بعد سبع سنوات من الحروب الطاحنة بين الحوثيين والتحالف العسكري بقيادة السعودية أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ أن الهدنة بين طرفي النزاع في البلاد دخلت حيز التنفيذ لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدءًا من مساء السبت في الثاني من أبريل/نيسان الحالي.
وتنفيذاً لاتفاق الهدنة، أوقفت الأطراف المتحاربة جميع العمليات العسكرية الهجومية براً وجواً وبحراً، وتم التوافق بشأن شحنات الوقود ومطار صنعاء.
وفي موازاة المشهد الجديد، شهد اليمن تغييراً جذرياً في الحكم، إذ فاجأ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الشعب اليمني فجر الخميس في السابع من إبريل/نيسان الحالي، بنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي، كما أعفى نائبه علي محسن الأحمر من منصبه.
التغيير جاء إثر مشاورات يمنية - يمنية أجريت في الرياض لمدة 10 أيام، برعاية الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وانتهت الخميس بالاتفاق على أولوية الحل السياسي في اليمن، ودعوة جميع الأطراف للتفاوض، في حين تباينت مواقف الأطراف اليمنية إزاء تشكيل مجلس قيادة رئاسي.
واستقبل اليمنيون الهدنة بحذر وترقب كونها المرة الأولى منذ عام 2016 التي تتفق فيها الأطراف المتحاربة على وقف القتال على مستوى البلاد، أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس فرحب بها وتمنى تمديدها كي تتيح إطلاق عملية سياسية لسلام دائم.
دعاة سلام
عقيد ركن التوجيه المعنوي والإعلام اليمني عبدالله الحميقاني أكد لـ"جسور" ان "الشعب اليمني يتمنى أن تستمر الهدنة وأن يعم السلام عموم اليمن" لكنه أشار إلى وجود عقبة تحول دون ذلك كاشفاً أن "الميليشيات الحوثية استمرت في خرق الهدنة مئات المرات في الأيام السابقة".
ولفت الحميقاني إلى أن "الحرب التي شنت على أبناء اليمن من قبل الميليشيات الحوثية الموالية لإيران ليس للمملكة العربية السعودية يد فيها"، معتبراً أنها "كانت مستهدفة أحياناً من خلال الاعتداءات بالصواريخ البالستية والطائرات المفخخة".
كما أعلن أنهم "دعاة سلام" موجهاً سهامه نحو الحوثيين قائلاً "مؤتمر الرياض التشاوري الذي دعي إليه عموم أبناء اليمن من قبل دول مجلس التعاون الخليجي لاقاه الجميع ما عدا مكون واحد رافض للسلام" على حد قوله "وهو الميليشيات الحوثية".
فرض السلام بالقوة
رغم عدم مشاركة الحوثيين إلا أن الحميقاني يرى أن "المشاورات في الرياض نجحت" وأن "أركان المجلس الرئاسي الثمانية هم أعمدة الجيش والمقاومة والشعب" مؤكداً أن "الجبهة الإعلامية العريضة سوف تكون إلى جانبهم لتدعمهم".
وحول الهدنة واستمرارها تابع "بالتالي إن ارتأى الحوثيون التوقف عن سفك دماء أبناء اليمن فذلك جل ما نسعى إليه أما وإن رفضوا فسنفرض السلام بالقوة العسكرية التي توحدت خلف قيادة واحدة وهو ما كان ينشده أبناء اليمن".
وعلق على نجاح المشاورات في الرياض بالقول إنها جاءت "تلبية لرغبة أبناء اليمن الذين يعانون الويلات من قبل الحوثيين".
وكانت المعارك المستمرة منذ سبع سنوات في اليمن أودت بحياة مئات الآلاف من المواطنين ودفعت بالملايين إلى شفا المجاعة في بلد يعتبر منذ فترة طويلة أفقر دولة في العالم العربي.