في معظم المجتمعات حول العالم يكون الطفل العنصر الأهم بين الفئات العمريّة وتعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان، حيث تتكون خلالها شخصيته وتنمو قدراته وإمكاناته، بحسب ما يتوفر له من رعاية وإشباع لاحتياجاته الجسدية والعقلية والنفسية والاجتماعية. ولكن من جهة أخرى تغزو بعض المجتمعات ظاهرة خطيرة يتم من خلالها استغلال الأطفال بأشكال عمل مختلفة بما يحرم الأطفال من طفولتهم، ويعيق قدرتهم على الذهاب إلى المدرسة، ويخلف آثارا ضارة عقلياً أو جسدياً أو اجتماعياً أو معنوياً.
ظاهرة عمالة الأطفال موجودة عبر التاريخ وشهدتها البشرية بقوّة مع ظهور الثورة الصناعيّة في أوروبا نظراً لكثافة التصنيع والتطور السريع وتدني أجور الأطفال.
الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، يُسلط في حديث لـ"جسور"، الضوء على تداعيات ظاهرة عمالة الأطفال وخطورتها على الصعيد الإجتماعي ويلفت بدايةً إلى أن " المقصود بعمالة الأطفال هم الأطفال ما دون الـ16 سنة الذين يذهبون إلى العمل بدل المدرسة."
أسباب عمالة الأطفال
وعن أعدادهم في لبنان مثلا قال "أعدادهم غير محددة ولكن مرتفعة جدّاً فالرقم المتداول هو 150 ألف طفل يعمل على الأراضي اللبنانيّة من الجنسيّة اللبنانيّة والسوريّة والفلسطينية. فالأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة التي يمرّ بها لبنان كانت سبباً رئيسيا وراء إرتفاع تلك الأرقام، بالإضافة إلى الجهل والفقر، فعندما يصبح هناك تراجع بالدخل تكون هناك حاجة لليد العاملة لتأمين دخل الأسرة وبالتالي يقع الخيار على الأطفال. وعندما يبتعد الطفل عن التعليم ويتوجه للعمل، يؤدي ذلك إلى الحد من نمّوه الفكري".
خطة متكاملة
وبالحديث عن حل للحد من تلك الظاهرة قال "يجب أن يكون هناك خطة متكاملة تبدأ بتعزيز التعليم وتوفير فرص للتعليم المجاني بالإضافة إلى تشديد العقوبات على عمالة الأطفال وتوعية الأهل على مخاطر تلك الظاهرة وأضرارها المستقبليّة إقتصاديّاً، نفسيّاً وعلميّاً."