اعتاد الشّعب اللبناني غياب الدولة عن معظم القطاعات ومعظم المشاكل التي تطالهم، كذلك اعتادوا مرافقة الأزمات ليوميّاتهم في شتى الأوقات والفصول. مثلاً، مع قدوم فصل الخريف، بات اللبنانيّون على موعد دائم مع مشهد فياضان الطرقات لا سيّما عند الشتوة الأولى، حيث تتراكم الأمطار في مختلف الأراضي اللبنانية فتتحوّل الطرقات إلى بقع ومستنقعات تُغرق المواطنين بسياراتهم.
في مشهد شبه سنوي، تتحوّل نعمة الأمطار التي ينتظرها المواطنون إلى نقمة فتصبح تمامًا كالعقوبة، تذل وتقهر اللبنانيين.
والمضحك المبكي أنهم لا يلمسون تدخّل الأجهزة المعنيّة إلا بعد وقوع المشكلة، لتأتي فجأة معلنة الاستنفار في وقت تكون الكارثة قد طالت كل شيء، وهو ما يؤكّد استهتار وغياب الدولة عن حل مشاكل البلاد لا سيّما تلك المتعلقّة بالطرقات التي تتكرّر كل عام بسبب عدم معالجة مجاري تصريف مياه الأمطار.
وفي حديث لـ"جسور" قال مدير الأكاديمية اللبنانية الدولية للسلامة المرورية كامل ابراهيم، "إن دور وزارة الأشغال أساسي في مشهد فياضان الطرقات وغرق المواطنين، ولكن عدم وجود تنسيق بين الإدارات يؤثّر على أدائها والقيام بواجباتها."
وأكّد أن"وزارة الأشغال تتحمّل المسؤوليّة الكاملة لفياضان الطرقات كونها الوصية على الطرقات الأساسيّة والاتوستراد ولكنها لن تستطيع القيام بالمهام لوحدها فهي بحاجة للتنسيق والتنظيم بين وزارة الأشغال ووزارة الطاقة والبلديات، فهذا الحل هو الأبرز للتخلص من تلك المشكلة."
وإلى جانب سوء التنسيق بين الإدارات، علّق قائلاً "الأزمة الاقتصاديّة التي أطاحت بلبنان منعت الوزارة من القيام بمهامها كما يتوجّب."
وختم ابراهيم قائلاً "أعلنت الوزارة أنها قامت بتنظيف الطرقات ولكن رمي النفايات الشخصيّة على الطرقات هو وراء انسداد الأقنية فهناك مسؤولية فرديّة وراء الحفاظ على نظافة تلك الأقنية."