عادت التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت بعد غياب قسري عن المشهد الداخلي اللبناني الى صلب المتابعة وذلك بتطور لافت من شأنه أن يشكل نقطة تحول مهمة في مسار معرفة الحقيقة .
فقد أعلنت الشرطة التشيلية عن اعتقال برتغالي مطلوب بموجب مذكرة توقيف غيابية صادرة عن المحقق العدلي اللبناني طارق البيطار في ملف انفجار مرفأ بيروت.
القضاء التشيلي اعتقل البرتغالي خورخي موريرا البالغ من العمر 43 عاماً لدى وصوله إلى المطار الدولي في العاصمة التشيلية سنتياغو على متن طائرة آتية من إسبانيا، لكنّ السلطات التشيلية منعته من دخول البلاد وأعادته على الفور على متن طائرة أخرى إلى مدريد بالتنسيق مع الإنتربول لأنه مطلوب بشبهة إدخاله "مواد متفجرة" إلى لبنان مرتبطة بالانفجار الهائل الذي دمّر العاصمة اللبنانية بيروت صيف 2020.
تعليق التحقيق
وتعليقا على هذا التطور، أشار مصدر قضائي مطلع على التحقيقات في قضية انفجار المرفأ لـ"جسور" الى أن "توقيف موريرا يحرك المياه الراكدة في جريمة المرفأ لكن المشكلة تكمن في وضع المحقق العدلي طارق البيطار الذي كُفت يده عن التحقيق، ولا يمكنه في حال توقيف البرتغالي أن يرسل ملفاً عنه إلى السلطات الإسبانية فيه المبررات والمعطيات والأدلة التي استند إليها لإصدار مذكرة التوقيف، كما أنه لا يمكن للنيابة العامة في لبنان أن تقوم بذلك بدلاً من القاضي البيطار لأنه غير مخولة بذلك".
وعن هذه القضية، غرد الصحافي اللبناني جان عزيز عبر تويتر، كاتبا: "احفظوا هالإسم: #خورخي_موريرا أول متورط فعلياً بجريمة #٤_آب و #انفجار_مرفأ_بيروت هوي الموظف اللي طلب شحنة النترات للموزامبيق يعني راس الخيط للملف الأسود توقف مبارح بالتشيلي المهم هلق #لبنان يستردو من اسبانيا والأهم إنو يضل طيب وبيبقى إنو مافيا السلطة تترك #القاضي_بيطار يحقق معو".
واستطرد المصدر القضائي في اتصال مع "جسور"، سائلا:" لماذا أعادت السلطات التشيلية المعتقل إلى إسبانيا بدلا من إيقافه لديها وتسليمه للإنتربول، باعتبار أنه مطلوبٌ وهناك مذكرة توقيف بحقه؟". كما أوضح المصدر القضائي أنه" لا توجد اتفاقية لاسترداد مطلوبين بين لبنان واسبانيا، في هذه الحال يجري التخاطب مع اسبانبا بالاستناد الى مبدأي التعامل بالمثل والتعاون الدولي لاسترداد المطلوبين".
تورط خوروخي
ووفقاً لصحيفة Jornal de Noticias البرتغالية، عمل خورخي موريرا حتى عام 2016 في مصنع للمتفجرات بموزمبيق. وبصفته موظفاً في الشركة، قدّم طلب شراء شحنة من نيترات الأمونيوم كان من المقرر نقلها من جورجيا إلى موزمبيق ولكن انتهى الأمر بتخزينها في مرفأ بيروت.
وبحسب الصحيفة البرتغالية، لم تستجب محكمة استئناف بورتو في يونيو/حزيران 2021، لطلب التسليم الذي أرسله لبنان إلى البرتغال، إذ لم يقدم لبنان جميع المستندات اللازمة خلال المهل المطلوبة.
ومطلع عام 2021، أصدر الإنتربول إشارات حمراء بحق ثلاثة أشخاص، روسيَّان وبرتغالي، وهم رجل الاعمال الروسي وصاحب سفينة "روسوس" ناقلة شحنة نترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت إيغور غريشوشكين، وقبطان السفينة الروسي بوريس بروكوشيو،إلى جانب تاجر النترات البرتغالي خورخي موريرا الذي كان قد خضع للتحقيق أمام القضاء البرتغالي من دون أن يُصار إلى توقيفه.
انفجار مرفأ بيروت
وأدّى الانفجار بمرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020 إلى مقتل 214 شخصاً على الأقلّ وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، كما ألحق دماراً واسعاً بالعاصمة بيروت.
وتبيّن أنّ عدداً من المسؤولين اللبنانيين من مستويات عدّة سياسية وأمنية وقضائية، كانوا على دراية بمخاطر تخزين هذه المواد لكنّهم لم يحرّكوا ساكناً.
ويتهم أهالي الضحايا ومنظمات غير حكومية مسؤولين لبنانيين بالممطالة بالتحقيق في قضية المرفأ، تجنّباً لمحاكمة عدد منهم بتهمة الإهمال الجنائي.