اكتوبر في لبنان، وامتلأت الساحات بالمواطنين الغاضبين الذين رفعوا الصوت عالياً في وجه سلطة سلبت أحلامهم بعد أن عاثت في البلد فساداً بحسب ما عكسته شعاراتهم لكن تحركاتهم صمدت لعدة أشهر قبل أن تخفت حتى كاد اللبنانيون أن ينسوها.
إحياء الذكرى الثانية لثورة 17 تشرين هذه السنة تميز بحضور خجول لم يخفَ على أحد، فهل فقدت الثورة زخمها أم أن هناك أسباباً أخرى خلف المشهد الجديد؟
مجلس اتحادي للثورة
في حديث مع العميد اللبناني المتقاعد جورج نادر، أحد وجوه الثورة البارزين، أوضح لـ"جسور" أنهم أرادوا إحياء الذكرى هذه السنة من خلال وقفة رمزية فقط ولم يدعوا إلى حشد شعبي لعدة اعتبارات أهمها قمع السلطة للثوار وتهديدها اليومي لهم في لقمة عيشهم وحياتهم بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي يثقل كاهل المواطنين والثوار بطبيعة الحال. كما أشار إلى نقطة ثالثة وهي حال الإحباط لدى البعض الذين يملكون نفساً قصيراً.
في المقابل أكد نادر أن نبض الثورة لا يزال موجوداً لكنه يترجم بأشكال أخرى غير الشارع، فهناك الانتخابات النقابية وخصوصا الطالبية التي اكتسح فيها ممثلو الثورة أكثرية مجالس الجامعات.
كما أعاد التذكير بإنجازات الثورة، من إسقاط حكومة الحريري آنذاك إلى الاطاحة بعدة ملفات ومنع السياسيين من الخروج إلى الأماكن العامة والأهم نجاحها في خلق رأي عام مناهض ومراقب للسلطة.
وكشف نادر أن تواصلاً جدياً بدأ منذ سنة بين مختلف مجموعات الحراك لتأسيس "مجلس اتحادي للثورة" مؤلف من 200 شخص من كافة المناطق اللبنانية هدفه تحقيق عناوين عدة أبرزها وحدة الثورة ووحدة اللائحة الانتخابية عند خوض معركة الاستحقاق النيابي.
ورداً على سؤال هل يفضل تسمية التحركات ثورة أم انتفاضة قال إن التسمية الأصح هي انتفاضة، فالثورة هدفها قلب المقاييس والدستور والنظام بينما هم لا يطالبون سوى بتطبيق الدستور بعد انتهاك السلطة له كما يصرون على سلمية الحراك وعدم الانجرار إلى الاقتتال رغم الدماء التي سالت على يد الدولة والاعتداءات الجسدية خصوصا في الأعين والتي طالت الثوار.
في المقابل أكد نادر أن نبض الثورة لا يزال موجوداً لكنه يترجم بأشكال أخرى غير الشارع، فهناك الانتخابات النقابية وخصوصا الطالبية التي اكتسح فيها ممثلو الثورة أكثرية مجالس الجامعات.
كما أعاد التذكير بإنجازات الثورة، من إسقاط حكومة الحريري آنذاك إلى الاطاحة بعدة ملفات ومنع السياسيين من الخروج إلى الأماكن العامة والأهم نجاحها في خلق رأي عام مناهض ومراقب للسلطة.
وكشف نادر أن تواصلاً جدياً بدأ منذ سنة بين مختلف مجموعات الحراك لتأسيس "مجلس اتحادي للثورة" مؤلف من 200 شخص من كافة المناطق اللبنانية هدفه تحقيق عناوين عدة أبرزها وحدة الثورة ووحدة اللائحة الانتخابية عند خوض معركة الاستحقاق النيابي.
ورداً على سؤال هل يفضل تسمية التحركات ثورة أم انتفاضة قال إن التسمية الأصح هي انتفاضة، فالثورة هدفها قلب المقاييس والدستور والنظام بينما هم لا يطالبون سوى بتطبيق الدستور بعد انتهاك السلطة له كما يصرون على سلمية الحراك وعدم الانجرار إلى الاقتتال رغم الدماء التي سالت على يد الدولة والاعتداءات الجسدية خصوصا في الأعين والتي طالت الثوار.
ارتفاع الصوت السيادي
من جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي المحامي أمين بشير في حديث لـ"جسور" أن مسار الثورة طويل لكن الشرارة الأاولى بدأت يوم كسر اللبنانيون حاجز الخوف في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019 ونزلوا إلى الشوارع ليعبروا عن وجعهم من الوضع الاقتصادي والمالي المذل بالاضافة إلى مطالبتهم بالسيادة. إنما حين واجهتهم المنظومة بأساليبها القمعية في ساحة الشهداء وأرسلت إليهم مجموعات القمصان السود لترهيبهم، اكتشفوا أن هناك مايسترو يحرك كل دمى المنظومة التي عمل على إيصالها إلى السلطة، أي حزب الله، وفهموا أن وجود هذه الفئة المذهبية التي أنشأت كيانا مستقلًا عن الدولة هو جريمة بحق الوطن بعد أن أرست فكرة مواطن درجة أولى يتمتع بامتيازات عديدة على حساب مواطن جعلته درجة ثانية ما تسبب بخلل في توازن العدالة في المجتمع.
وفي هذه المرحلة تبلورت الأمور وأصبح الصوت السيادي هو الأعلى على حساب الملف الاقتصادي وباقي الملفات كونه الأكثر أهمية وارتفعت الأصوات المطالبة برفع الاحتلال الايراني عن البلد.
أما عن النزول إلى الشارع والذي خف وهجه، فرأى بشير أن هذه المجموعات الثورية فهمت أن تعرضها أخيراً للاعتداءات القمعية والاضطهاد أدى إلى تغيير مسار عملها بالتالي ووجدت في الانتخابات النيابية المقبلة فرصة لايصال مطالبها من خلال رفع الصوت داخل قبة البرلمان وفضح المنظومة بشكل أكبر وأعمق.
أشهر قليلة تفصل اللبنانيين عن الاستحقاق الانتخابي، فهل تنجح الثورة في إيصال مرشحيها وضبط إيقاع البلد على السيادة؟
وفي هذه المرحلة تبلورت الأمور وأصبح الصوت السيادي هو الأعلى على حساب الملف الاقتصادي وباقي الملفات كونه الأكثر أهمية وارتفعت الأصوات المطالبة برفع الاحتلال الايراني عن البلد.
أما عن النزول إلى الشارع والذي خف وهجه، فرأى بشير أن هذه المجموعات الثورية فهمت أن تعرضها أخيراً للاعتداءات القمعية والاضطهاد أدى إلى تغيير مسار عملها بالتالي ووجدت في الانتخابات النيابية المقبلة فرصة لايصال مطالبها من خلال رفع الصوت داخل قبة البرلمان وفضح المنظومة بشكل أكبر وأعمق.
أشهر قليلة تفصل اللبنانيين عن الاستحقاق الانتخابي، فهل تنجح الثورة في إيصال مرشحيها وضبط إيقاع البلد على السيادة؟