تتّجه أنظار الشّعب اللبناني اليوم السبت نحو لقاء هو الأول من نوعه منذ سنوات في دار الفتوى، يضم النوّاب السنّة على اختلاف انتماءاتهم السياسية، تحت عنوان "تعزيز الوحدة الإسلامية السنية والوطنية".
اللقاء المقرّر عقده بعد الظهر، دعا إليه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، لاقى ترحيبًا واسعًا من معظم المدعوين، باستثاء كل من النواب حليمة قعقور وابراهيم منيمنة.
وتأتي مبادرة دار الفتوى مع دخول لبنان مرحلة العد العكسي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وفي ظل التشرذم الواضح على الساحة السنية إثر خروج تيار المستقبل وزعيمه سعد الحريري من المعادلة السياسية، كذلك تزامنت مع حركة مكوكية لسفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، قبيل الاستحقاق الرئاسي، على مسؤولين لبنانيين تتلاقى توجهاتهم مع توجهاتها السياسية.
الأول من نوعه
قبيل انتهاء اللقاء في دار الفتوى وصدور البيان الختامي عن المجتمعين تواصلت "جسور" مع الصحافي زياد عيتاني الذي أكد أهمية الاجتماع قائلاً، "إنه أول لقاء جامع في دار الفتوى للنواب السنة منذ انتخاب المفتي محمد رشيد قباني عام 1994 وهدفه تأكيد دور الطائفة السنية الأساسي في المعادلة الوطنية باعتبار أن الوطن لا يقوم إلا على التوازن وعدم إلغاء أي طرف أساسي بنيوي في هذه المعادلة، خصوصًا وأن أطرافًا داخلية وخارجية عملت على تقويض وإلغاء الدور السني في هذه المعادلة منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005".
السنة تاريخ من الوطنية
ورفض عيناتي تحجيم اللقاء واعتباره دينيًا معيدًا التذكير بالدور الرائد لوجوه دينية سنية تعرّضت للاغتيال بسبب مواقفها الوطنية، "اغتيل المفتي حسن خالد لأنه رفض التدخل السوري العسكري وقصف ما كان يعرف بالمنطقة الشرقية حيث الأغلبية المسيحية، واغتيل الشيخ صبحي الصالح لأنه تحدث عن حالة توفيقية وطنية".
وإذ أكد عيتاني أن "السنّة اليوم يعيشون مرحلة جديدة انتقالية ونواب السنة هم حركة تغييرية في المجتمع السني"، أوضح أن لقاء دار الفتوى "لن يطالب بحقوق طائفية ولا بمناصب سياسية كما أنه لا يهدف إلى تجميع السنة".
بيان ختامي ونقاط ثلاث
وشرح في المقابل أن دور دار الفتوى الوطني ستترجمه المواضيع المطروحة على طاولة البحث اليوم كما يلفت عيتاني، مع تأكيده أن البيان الختامي سيحظى بإجماع جميع المشاركين ومن بينهم نواب سنة يمثلون حزب الله وحركة أمل، على أن يتضمن ثلاث نقاط أساسية:
"أولاً تأكيد اتفاق الطائف لأنه أصبح دستورًا، ثانيًا، تأكيد حرص الطائفة السنية على دور المؤسسات الرسمية لأن التاريخ أثبت أن السنة يضعفون عندما تضعف الدولة وعندما تقوى يصبحون أقوى، أما النقطة الثالثة ستعبر عن تأكيد الحاضرين ضرورة انتخاب رئيس توافقي ينجح في التواصل مع الداخل والخارج ولا يشكل تحد لأحد لإنقاذ لبنان سياسيًا واقتصاديًا".
كما لفت عيتاني إلى أن "دار الفتوى تنأى بنفسها عن الدخول في تفاصيل بورصة أسماء المرشّحين لرئاسة الجمهورية".
دور المملكة
وتعليقًا على حركة السفير بخاري أخيرًا أشار عيتاني إلى أن "المملكة العربية السعودية تعتبر خيمة لكل اللبنانيين، لكنها لا تطلب شيئًا من أحد ولا تفرض شيئًا على أحد، بل تصرح بما لديهما وتترك لمن يرغب في ملاقاتها".
وأضاف "المملكة مع لم شمل كافة الأفرقاء فكيف بالنسيج السني؟" مؤكدًا أنها "لم تمارس ضغوطات على النواب السنة ولم تطلب من أحد الحضور بل ترحب باجتماعهم وما سيصدر عنه".
وتابع قائلاً إن "السنّة متمسّكون بالمملكة لأنها قبلتهم، ونظرًا لوجود مصالح اقتصادية واجتماعية تربط لبنان بها" واعتبر بالتالي أن التخلّي عنها "ضرب من الغباء لكونها من أهم الدول المانحة للبنان".
سلاح حزب الله
سلاح حزب الله لن يكون بعيدًا من مواضيع البحث كما أوضح عيتاني لكنه "سيدخل ضمن الحديث عن الاستراتيجية الدفاعية" مشيرًا في هذا السياق "إلى حديث السيد حسن نصرالله الأخير حول استعداد الحزب لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية والاتفاق عليها".
وأردف "لا مطالبة سنّية بحرب لنزع سلاح حزب الله، بل هناك مطالبة سنية في مساعدة الدولة على استعادة دورها بتطبيق اتفاق الطائف والذهاب بشكل جدّي نحو الاتفاق بين جميع الأفرقاء على استراتيجية دفاعية".