اثر الأزمة الاقتصاديّة المستفحلة في لبنان، يعاني قطاع الصناعة و الانتاج الزراعي من صعوبات. فالكثير من الشركات اللبنانيّة أقفلت أبوابها أو باتت خارج البلاد.
وتمثّل مسألة عدم توفر الطاقة الكهربائية المشكلة الأبرز التي تعيق عملية الإنتاج الصناعي، تليها مسألة ارتفاع الرسوم الجمركية على المواد الأولية. أما بالنسبة إلى التسويق فالمشكلة في المنافسة الأجنبية في الداخل.
وقد أقيم جناح لبناني للمرة الثانية عشرة على التوالي في "معرض الغذاء الدولي" SIAL Paris الذي نُظّم في العاصمة الفرنسية. وهذه السنة، تولّت تنظيمه "جمعية التجارة العادلة" في لبنانFair Trade Lebanon بالتعاون مع جمعية الصناعيين اللبنانيين ALI ومؤسسة رينيه معوضRMF و"المعهد العالي للأعمال" في بيروت ESA Business School.
دعم الصادرات الغذائية
وهذا المعرض يعد الاكبر على الصعيد العالمي وشارك فيه 19 صناعياً لبنانياً.
يوفر المعرض الدعم لصادرات الغذائية اللبنانية كما يؤمن فرصة عقد لقاءات العمل وابرام الصفقات مع الاسواق والمطابخ العالمية.
وفي حديث لـ"جسور" "قال سمير عبد الملك" رئيس جمعية التجارة العادلة في لبنان التي نظمت الجناح اللبناني في معرض SIAL Paris "منذ تأسيس جمعيتنا Fair Trade Lebanon سنة ٢٠٠٦ ونحن نعمل على تشجيع الانتاج الزراعي لعدم تفريغ الريف من اهله، وتعزيز الصناعات الغذائية وتحسين نوعيتها لملاءمتها مع المواصفات العالمية القابلة للتصدير وتأمين مداخيل تكفي للعيش بكرامة."
وأضاف "وفي الوقت الراهن، وطوال سنوات الحرب، والازمة الوطنية غير المسبوقة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا واخلاقيا، بات للصناعة والزراعة اهمية قصوى في الاقتصاد الوطني اللبناني لاعادة التوازن مع قطاع الخدمات الذي كان يحوز على النسبة الاكبر من الاهتمام من المدخول القومي. وسقطت نظرية "شرايتو ولا تربايتو" واصبح للارض قيمة ليس للمضاربة العقارية وانما الانتاج عملا بقول جبران خليل جبران"ويلٌ لامة تأكل مما لا تزرع وتشرب مما لا تعصر"."
الجناح اللبناني
وفي هذا السياق، جاء تنظيم للجناح اللبناني في معرض SIAL PARIS 2022 و حضر هذا المعرض اكثر من عشرة الاف عارض من مئة دولة، ويعتبر من اكبر معارض المأكولات في العالم، وهذه السنة اخذ بعدا كبيرا لتوقفه للسنة الثالثة بسبب جائحة كورونا. انها مناسبة للعارضين اللبنانيين للتعرف على الابتكارات الجديدة، وعلى منتوجات متنوعة وجديدة، وعلى تجار وموزعين واصحاب مطاعم وفنادق مهتمين بشراء وتوزيع المعروضات اللبنانية مستفيدين من لشهرة المطبخ اللبناني عالميا.
فأكد عبد الملك أن جاءت النتيجة بحسب توقعات المشاركين، بحيث لاقت المنتوجات المعروضة اقبالا كبيرا، وجرى توقيع عقود مع بعضهم، وقدمت عروض لشركات توزيع ووعود بالشراء، ستستكمل جميعها حتى مراحلها النهائية.
و ختم قائلاً "ان مشاركة لبنان في جناح خاص وفي قاعة اساسية على مدخل معرض SIAL يعطي العارضين اللبنانيين فرصة عرض انتاجنا اللبناني المميز والذي يُصدّر الى العالم وفقا للمواصفات الصحية المطلوبة، كما يشكل انفتاحاً كبيراً لتوسيع اسواقنا الخارجية وتأمين مداخيل بالعملة الصعبة وبالتالي يوفر فرص عمل امام اجيالنا الشابة بحيث تبعد عنها فكرة الهجرة وتكرس وقتها وعلمها وابتكاراتها في خدمة اقتصادنا الوطني."