عشية الجلسة النيابية السابعة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، لا مؤشرات تلوح في الأفق توحي بانتخاب رئيس قريبا.
وفي عرض لواقع الستاتيكو القائم، يتمسك حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وبعض المستقلين بترشيح النائب ميشال معوض للرئاسة، فيما يدفع حزب الله ومعه حركة أمل باتجاه ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مع بروز بعض الاسماء في الجلسات الانتخابية من الصعب تحقيق التوافق عليها.
فهل الفرصة مؤاتية لشخصية غير فرنجية ومعوض تتوافق حولها المكونات السياسية؟
جهات سياسية عدة كررت نيتها دعم قائد الجيش للوصول الى الرئاسة في حال كانت حظوظه مرتفعة من أبرزها القوات اللبنانية. وتأتي الزيارة الاخيرة لمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا إلى قائد الجيش اللبناني لتثير الكثير من التساؤلات وهي لم تمرّ مرور الكرام ولو كان الاصرار متواصلاً على وضعها في الاطار الروتيني.
لبنان أسير التجاذبات السياسيّة
وفي وقت "لم يُعلن بشكل رسمي عن اللقاء من الفريقين" بحسب مدير مركز الإرتكاز الإعلامي، الصحافي سالم زهران في حديث لـ"جسور" لكن الحزب يتمسك كما دائماً بقاعدة ذهبية وهي جيش، شعب ومقاومة وهذا اللقاء ليس إلا واحداً في سلسلة طويلة جداً من اللقاءات".
وفي لبنان الذي لا يزال أسير التجاذبات السياسيّة، غارقًا في شغور رئاسي مطوّل شدد زهران على أن "النقاش الرئاسي لم يُفتح بعد".
فلماذا كشف النقاب عن هذا اللقاء بين عون وصفا دون سواه من اللقاءات في صلب البحث عن مخارج للازمة السياسية القائمة؟ وهل يكون قائد الجيش خياراً توافقياً يقبل به الحزب في حال لم يتحقق التوافق على اسم فرنجية؟
في هذا السياق، يشير زهران الى أن "التواصل بين حزب الله عبر مسؤول وحدة التنسيق والارتباط الحاج وفيق صفا بقيادة الجيش والعماد جوزيف عون متواصل والخطوط مفتوحة وحزب الله لديه مرشحه وهو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش لم يناقش إطلاقاً بالاستحقاق كمرشح.
النقاش الرئاسي لم يفتح بعد
وردًّا على سؤال عمّا إذا تمّ التطرق لموضوع الرئاسة خلال اللقاء، أشار الى أنه "من الطبيعي أن النقاش الأمني يتفرع للأمن السياسي، إلا أن هذا لا يعني على الاطلاق أن البحث بالشأن الرئاسي قد حصل" .
وإذا لم يتمكن فرنجية من الحصول على العدد المطلوب من الاصوات لانتخابه رئيسا للجمهورية، هل يدعم حزب الله قائد الجيش؟ يجيب زهران "من المبكر الحديث عن ذلك، وتقديري النقاش الرئاسي لم يفتح بعد ولا يزال الطريق طويل في الفراغ".
وعجز نواب البرلمان اللبناني عن انتخاب رئيس للبلاد بعد شغور كرسي الرئاسة منذ مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، في وقت تغرق فيه البلاد في انقسامات سياسية عقيمة وانهيار اقتصادي متماد صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم.
وفيما حدد رئيس البرلمان نبيه بري موعدا للجلسة السابعة الخميس في 24 نوفمبر / تشرين الثاني، فإن لا مؤشرات تلوح في الأفق توحي بانتخاب رئيس قريبا.