فيما العالم يتابع بقلق أخبار المتحور الجديد لفيروس كورونا القادم من أفريقيا، يعيش لبنان بقلق بعد ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس وعدم القدرة على تأمين العلاج الكامل لهم في ظل أكبر أزمة اقتصادية يمر بها انعكست جنوناً في أسعار الأدوية، والكلفة الإستشفائية بالاضافة الى هجرة عدد كبير من الأطباء والممرّضين، وعدم جاهزية المستشفيات لاستقبال المصابين.
وعن واقع المستشفيات أكد نقيب المستشفيات الخاصة، الدكتور سليمان هارون، في حديث لـ"جسور"، أن "النقص بأعداد الأطباء والممرضين منع مستشفيات عديدة من فتح أقسام جديدة، ودفع مستشفيات أخرى لإقفال عدد من الأقسام".
ولفت إلى أن "التخوف من موجة جديدة لـ"كورونا" كبير، لأن معظم المستشفيات قد أقفلت الأقسام الخاصة بـ"كورونا" وإعادة فتحها يتطلّب عدداً كبيراً من الممرضين والأطباء، وقد هاجر جزء كبير منهم".
وبالتالي يقول هارون فالوضع الصحي والطبي في لبنان أصبح بغاية الصعوبة، بعد إرتفاع أسعار المستلزمات الطبية وغيرها فور رفع الدعم عنها، وتسعيرها بحسب سعر الصرف للدولار الاميركي، الأمر الذي ينعكس على فاتورة المريض المنهك".
هجرة الاطباء
أما نقيب الأطباء في لبنان، الدكتور شرف أبو شرف،فأشار في حديث لـ"جسور"، الى أن "الوضع الطبي في لبنان سيء للغاية، وهناك محاولات من الدولة للتخفيف عن المواطنين، وآخرها تأمين وزير الصحة اللبنانية د. فراس الأبيض الأدوية والمستلزمات الطبية، خصوصاً للأمراض المزمنة، في المستوصفات".
وقال أبو شرف: "هاجر بين 20% و25% من الأطباء، وللمحافظة على أصحاب الكفاءة الذين قرروا البقاء في لبنان، الدعم الخارجي ضروري، ومشروط بتأمين توافق سياسي في الداخل وتحقيق بعض الإصلاحات".
وأضاف: "الدولة فقيرة تماماً مثل المواطن، لذلك مساعدة الدول الغربية حاجة ماسّة، وإلّا فنحن بانتظار الأسوأ، خصوصاً في ظل ارتفاع أعداد إصابات كورونا".
زيادة مرتقبة
وكان مستشار وزير الصحة د. محمد حيدر، قد أبدى تخوّفاً من عودة انتشار الوباء في لبنان في حال عدم الالتزام بالاحتياطات والإجراءات الوقائية، مع استعادة الفيروس نشاطه عالمياً.
وأشار الى أن وزارة الصحة بدأت بخطواتٍ إستباقية وتوعوية لمواجهة زيادة مُرتقبة في أعداد الإصابات بفيروس "كورونا".
هذا وبدأت وزارة الصحة بإعطاء الجرعة الثالثة من لقاح "كورونا"، منذ ما يقارب الشهر والنصف، لمن هم فوق الستين عاماً وللعاملين في القطاع الصحي، مشجعاً على تلقيها لتعزيز المناعة وتفادياً للتعرّض لخطر الإصابة بمتحوّر جديد.