لا يخلو لبنان من المصائب والأزمات يومياً فكيف إذا تدخل بعض مكوناته في الحرب الروسية على أوكرانيا؟ وفي الوقت الذي أعلنت فيه الدولة اللبنانية الحياد في المواضيع الخارجية و"النأي بالنفس"، يبقى "حزب الله" شأناً آخراً. فالحزب غالباً ما يتحدّى الدولة وأرض الوطن بقرارات منفردة ويزجّ لبنان في أتون صراعات هو بغنى عنها.
فقد أعلنت هيئة الأركان للقوات المسلحة الأوكرانية الأسبوع الماضي ان روسيا استعانت بنحو ألف مقاتل من سوريا وحزب الله اللبناني، للزج بهم في المدن الأوكرانية. وفي آخر التطورات، نشرت احدى القنوات الإخبارية الخميس معلومات مفصّلة عن مستندات موقعة من حزب الله تؤكد انخراط عناصره بالقتال في أوكرانيا وعن صفقة بين "حزب الله" وميليشيات "فاغنر" الروسية للقتال في أوكرانيا وأن موافقته على القتال في أوكرانيا تأتي مقابل أسلحة.
المواجهة مع الحزب
وللوقوف عند هذه المعلومات، يقول الصحافي اللبناني عماد مرمل في حديث لـ"جسور": "ليس صحيحا بتاتاً والامين العام (أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله) نفى شخصياً وبحزم هذا الأمر"، ويضيف: "لو كان هناك شيئ من هذا القبيل لكان الحزب قد تفادى التعليق على الاقل." ويعتبر مرمل أن "ما يُروّج لا يستند الى اي وقائع مثبّتة بل يندرج بالدرجة الأولى في إطار المواجهة مع الحزب".
"حزب الله" لا يقرّر؟
يقول العميد المتقاعد ناجي ملاعب في حديث لـ"جسور": "عمليا حزب الله لديه قيادة مرتبط بها وحتى لو كان يريد أن يُقاتل ويرسل عناصر الى سوريا وأي عملية يقوم بها في الخارج فهو فرع من الحرس الثوري الإيراني"، ويعتبر ان "ارسال عناصر من الحزب الى خارج لبنان والى أوكرانيا مكان الصراع المحتدم بين روسيا والناتو، ليس بقرار يمكن لـ"حزب الله" أن يتخذه من دون العودة الى الحرس الثوري الإيراني".
المفاوضات على الساخن
ويشير الى أنه فيما خص الحرس الثوري "ننتظر ما يحدث في فيينا لتلبية مطالب ايران وتأخر اعلان النتائج هو بشكل واضح بسبب الطلب الايراني سحب الحرس الثوري الايراني من لائحة الإرهاب وهذا نقاش يدور الآن ، لذلك لن تُقدم ايران على عمل من هذا النوع وما زالت تنتظر جوابا ايجابيا في هذا الخصوص." ويقول ملاعب: "لا أعتقد أن أي عنصر سوف يرسل بانتظار المفاوضات، واذا تعقّدت المفاوضات ولم توافق الولايات المتحدة على سحب اسم الحرس الثوري من لائحة الإرهاب ممكن ارسالهم عناصر لأن ايران عودتنا ان تبدأ التفاوض على الساخن وليس على البارد". ويختم: "اذا الموضوع ليس حزب الله إنما حرس الثوري الإيراني".
200 عنصر وصفقة سلاح
وكشفت إحدى القنوات الإخبارية معلومات مفصّلة وخاصة عن مستندات موقعة من "حزب الله" تؤكد انخراط عناصره بالقتال في أوكرانيا وعن صفقة بين الحزب وميليشيات "فاغنر" الروسية للقتال في أوكرانيا وأن موافقته على القتال في أوكرانيا تأتي مقابل أسلحة من شركة "ألماز أنتي" الروسية. وتضيف أن "200 عنصر من "حزب الله" سيصلون أوكرانيا في 29 مارس/آذار للقتال مع روسيا وحُدّد مكتب بالقصير لتسجيل أسماء العناصر الراغبين بالقتال وسيُنقلون من مطار دمشق الى مطار "غومل" البيلاوسي ومنه لأوكرانيا". وتشير الى أن القيادي في حزب الله "أسعد حمية" يُشرف على مكتب بالقصير للقتال بأوكرانيا وقيادي الوحدة الأمنية بحزب الله "ناجي حسن الشرتوني" عراب الصفقة".
1000 مقاتل
وكانت هيئة الأركان للقوات المسلحة الأوكرانية قد أعلنت ان روسيا استعانت بنحو ألف مقاتل من سوريا وحزب الله اللبناني للزج بهم في المدن الأوكرانية. وذكرت هيئة الأركان في بيانها إنه "وفقًا للمعلومات المتاحة، أخد الروس بالفعل 1000 متطوع من ممثلي ما يسمى بجيش بشار الأسد وحزب الله". وزعمت الهيئة أن "الشرط الرئيسي للمقاتلين الأجانب هو تجربة القتال في المدينة".