تصدّر وسم #حمد مواقع التواصل الاجتماعي في العراق في الفترة الماضية، وتخطى إجمالي المشاركة في "الترند" 10 ملايين مشاركة، خلال 24 ساعة.
في معنى الوسم وأسباب تداوله وانتشاره على نطاق واسع، يبدو أنه شخصية افتراضية واسم وهمي أطلقه الناشطون عبر مواقع التواصل، في رسالة مبطنة لنقد السياسيين من دون الإفصاح عن اسم الشخص الذي يتمّ نقده تجنباً للمشاكل. ويأتي الوسم في إطار المواقف الاجتماعية التي تعبّر عن المعارضة السياسية.
وفي هذا السياق، يقول الصحافي العراقي، هشام وسيم، لـ"جسور"، إنها "ظاهرة تؤسس لعقل جمعي يجر صمت الناس الى مساحته، فعندما يفقد الفرد قدرته على اتخاذ موقف من أمر معين، يلجأ إلى الآخرين بحثاً عن مؤشرات تساعده في قراره".
وأضاف "عندما ننصاع لتفسير الآخرين لموقف غامض على اعتبار أنهم أكثر صواباً مما قد نختاره بأنفسنا، فإن الأمر يدفعنا إلى تحديد ردة فعلنا وهو من تأثيرات التواصل الاجتماعي المعلوماتي".
في المقابل يؤكد المدون العراقي، صباح حكيم، في حديث لـ"جسور"، أن شيوع هذه الظاهرة يُشير إلى "المعارضة السياسية والتعبير عن عدم الرضا عن سياسات الهيئة الحاكمة، وقد يتخذ هذا التعبير أشكالًا من الاختلاف إلى العصيان المدني أو حتى استخدام العنف".
من هو حمد؟
ربط البعض استخدام اسم حمد، بالقصيدة المشهروة للشاعر العراقي مظفر النواب، بعنوان "للريل وحمد "، التي تروي قصة لوعة وهجر وحرمان، وفيها خطاب موجّه إلى المحبوب "حمد" الذي فارقته حبيبته (الأنثى) كرها لتخلّفه عن موعده.
وفي جميع الأحوال، فإن استخدام اسم "حمد" تخفياً في توجيه النقد عبر مواقع التواصل، جاء للدلالة على المعارضة من الأغلبية الصامتة في البلد، من باب التهكم المقبول لفظياً الذي لا يحتاج للتجاوز والإشارة المباشرة إلى أسماء الشخصيات التي يتمّ انتقادها.
وجرى استخدامه عبر تدوين الأبيات الشعرية أو الجمل المبطنة والوجدانية لحالات مجتمعية، في طريقة اعتراض على الأداء السياسي لفرد أو مجموعة أو تيار أو حزب.
ورأت الأغلبية المُشاركة في الوسم، أن التخفي بمصطلح "حمد " سيعطيها الحرية ويحميها من الإقصاء أو الملاحقة القانونية أو العشائرية، في دلالة على أن كثيرين يودون التعبير بحريّة إنما يخافون من مشاهد القتل والاغتيال أو الملاحقات على اختلافها. كما أن انتهاز فرصة التدوين عبر مواقع التواصل يبيّن أن الرافضين للصراع السياسي في البلاد كثر، لا سيّما بين فئة الشباب، هذا إذا استثنينا الحسابات الوهمية التي تحاول دوماً خرق أي محاولة "نظيفة" للتعبير.