التطورات في ملف الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل اتخذت منحًى خطيرًا في الإيام القليلة الماضية، بحيث أراد الجانبان التهديد عسكريًا كورقة تفاوضيّة في مسار المحادثات عشية وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتين الى بيروت.
فبعد التهديد غير الرسمي من حزب الله اللبناني، أتى الرّد الإسرائيلي من العيار الثقيل. وفي حين أن بعض التسريبات أشارت الى أن "ديل" قد عُقد منذ أشهر، تواصلت "جسور" مع العميد اللبناني المتقاعد ناجي ملاعب الذي تحدث عن اجماع لبناني رسمي على الخط المتعرّج تحت الأرض وحقل قانا والخط 23.
اجماع رسمي
أوضح العميد المتقاعد ناجي ملاعب في حديث لـ"جسور" أنه "حين يتبنّى رئيس الجمهورية (اللبنانية ميشال عون) تعديل المرسوم 6433 يعني ذلك أن المفاوضات قد فشلت، إنما أحد لم يُعلن عن فشلها بعد"، آملا في أن "يحصل لبنان على الخط المتعرّج تحت الأرض في قانا كاملًا والخط 23 ويبدو أن هناك إجماعا لبنانيا رسميا على هذه المطالبة وإذا لم يتمّ ذلك يعني أننا ذاهبون الى تعديل المرسوم والذهاب الى الأمم المتحدة". وقال: "انا لا أقيم أهمية كبيرة للتهويل العسكري سواء من العدو الإسرائيلي أم من حزب الله لأن ما يجري في أوكرانيا يمنع أي انفجار عسكري بأي مكان طالما أن القتال بين الجبّارين مشتعل بين القوى العظمى في أوكرانيا".
ويشير ملاعب الى أن "التهويل العسكري خطير وعندما أعلن نصر الله (الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله) أن هذه الباخرة يجب أن تُغادر وهدّدها بمنع الإنتاج، ردّ الإسرائيلي بما هو أقسى كلاميًّا لكن طالما هناك وسيط أميركي فلا مجال للتهديد حاليًّا وكل ذلك مرهون بما ستؤول اليه المفاوضات مستقبلًا.
قانا مقابل كاريش؟
يعتبر ملاعب أنه "كان للوسيط الأميركي دور مهم جدًّا بعد فشل المفاوضات بجولاتها الخمس ولكن يبدو وكأنه حاول تسويق النظرية الإسرائيلية والوفد اللبناني كان قد دخل المفاوضات باعتبار الخط الرسمي هو الخط 29 ولكن بعدما تنازل عن هذا الخط يبدو أنه بموجب تداول مع الوسيط الأميركي ممكن أن يكون وُعد لبنان بشيء ما اي أن يكون هناك اتفاق ضمني على العمل على تحرير المكامن تحت المياه وليس فوقها أي لا الخط 23 ولا الخط 29 ولكن خط متعرّج يحرّر خط حقل قانا مقابل تحرير حقل "كاريش." ويضيف:"هذا الموضوع لم يُجب عليه المفاوض الأميركي، وما سُرّب عن لسانه أن حقل كاريش هو للإسرائيليّين وحقل قانا موضوع تفاوض. ويعتبر أن: "موضوع التفاوض مع الإسرائيلي هو موضوع صعب جدًا وإذا لم يُحسم الوضع اليوم نحن ذاهبون الى فتح باب تفاوضي جديد وبالتالي تأجيل الأزمة مستقبلًا”. ويضيف: "بالمقابل، إذا تابعت الباخرة عملها في كاريش فنحن أمام مشكلة كبيرة وليس بالضرورة أن يكون التصعيد عسكريا إنما بالذهاب الى الأمم المتحدة وتعديل المرسوم 6433 فتبنّي الخط 29 يعطينا بابا جديدا للحصول على حقّنا من دون الدخول في تصعيد عسكري."