ترقب يسود الساحة السياسية اللبنانية بانتظار القرار الحاسم لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري بشأن خوضه الاستحقاق الانتخابي من عدمه والمرتقب الاثنين المقبل.
القرار بالعزوف كان شبه متوقع، إذ سبقته تسريبات أكدت مضي رئيس تيار المستقبل في هذا الاتجاه لاعتبارات عديدة قد يكشف عنها في موقفه الرسمي يوم الإثنين المقبل.
بعض التسريبات ، أشار إلى أن قرار الحريري سببه عدم وجود حليف مسيحي قوي له وذلك بعد ابتعاده عن التيار الوطني الحر الذي تشارك وإياه أصوات الناخبين في الدورة الماضية وإثر انفصاله نهائياً عن الحليف السابق حزب القوات اللبنانية.
غياب البديل السني
ومع انتقال الزعامة من رئيس الوزراء الاسبق الشهيد رفيق الحريري إلى ابنه سعد، بعد عملية الإغتيال التي أودت بحياته، لم يعرف الشارع السني زعامات أخرى. إلا أن شخصيات سنيّة عديدة برزت في الآونة الأخيرة على رأسها شقيق الحريري البكر بهاء الحريري وفؤاد مخزومي ابن بيروت، وأشرف ريفي شمالا في محاولة لفرض معادلة سنية جديدة، كما أن بعض التسريبات يشير إلى سيرهما باتجاه عقد تحالفات جدية مع أطراف لبنانية أخرى غير موالية لحزب الله من دون أن تسجّل أي بلورة حتى الآن.
معادلة مختلفة
نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إيلي الفرزلي وفي حديث لـ"جسور" أوضح أن "المعادلة السياسية الجديدة في الشارع السني ستكون مختلفة تماماً مع غياب الحريري الزعيم السني القوي" و"الساحة السنية باتت اليوم متاحة للجميع لكن البديل السني عن الحريري غير متوفر" .
وجزم قائلاً: "لن يتمكن أحد من ملء الفراغ الذي سيتركه سعد الحريري" على الرغم من محاولات شخصيات سنيّة عديدة خلق حيثية سياسية لها إلا أنها لا تملك قوة الحريري السياسية" .
ولفت الفرزلي إلى أن "التخبط بدا واضحاً لدى أنصار تيار المستقبل لإيمانهم بأن لا بديل عن زعيمهم وأن اعتكافه سيؤدي إلى فراغ كبير في الساحة السنية" .
وأضاف أن "الشارع السني يشعر بالإحباط والحزن العميق" غير أن "تعاطفه مع زعيمه ازداد بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى اتخاذه الخيار الأخير".
"لا أعلم"
وعن مصير الانتخابات النيابية في ظل عدم عودة الحريري عن قراره، بدا السياسي المخضرم غير راغب في حسم مصير السباق الانتخابي وجاء جوابه مقتضباً : "لا أعلم".
الانتخابات النيابية المقبلة والمزمع إجراؤها في أيار المقبل مصيرها تشوبه الضبابية الا انها في حال حصلت ستكون مصيرية لتبدأ معها حقبة سياسية جديدة.