بعدما أثارت رواية "ميرا" للكاتب الأردني قاسم توفيق سخط ناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي وامتعاضهم لتضمّنها إيحاءات جنسية اعتبرها مغردون أنها تخدش الحياء، قرّرت وزارة الثقافة الأردنية سحبها.
وقال الأمين العام للوزارة بالوكالة، مدير برنامج مكتبة الأسرة أحمد راشد، في بيان "تقرّر سحب رواية "ميرا" للكاتب الأردني قاسم توفيق، والصّادرة عن دار نشر أردنية منذ ثلاث سنوات، وأعيد نشرها ضمن برنامج مكتبة الأسرة لهذا العام".
وأوضح أن "الرواية سُحِبت من معارض القراءة للجميع في مختلف مراكز التوزيع في المملكة نتيجة لملاحظات وردت من بعض زوار مراكز البيع".
وأكد راشد أن "الوزارة بصدد إعادة تقييم الرواية للوقوف على المسوّغات النقدية التي وجهت لها".
أنظمة حرّة
وفي هذا الإطار، رأى الصحافي زياد عيتاني، أن "جميع البلدان، حتى تلك التي نتغنى بحريّتها وديمقراطيتها، تفرض قوانين معينة على مواطنيها تختلف من دولة إلى أخرى".
وقال في حديث لـ"جسور"، إنه "من حق كل دولة أن تضع القوانين التي تناسبها، وتمنع المنشور أو الكتاب الذي تراه غير مناسب، كما من حق الكاتب أن يصنع المنشور الذي يريده، خصوصًا وان نشره لا يتوقف على دولة أو سلطة معينة".
وتابع، "الأفكار لها جوانح تتنقل حيث تشاء، وبالتالي اعتبار ان ما حصل هو قمع يتعلّق إما بالترويج للكتاب أو للسلطة أو لمن يواجه السلطة، فكل إنسان حر وكل الأنظمة حرّة، وجميعنا ولدنا أحرارا".
تغريدات وانتقادات
وتناقل كثيرون صورًا من صفحات الرواية عبر تطبيق "واتساب" فيها وصف لتصرفات وحركات جنسية بالتفصيل ولأجساد عارية. كما تصدر وسم #رواية_ميرا موقع "تويتر".
وأبرز ما جاء من تغريدات وانتقادات حول هذه الرواية:
"انتهى عصر المثلية الجنسية وبدأ عصر البيدوفيليا. هذه رواية مدعومة من وزارة الثقافة الاردنية فالاردن يتجه باتجاه العالم الغربي أم سقط سهوا لكن أي رقابة على الكتب والروايات واذا افترضنا أن الوزارة سحبت الرواية من الأسواق فل هذا "الخطأ"
"هذه ليست رواية انما لغة شوارع للأسف وتباع بمبلغ زهيد 0.35 قرش"
"لا يكفي سحب الروايات المفسدة من السوق.. لا بد من سحب من أقرها من الوزارة"
"الدين الأخلاق والقيم خطوط حمراء وليست "فئران تجارب" نجرب فيها السموم الأخلاقية والفكرية."
أحداث "ميرا"
وتجري أحداث رواية "ميرا" في تسعينات القرن الماضي بين العاصمة الأردنية عمان ومدينة نوفي ساد في يوغسلافيا السابقة، حين سافر الشاب الأردني رعد من أجل الدراسة ليتعرّف هناك على الممرّضة ميرا.
وتروي القصة علاقة حب قوية قبل أن يتزوجا وينجبا شادي ورجاء. ومع اندلاع الحرب الأهلية في يوغوسلافيا في يونيو/حزيران 1992، يقرّر الزوجان التوجّه إلى عمان.
لكن بعد سنوات، يقدم شادي الذي كان تطوّع مع جيش صربيا ضد البوسنة، قبل انتقاله إلى منزل والديه في عمان بدوره، على طعن أمه بسكين المطبخ بعد أن سمع رجالا يصفونها بالمومس.
"رواية مشؤومة"
وكان مجلس النواب الأردني قد قرّر بعد جلسة شهدت مداخلات نواب معترضين على الرواية، "إحالة" الرواية إلى لجنة التوجيه الوطني النيابية مكلّفين إياها "التحقيق وتقديم التوصيات حول ما جاء في الرواية".
وقال النائب ينال فريحات في مداخلته أمام مجلس النواب، "هذه الرواية أساءت للأسرة الأردنية والقيم الأخلاقية في الدولة الأردنية"، و"يجب محاسبة كل من أجاز طباعة وتداول تلك الرواية المشؤومة المسماة ميرا ومن أجاز وجودها في مشروع مكتبة الأسرة".
وأضاف "في وقت تضحّي أجهزتنا الأمنية بأرواح أفرادها حتى يحموا شبابنا من المخدرات، تقوم وزارة الثقافة بعمل أخطر من خلال مخدرات ومفسدات أخلاقية تنشرها بين أبنائنا وأجيالنا".
ومن جهته، دعا رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة الأربعاء وزيرة الثقافة هيفاء النجار إلى "سحب جميع الأعمال التي لا تتوافق مع قيم المجتمع الأردني وعاداته وتقاليده، ومبادئ الأمَّة وقيمها".
وصدر للروائي قاسم توفيق (68 عاما) أكثر من 20 كتابًا بين الرواية والمجموعات القصصية، وهو حاصل على جائزة كتارا العالمية.