لم يُعجب موقف وزارة الخارجية اللبنانية من الحرب الروسية على أوكرانيا حزب الله، إذ اعتبر أنه لا يعبر عن موقف الشعب اللبناني ولا عن موقف الدولة. فقد أدانت الوزارة اللبنانية ما سمته "اجتياح الأراضي الأوكرانية"، في حين رأى البعض أن موقفاً كهذا يحتاج إلى إجماع من مجلس الوزراء اللبناني. هذا الاختلاف بالآراء من الملفات الحساسة يتكرر في لبنان، بين الأحزاب من جهة والمواقف الرسمية للدولة من جهة ثانية، وهو ما يفسّر ضعف القرار الرسمي الموحد.
فقد رأى النائب عن "حزب الله" حسن فضل الله، خلال لقاء حواري، أن "ما صدر عن وزارة الخارجية اللبنانية حول ما يحصل بين روسيا وأوكرانيا لا يعبر عن موقف الشعب اللبناني، ولا عن موقف الدولة اللبنانية، لأن هذه الدولة لها مؤسسات لم تناقش مثل هذا الموقف، فهو لم يصدر عن مجلس الوزراء ولم يناقشه".
وأشار إلى أنه "بحسب الدستور، فإن من يعبر عن الموقف الرسمي هو الحكومة، ولكن وجدنا هناك من يخرق هذا الالتزام ويطلق موقف عبر وزارة الخارجية اللبنانية يحشر أنفه في صراع دولي وعالمي، كي يبيعه من خلال بيان صيغ بمفرداته ولغته بما هو مغاير عن أغلب مواقف الدول العربية، علما أننا لم نقرأ بأغلب المواقف العربية موقفا مشابه لموقف الخارجية اللبنانية الذي فيه إدانة واستنكار ودعوة معينة وما إلى هنالك، إلى درجة ظننا أنفسنا أننا أصبحنا بدولة عضو في الحلف الأطلسي، وكأن لبنان دولة معنية مباشرة بهذه الحرب التي لها تداعياتها وأسبابها ونتائجها الكبيرة على المستوى العالمي".
وفي السياق، رأى محللون أن تصريح فضل الله هو سياسي بامتياز، وأن موقف وزارة الخارجية اللبنانية يمثل موقف لبنان، دولة وشعباً.
تهميش الوزير
أشار المحلل السياسي اللبناني أسعد بشارة، في حديث لـ"جسور"، إلى أنه "لا يحق لأحد اعتبار أن موقف وزارة الخارجية لا يمثّل جميع اللبنانيين والدولة، ورأي حزب الله بأن هذا الموضوع يجب أن يصدر عن مجلس الوزراء ربما يكون فيه نقاش، ولكن عندما تصدر وزارة الخارجية موقفاً معيّناً، فهو حتماً يعبّر عن موقف لبنان".
ولفت إلى أنه "من الواضح أن وزير الخارجية عبدالله بوحبيب لديه غطاء من قبل مرجعيته أي رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون لكي يطلق هذا الموقف القريب جدّاً من موقف الغرب (الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية)، لكن السؤال هو، هل سيستمر هذا الغطاء له أم انه سيترك وحيداً؟".
وقال بشارة: "ما صدر عن وزارة الخارجية هو "عكس السير" بالنسبة لحزب الله الذي يريد أن يضع لبنان في محور معيّن، بالتالي أتوقع المزيد من الهجوم على وزير الخارجية لإفراغ الموقف الصدار من مضمونه وللقول أن حزب الله من يحدد السياسة الخارجية، كما أتوقع الإلتفاف على موقف الوزير وأن يتم تهميشه والضغط عليه لإطلاق موقف مغاير".
وختم بالقول: "في حال ثبتت الدولة على هذا الموقف، سيكون لبنان بالحد الأدنى يلعب دوره الطبيعي، أي دولة منسجمة داخل المجتمع الدولي وتستطيع أن تصدر مواقف بمعزل عن أن بلادها مختطفة من محور معين".
تحريض أميركي
وكان النائب فضل الله، قد تساءل قائلا: "لماذا لم ينتظروا جلسة مجلس الوزراء ليناقشوا هذا الأمر ويستمعوا إلى الآراء والمواقف؟ وبدأنا نرى أن هناك جهات كثيرة تتبرأ منه، لأن مجلس الوزراء لم يكن لديه علم به"، مضيفا: "مثل هذه المواقف الرسمية لن ترضي من يطلبون رضاهم، فهم يريقون ماء وجههم في بيع مواقف لن يحصلوا في مقابلها على شيء، فلم يأكلوا الخبز، ولم يحافظوا على كرامتهم، ولم يجديهم نفعا بيع المواقف، ولن يحصلوا من هذا الانبطاح إلا على هدر كرامتهم وماء وجههم".
وأكمل نائب "حزب الله": "البعض في لبنان لا يزال يراهن على أوهام التبني والدعم الأميركي، ولم يتعلم من كل التجارب الماضية، وعليه، فإننا ننصح هؤلاء رغم أنهم في موقع الخصومة السياسية لنا، بأن يتابعوا ما يجري في أوكرانيا، ويطلعوا على حقيقة الموقف الأميركي وموقف الحلف الأطلسي وموقف الدول الأوروبية، وأن يستمعوا إلى استجداء الرئيس الأوكراني لهؤلاء الذين حرضوه ودفعوه إلى هذا الخيار، ثم تركوه يواجه مصيره، وتخلوا عنه، لأن الإدارة الأميركية تمارس سياسة التحريض وترفع سلاح العقوبات، بينما الرئيس الأميركي، جو بايدن، يقول إنه لن نقاتل عن أحد، ويترك المراهنين عليه ويتفرج عليهم، وهذا ما فعلوه تماما في لبنان".
واستطرد: "الذين يراهنون ويتوهمون في لبنان أنهم يستطيعون أن يستندوا إلى الدعم الأميركي لإحداث تغيير سياسي، إنما يعيشون في أضعاث أحلام، فأميركا قد تتخلى عنهم في أي لحظة، وبالتالي فإننا ندعوهم لأن يعودوا إلى لبنانيتهم وانتمائهم الوطني، وإلى شركائهم في الوطن، وأن لا يراهنوا مرة أخرى على الإدارة الأميركية، وحتى هذه الجمعيات التي تفرخها هذه الإدارة في لبنان من أجل أن تخوض الانتخابات، لن تستطيع أن تحقق ما تصبو إليه".
وختم البرلماني اللبناني بالقول: "ما يحصل في بلدنا اليوم هو تحريض أميركي للبنانيين بعضهم ضد بعض، ومحاولة استغلال الوضع الاقتصادي والمالي والدخول عليه من خلال الحصار كي تحقق الإدارة الأميركية مكاسب سياسية، وعندما لا تحصل على ما تريده من الانتخابات النيابية، تغير موقفها وتبيع جماعتها كما فعلت في أوكرانيا".
وكانت وزارة الخارجية قد دانت في بيان صدر عنها الخميس الماضي، ما سمته "اجتياح الأراضي الأوكرانية"، ودعت روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فورا.
فقد رأى النائب عن "حزب الله" حسن فضل الله، خلال لقاء حواري، أن "ما صدر عن وزارة الخارجية اللبنانية حول ما يحصل بين روسيا وأوكرانيا لا يعبر عن موقف الشعب اللبناني، ولا عن موقف الدولة اللبنانية، لأن هذه الدولة لها مؤسسات لم تناقش مثل هذا الموقف، فهو لم يصدر عن مجلس الوزراء ولم يناقشه".
وأشار إلى أنه "بحسب الدستور، فإن من يعبر عن الموقف الرسمي هو الحكومة، ولكن وجدنا هناك من يخرق هذا الالتزام ويطلق موقف عبر وزارة الخارجية اللبنانية يحشر أنفه في صراع دولي وعالمي، كي يبيعه من خلال بيان صيغ بمفرداته ولغته بما هو مغاير عن أغلب مواقف الدول العربية، علما أننا لم نقرأ بأغلب المواقف العربية موقفا مشابه لموقف الخارجية اللبنانية الذي فيه إدانة واستنكار ودعوة معينة وما إلى هنالك، إلى درجة ظننا أنفسنا أننا أصبحنا بدولة عضو في الحلف الأطلسي، وكأن لبنان دولة معنية مباشرة بهذه الحرب التي لها تداعياتها وأسبابها ونتائجها الكبيرة على المستوى العالمي".
وفي السياق، رأى محللون أن تصريح فضل الله هو سياسي بامتياز، وأن موقف وزارة الخارجية اللبنانية يمثل موقف لبنان، دولة وشعباً.
تهميش الوزير
أشار المحلل السياسي اللبناني أسعد بشارة، في حديث لـ"جسور"، إلى أنه "لا يحق لأحد اعتبار أن موقف وزارة الخارجية لا يمثّل جميع اللبنانيين والدولة، ورأي حزب الله بأن هذا الموضوع يجب أن يصدر عن مجلس الوزراء ربما يكون فيه نقاش، ولكن عندما تصدر وزارة الخارجية موقفاً معيّناً، فهو حتماً يعبّر عن موقف لبنان".
ولفت إلى أنه "من الواضح أن وزير الخارجية عبدالله بوحبيب لديه غطاء من قبل مرجعيته أي رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون لكي يطلق هذا الموقف القريب جدّاً من موقف الغرب (الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية)، لكن السؤال هو، هل سيستمر هذا الغطاء له أم انه سيترك وحيداً؟".
وقال بشارة: "ما صدر عن وزارة الخارجية هو "عكس السير" بالنسبة لحزب الله الذي يريد أن يضع لبنان في محور معيّن، بالتالي أتوقع المزيد من الهجوم على وزير الخارجية لإفراغ الموقف الصدار من مضمونه وللقول أن حزب الله من يحدد السياسة الخارجية، كما أتوقع الإلتفاف على موقف الوزير وأن يتم تهميشه والضغط عليه لإطلاق موقف مغاير".
وختم بالقول: "في حال ثبتت الدولة على هذا الموقف، سيكون لبنان بالحد الأدنى يلعب دوره الطبيعي، أي دولة منسجمة داخل المجتمع الدولي وتستطيع أن تصدر مواقف بمعزل عن أن بلادها مختطفة من محور معين".
تحريض أميركي
وكان النائب فضل الله، قد تساءل قائلا: "لماذا لم ينتظروا جلسة مجلس الوزراء ليناقشوا هذا الأمر ويستمعوا إلى الآراء والمواقف؟ وبدأنا نرى أن هناك جهات كثيرة تتبرأ منه، لأن مجلس الوزراء لم يكن لديه علم به"، مضيفا: "مثل هذه المواقف الرسمية لن ترضي من يطلبون رضاهم، فهم يريقون ماء وجههم في بيع مواقف لن يحصلوا في مقابلها على شيء، فلم يأكلوا الخبز، ولم يحافظوا على كرامتهم، ولم يجديهم نفعا بيع المواقف، ولن يحصلوا من هذا الانبطاح إلا على هدر كرامتهم وماء وجههم".
وأكمل نائب "حزب الله": "البعض في لبنان لا يزال يراهن على أوهام التبني والدعم الأميركي، ولم يتعلم من كل التجارب الماضية، وعليه، فإننا ننصح هؤلاء رغم أنهم في موقع الخصومة السياسية لنا، بأن يتابعوا ما يجري في أوكرانيا، ويطلعوا على حقيقة الموقف الأميركي وموقف الحلف الأطلسي وموقف الدول الأوروبية، وأن يستمعوا إلى استجداء الرئيس الأوكراني لهؤلاء الذين حرضوه ودفعوه إلى هذا الخيار، ثم تركوه يواجه مصيره، وتخلوا عنه، لأن الإدارة الأميركية تمارس سياسة التحريض وترفع سلاح العقوبات، بينما الرئيس الأميركي، جو بايدن، يقول إنه لن نقاتل عن أحد، ويترك المراهنين عليه ويتفرج عليهم، وهذا ما فعلوه تماما في لبنان".
واستطرد: "الذين يراهنون ويتوهمون في لبنان أنهم يستطيعون أن يستندوا إلى الدعم الأميركي لإحداث تغيير سياسي، إنما يعيشون في أضعاث أحلام، فأميركا قد تتخلى عنهم في أي لحظة، وبالتالي فإننا ندعوهم لأن يعودوا إلى لبنانيتهم وانتمائهم الوطني، وإلى شركائهم في الوطن، وأن لا يراهنوا مرة أخرى على الإدارة الأميركية، وحتى هذه الجمعيات التي تفرخها هذه الإدارة في لبنان من أجل أن تخوض الانتخابات، لن تستطيع أن تحقق ما تصبو إليه".
وختم البرلماني اللبناني بالقول: "ما يحصل في بلدنا اليوم هو تحريض أميركي للبنانيين بعضهم ضد بعض، ومحاولة استغلال الوضع الاقتصادي والمالي والدخول عليه من خلال الحصار كي تحقق الإدارة الأميركية مكاسب سياسية، وعندما لا تحصل على ما تريده من الانتخابات النيابية، تغير موقفها وتبيع جماعتها كما فعلت في أوكرانيا".
وكانت وزارة الخارجية قد دانت في بيان صدر عنها الخميس الماضي، ما سمته "اجتياح الأراضي الأوكرانية"، ودعت روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فورا.