باتت شظايا إضراب هيئة "أوجيرو"، اليد التنفيذية لوزارة الاتصالات في لبنان، تتوالى تباعًا اذ توقف العمل في السنترالات في مناطق لبنانية عدة بينها بيروت والجنوب حيث خرجت عن الخدمة بالكامل وتوقفت الهواتف الأرضية، ناهيك عن شلل عمل المؤسسات التي تعتمد على التواصل مع الزبائن، وإعلان الصليب الأحمر اللبناني تعطل رقم الطوارئ المجاني 140 في الجنوب.
ورغم التحذيرات من توسّع رقعة انقطاع الاتصالات، إلا أن موظفي "أوجيرو" مصرّون على الاضراب المفتوح إلى حين تصحيح الأجور لجميع العاملين في القطاع بما يتناسب مع الوضع المعيشي الحالي.
فك الاضراب
وفي حديث خاص لـ"جسور"، أكد وزير الاتصالات اللبناني في حكومة تصريف الاعمال جوني القرم الى أنه "سيتم فك الاضراب منتصف الأسبوع المقبل وسيقدم حلول ملموسة لمطالب موظفي أوجيرو."
وأضاف "الاضراب حق دستوري، لكنني أعول على حرص نقابة هيئة موظفي "اوجيرو" على عدم شل حركة الاتصالات في البلاد والحفاظ على مصالح الشركات التي تعتمد بشكل كبير على قطاع الاتصالات."
وتابع "طلبات كل موظف في أوجيرو محقّة والمشكلة ليست مستعصية فهم لا يطالبون بدفع رواتبهم بالفريش أو وفق سعر صيرفة، لكن الحل يكمن في تأمين التمويل المخصّص لهذه الطلبات، مثل زيادة بدل النقل وتقديم مساعدات اجتماعية."
مطالب غير مستعصية
وكان القرم عقد اجتماعًا مع نقابة هيئة موظفي "اوجيرو"، أكد بعده الوزير وقوفه الى جانب الموظفين، والتماسه معاناتهم واحتياجاتهم لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يمرّون بها".
وأضاف وفق مكتبه الاعلامي: "أتفهّم مطالب النقابة وسأسعى لتحقيق مطالبها، لدي أمل كبير أننا سنصل الى نتيجة وفي الوقت نفسه لديّ همّ تسيير القطاع واستمراريته وقد طلبت من النقابة الا تتضرّر مصالح المواطنين من الاضراب وانا متأكد من حسّها الوطني في تلبية الدعوة".
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت النقابة تطالب برفع الرواتب لتكون على منصة صيرفة، قال: "موضوع صيرفة ليس مطروحًا، الموضوع أسهل وأبسط من ذلك، اذ إن هناك قوانين مرعية الاجراء موجودة انما لم تنفّذ ويجب أن تطبّق وأنا سأساعد على تنفيذها لا اكثر ولا اقل".
أهمية "أوجيرو"
ويبلغ متوسط رواتب موظفي أوجيرو 6 ملايين ليرة لاسيما وأن تكلفة معيشة أسرة صغيرة تبلغ بالحد الأدنى 20 مليون ليرة لتغطية الأساسيات فقط، إضافة الى أن كل ما كان يتمتّع به موظفو أوجيرو سابقًا من رواتب على مدار 13 أو 14 شهرًا في العام، إلى بدلات نقل وبدلات هاتف توقفت كلّيًا أو فقدت قيمتها.
وهنا أشار نقيب مستخدمي "أوجيرو" إيلي زيتوني في حديث لـ"جسور" الى أن "الشق الايجابي من هذا الاضراب هو أنه برهن للناس قيمة قطاع الاتصالات، فكانت أوجيرو تقدم خدماتها في الظروف كافة، ثورة وحروب وظروف اقتصادية رديئة، وهي الشريان الحيوي الذي يربط لبنان ببعضه وبالخارج."
وأوضح "نحن على دراية تامة بأن تصحيح الأجور لن يتم بين ليلة وضحاها لأن الرواتب والأجور تحدد بقانون الموازنة العام، وتصل مبالغ واضحة ومحددة عن العام، وأي مبلغ إضافة إلى ذلك يحتاج لاعتمادات إضافية، تقر في مجلس النواب، وبالتالي أي زيادة في الرواتب ما لم تتوفر الاعتمادات لا يمكن تقديمها".
إعادة هيكلة أوجيرو؟
ولفت زيتوني "ليس لدينا مطالب، لكننا نريد فقط تطبيق المراسيم والقرارات التي أقرت عن رئاسة الحكومة، ومنها بدل النقل، في أسرع وقت ممكن ومن دون أي مماطلة."
وأضاف "أن الاضراب مستمر كونه بات واضحًا أن هيئة "أوجيرو" مستثنية من كل الإجراءات الإصلاحية، فتارة يحسبوننا على القطاع العام، وتارة أخرى يحسبوننا على القطاع الخاص، وعندما أقروا سلسلة الرتب والرواتب في لبنان، لم يستفد منها موظفو "أوجيرو"، لا بل على العكس خسروا من رواتبهم نسب معينة، فيما استفاد كل موظفي القطاع العام، وبالتالي هم محتارين في نظرتهم لأوجيرو."
خارج الخدمة
من جهة أخرى، يتواصل إضراب موظفي شركتي الاتصالات الخلوية "إم تي سي" و"ألفا" منذ أيام، بسبب تدني قيمة رواتبهم..
وانقطعت خدمات الشركتين في منطقة الجنوب اللبناني من إنترنت واتصالات بسبب الأعطال الطارئة، كما أدى الإضراب إلى تعطل تسيير معاملات المستخدمين وسوء الخدمة.
وأوضحت الشركتان في بيان أن "هذا التوقف ناجم عن أعطال متفرقة في السنترالات الموجودة في بيروت وفي مختلف المناطق، كما أنه نتيجة لإضراب الموظفين في شركة أوجيرو، وهو يطال كل الشركات المزودة لخدمة الإنترنت في لبنان".
اضراب مفتوح
الإضراب المفتوح أعلنته نقابة موظفي هيئة أوجيرو، في كل القطاعات وأوقفت كل أعمال الصيانة والتشغيل من دون استثناء في كل مراكز الهيئة على الأراضي اللبنانية، بدءا من يوم الثلاثاء 30 أغسطس/آب إلى حين تصحيح الأجور.
ويشمل الإضراب جميع المستخدمين والمياومين والمتعاقدين والملحقين، ويبلغ عددهم نحو 2700 موظف، بعدما استقال مؤخرًا نحو 1400 مستخدم في الهيئة وقرابة 1600 من المياومين والمتعاقدين والموظفين.