بعد تسجيل مئات حالات "الكوليرا" في سوريا، تزداد المخاوف من تفشي هذا المرض في لبنان. لكن في الوقت الراهن، بؤرة الإنتشار لا تزال محصورة بمنطقة عكار شمال البلاد، وعدد الإصابات المثبتة فيه لا يتخطى أصابع اليد.
إلى ذلك، كشف الدكتور محمد خضرين، وهو مدير مستشفى الدكتور عبدالله الراسي الحكومي في حلبا- عكار، في حديث لـ"جسور"، أن "عدد المصابين بالكوليرا في عكار حتى الساعة هو 4، حالتهم مستقرة، وعوارضهم باتت أخف منذ دخولهم إلى المستشفى، والخطر على حياتهم قد زال".
وتابع: "يمكن السيطرة على انتشار هذا المرض إذا قامت السلطات والجهات المعنية والبلديات بدورها كما يجب".
توعية وتعقيم
من جهته، أكد رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور بلال عبدالله، في حديث لـ"جسور"، أننا "لانزال ننتظر نتئاج الفحوصات المخبرية لعشرات الحالات التي تعاني من عوارض "الكوليرا".
وقال: "سنشكل وسيلة دعم لتوعية الناس لحثهم على اتخاذ الإجراءات المناسبة، وسنتابع موضوع تعقيم الأماكن التي من الممكن أن يحصل فيها نقل للعدوى".
وتابع: "لكن من أبرز المشاكل التي نعانيها هي غياب الرقابة عن انتقال السوريين من وإلى لبنان، خصوصًا وان جميع المصابين حتى الآن هم من الجنسية السورية، والإصابة الأولى جاءت من سوريا"، مؤكدا أن "الجميع معرض للإصابة، حتى الملقحين".
وكانت وزارة الصحة السورية قد أعلنت في آخر إحصائية لها، تسجيل 40 حالة إصابة جديدة بمرض الكوليرا في البلاد، ليصل العدد الإجمالي للإصابات المثبتة إلى 692 حالة متوزعة في أغلب المحافظات.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، تحدث الإصابة بالكوليرا نتيجة تناول المياه أو الطعام الملوثين ببكتيريا الكوليرا.
وبينما تكون معظم الحالات خفيفة إلى متوسطة، فإن عدم علاج المرض قد يؤدي إلى الوفاة.
مياه سليمة
وزار وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، محطة مياه الشرب في طرابلس شمال البلاد، ورافقه رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور بلال عبدالله، والنائب الدكتور رامي فنج، ومسؤولون في الوزارة وممثلون عن منظمة الصحة العالمية.
ولفت الأبيض الى أن "المحطة عندها القدرة على تأمين مياه الشفة السليمة لطرابلس ومناطق الشمال، والمهم هو تأمين الكهرباء لتستطيع ضخ المياه، وإلا سيضطر المواطنون للبحث عن مصادر أخرى غير مضمونة".
وناشد الوزير الداعمين لسير عمل المؤسسات من يونيسيف وأمم متحدة "دعم أكبر بخاصة بهذا الظرف (الكوليرا)، فمع غياب المياه السليمة والنظيفة سيكون انتشار الوباء سريعًا"، موجهًا رسالة للمواطنين الذين لديهم آبار أن "يتعاونوا مع المصلحة أو البلديات لفحص مياهها في المختبرات، والتأكد من خلوها من الجراثيم"، وأشار إلى مبادرة لوزارة الصحة سيعلن عنها لاحقا لمساعدة المواطنين والتأكد من خلو الآبار من الجراثيم.
وبعد جولة على أحد مخيمات النازحين السوريين، زار الأبيض مستشفى الدكتور عبد الله الراسي الحكومي، واطلع على إصابات الكوليرا.
وفي وقت سابق، وزعت وزارة الصحة العامة بالتعاون مع اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية، منشورات تعرف فيها بمرض الكوليرا طرق الوقاية منه، أعراضه والعلاجات المناسبة له.
وأكدت هذه المنشورات أن مرض الكوليرا هي عدوى بكتيرية حادة تصيب المعدة وتنتقل عبر الايدي أو المياه او تناول الاطعمة الملوثة وتتسبب باسهال حاد وقيء قد يؤدي الى جفاف الجسم، أما الاعراض فهي: العطش، تقلص مرونة الجلد، تغور العينين، التعب أو الضعف الشديد، ودعت كل من يشعر بهذه الاعراض التوجه فورًا الى أقرب مستشفى او مركز رعاية صحية أولية.
وطلبت وزارة الصحة من المواطنين الراغبين بالإستفسار او بالحصول على المزيد من المعلومات الاتصال على الخط الساخن 1787.
وتنتج عدوى الكوليرا بسبب أحد أنواع البكتيريا، يسمى ضمة الكوليرا. والآثار المميتة للمرض هي نتيجة لسم تفرزه البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، ويتسبب هذا السم في إفراز الجسم لكميات هائلة من الماء، مما يؤدي إلى الإسهال وفقدان سريع للسوائل والأملاح (الكهارل).