عاد الحديث عن التحالفات العسكرية في المنطقة مع إعلان ملك الأردن، عبد الله الثاني، تأييده إنشاء حلف "ناتو شرق أوسطي" على غرار حلف شمال الأطلسي "مع الدول التي لديها التفكير نفسه"، مشترطاً أن تكون رؤية هذا التحالف العسكري "واضحة جداً، ودوره يجب أن يكون محدّداً بشكل جيد.
وفتح إعلان الملك الباب واسعاً أمام تساؤلات وتحليلات عديدة، تطاول توقيت الإعلان عن فكرة تشكيل الحلف، وعمّا إذا كان ممكناً ترجمتها على أرض الواقع، وما أهدافه العسكرية والاستراتيجية، ومن هي الدول التي ستنضم إليه، وهل سيكون بمثابة حلف "ناتو عربي" يضم دولاً عربية فقط، أم "ناتو شرق أوسطي" تنخرط فيه إسرائيل إلى جانب دول عربية؟ وللإجابة على هذه التساؤلات استضافت منصة "جسور" عبر مساحات "تويتر" Twitter Spaces نقاشا بعنوان: "ناتو شرق أوسطي" هل ينجح؟ أدارته الزميلة كريستال شقير بو جبرايل حيث شارك فيه الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور زيد محمد النوايسة، وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس، الدكتور خطار أبو دياب، والخبير الأمني والعسكري، اللواء ماجد القيسي، فضلا عن الخبير في الشؤون الدولية، رضوان قاسم.
مواجهة إيران
وتحدث الخبير الأمني والعسكري، اللواء ماجد القيسي، قائلا:" الحديث عن هذا الموضوع هو فكرة إسرائيلية بعد الاجتماع الثلاثي الذي ضمّ بعض الدول العربية والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل"، موضحا "أن الغاية من إنشاء "ناتو شرق أوسطي" مواجهة إيران وتدخلاتها في الإقليم".
وتابع القيسي: "لا اعتقد ان هذا الحلف سيبصر النور لأسباب كثيرة بسبب التقاطعات السياسية"، والدول العربية لا ترغب بهكذا تحالفات على حساب أمنها واستقرارها بل هي ترى انه يجب ان تكون هناك منظومة إقليمية حقيقة تشترك فيها الدول وتحترم سيادة كل الدول".
وتساءل القيسي قائلا: "اذا كان هناك "ناتو شرق اوسطي" لماذا لا يفعّل مثلا ميثاق الدفاع العربي المشترك الموجود على رفوف الجامعة العربية منذ فترة طويلة"؟.
هل ينشأ الناتو؟
أما أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس، الدكتور خطار أبو دياب، فرأى من جانبه، أن هناك مساع لترتيبات مشتركة، مشيرا إلى أنّ البعض يتكلم عن ترتيبات مشتركة في الدفاع الجوي مثلا أو في تبادل خبرات.
وأوضح أبو دياب أن المسألة لن تصل إلى مستوى الناتو أو إلى مستوى النوع من حلف عسكري، وقال: "لا اعتقد إمكانية قيام تحالفات عسكرية ربما ترتيبات تنطلق من قواعد معينة لكن هذا يتوقف على جدية واشنطن."
وأشار أبو دياب إلى أنّه في لعبة المخاض الدولي الدائر حاليا، كل دولة تبحث عن مصالحها لذلك أصبحت قضايانا الإقليمية تفصيل امام المجابهة العالمية الكبرى ومن هنا إمكانية التموضع الواضح ليست بهذه السهولة وإمكانية الخضوع للضغوط سيكون هناك ضغوط من هذا الطرف أو ذاك لكن يجب ان يكون المقياس او المعيار المصلحة الوطنية العليا لكل بلد، مؤكدا عدم نشوء هذا الناتو في ظل هكذا أوضاع.