في إطار استكمال المشاورات اللبنانية بشأن الصيغة الوزارية التي يؤمل أن تبصر النور قبل الإستحقاق الرئاسي، عقد الرئيس اللبناني ميشال عون والرئيس المُكلَّف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي لقاءهما الرابع في قصر بعبدا الجمهوري قبل ظهر الأربعاء.
لكن ميقاتي غادر قصر بعبدا من دون الإدلاء بأي تصريحٍ، الأمر الذي أكد عدم وصول المشاورات بينه وبين الرئيس عون إلى أي نتيجة حاسمة.
وفي وقت يصرّ فيه ميقاتي على الفصل بين الرئيس عون وصهره رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، تزداد وتيرة الخلافات بين الفريقين على مستوى الوزارات. فبعد الخلاف حول وزارتي الطاقة والإقتصاد اللتين يتمسّك بهما فريق رئيس الجمهورية، برز خلاف على مستوى وزارة المهجرين من بوابة ملف اللاجئين السوريين.
إلا أنه بحسب محللين، لم يكن متوقعاً أن يتصاعد الدخان الأبيض من الاجتماع الرابع بالرغم من اتفاق الطرفين على استمرار الحوار، وذلك لأن الخلافات حول التركيبة الحكومية والحصص متراكمة.
لا حكومة
وبحسب المحلل السياسي اللبناني جوني منيّر، فإنه "لا حكومة في الوقت الحالي، لأن فريق رئيس الجمهورية وباسيل لن يتنازلا عن الثلث المعطل زائدا واحدا فيها، والرئيس ميقاتي لن يعطيه أكثر من 10 وزراء، وبالتالي الخلاف الأساسي هو حول موضوع الثلث المعطل".
كما أشار في حديث لـ"جسور"، إلى أن "باسيل لن يتنازل عن مطالبه، لأن الحكومة لا تعني له إن لم يحصل على الثلث المعطل فيها"، لافتاً إلى أنه "ربما يطالب فيما بعد بحصول فريقه على وزارة الداخلية أيضاً".
أما عن احتمال بقاء الرئيس عون في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته، فقال منيّر، "برأيي أن رئيس الجمهورية لن يبقى ساعة واحدة في القصر بعد 31 أكتوبر/ تشرين الأول، لأنه غير قادر على تحمل الملامة الدولية وما يرافقها من عقوبات، وكل الكلام عن بقائه على كرسيه، هو نوع من التهويل والضغط".
عون يبيت في الرابية؟
وكانت قد أشارت معلومات صحافية الى أنّ عائلة الرئيس ميشال عون بدأت ترتيبات العودة الى الرابية، حيث ستقيم في منزلٍ مجاور لمقرّ إقامته السابق، كان شُيّد أثناء الولاية الرئاسيّة. وتشمل هذه الترتيبات نقل بعض الحاجيّات الخاصّة وتجهيز المنزل الجديد، بالإضافة الى ترتيباتٍ أمنيّة تُتّخذ بالتنسيق مع الجيش اللبناني ومديريّة أمن الدولة.
وفي هذا الاطار علمت “جسور” أن رئيس الجمهورية يبيت بعض لياليه هذه الايام في منزله الجديد في الرابية الذي يؤمنه الحرس الجمهوري وليس في القصر الجمهوري في بعبدا.
وعُقِد اللقاء الثالث بين عون وميقاتي الأربعاء الماضي، وذلك بعد انقطاع لأكثر من شهرٍ عن اللقاءات في ظل الخلافات الحادة على التشكيلة الوزارية التي يرفضها رئيس الجمهورية منذ أن قدّمها له ميقاتي في 23 يونيو/ حزيران الماضي.
ويعتبر عون وفريقه السياسي أن الرئيس المُكلَّف تقصّد تقديم صيغة مرفوضة سلفاً لما تحتويه من استفزازات وتحدٍّ على صعيد بعض الحقائب الوزارية، على رأسها الطاقة التي يتمسك بها الرئيس اللبناني.