اتصل رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون بالشخصيات التي جرت العادة أن تشارك في الحوار (رؤساء الأحزاب والكتل النيابية) لدعوتهم إلى لقاءات ثنائية قبل الدعوة إلى الحوار الوطني للتشاور معهم وبحث الفكرة من حيث المبدأ قبل اتخاذ القرار النهائي.
وكان عون دعا إلى حوار عاجل من أجل التفاهم على ثلاث مسائل والعمل على إقرارها لاحقاً وهي اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة والاستراتيجية الدفاعية وخطة التعافي المالي.
ضربة لعون؟
في السياق، يعتبر الصحافي، الكاتب السياسي جوني منير في حديث لـ"جسور" أن اعتذار الرئيس سعد الحريري (رئيس تيار المستقبل) عن عدم تلبية الدعوة للحوار الوطني يشكّل ضربة للرئيس عون تحديداً من تيار المستقبل بغياب الحضور السني في جلسات الحوار، موضحاً أن جواب الحريري ربما يأتي بسياق الخصومة ما بين الجانبين عقب انقطاع التواصل بينهما لاعتبار الحريري أن رئيس الجمهورية كان سببا في إفشاله.
ويرجح منير ان حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل يعتبران ضمناً ان هدف الحوار ليس إلا لتعويم رئيس الجمهورية سياسياً وتعويم النائب جبران باسيل قبل الإنتخابات. ويقول: "من الصعب انعقاد هذا الحوار وإن حصل لن يصل إلى غايته - أي التعويم- بل بالعكس هذا الغياب الأساسي سيظهر بأن لا التفاف حول رئيس الجمهورية"، ويضيف: "هذا الحوار بجميع الأحوال لن يؤدي إلى أي نتائج وهو لن يكون إلا للصورة."
ويرجح منير ان حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل يعتبران ضمناً ان هدف الحوار ليس إلا لتعويم رئيس الجمهورية سياسياً وتعويم النائب جبران باسيل قبل الإنتخابات. ويقول: "من الصعب انعقاد هذا الحوار وإن حصل لن يصل إلى غايته - أي التعويم- بل بالعكس هذا الغياب الأساسي سيظهر بأن لا التفاف حول رئيس الجمهورية"، ويضيف: "هذا الحوار بجميع الأحوال لن يؤدي إلى أي نتائج وهو لن يكون إلا للصورة."
حوار للصورة؟
وردا على سؤال عن إمكان اجتماع الفرقاء المختلفين على كل القضايا الداخلية والمعرقلين للقضايا الأساسية في البلاد، أكد منير استحالة الموضوع وكرّر سؤاله عن هدف هذا الحوار وقال: "إن كان هدفه الصورة فقط، فستكون منقوصة. وإن كانت غايته القضايا الداخلية فلدينا شهران فقط والجميع في صلب الحملات الإنتخابية (للإنتخابات النيابية المقررة في أيار/ مايو المقبل) والفرقاء مرشحون في وجه بعضهم بعضا"، معتبراً ان "المطلوب منهم إذا شيء آخر وهو التقاط الصورة فقط والتي ستكون منقوصة بغياب تيار المستقبل والقوات اللبنانية"، ويضيف أنه لا هدف فعليا وجدّيا للحوار ولا وضوح بموضوع المشاكل الداخلية لحلّ العوائق وهناك مسائل كثيرة لم يتم التطرق اليها".
حوارات ثنائية
ولفت منير إلى أن البديل عن هذا الحوار يكون بدعوة الرئيس عون إلى الحوارات الثنائية الأسبوع المقبل، وقال: "دعاهم الأسبوع المقبل للقائه لإعادة الحيوية لدوره كما كان يحاول منذ فترة فهو (الرئيس عون) استدرك بأنه في آخر عهده ولديه استحقاقات كبيرة كالإستحقاق النيابي والإستحقاق الرئاسي والذي يبدو جليا أنه يحاول أن يؤمن ومنذ وقت الجو لايصال وريثه السياسي جبران باسيل للرئاسة".
من سيلبّي الدعوة؟
وكان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي قد لفت إلى أنّه "في إطار دعوة الرّئيس عون للحوار الوطني، طَلب منّي الاجتماع، وأدليت برأيي ووضعته عنده، وهناك استكمال للحديث". فيما رفض تيار المستقبل تلبية الدعوة وقد أبلغ الحريري الرئيس اعتذاره عن عدم المشاركة، "لأن أي حوار على هذا المستوى يجب أن يحصل بعد الانتخابات النيابية". وتشير المعلومات إلى أن موقف "حزب القوات اللبنانية" لن يكون مختلفاً عن موقف الحريري والقوات لن تلبي الدعوة للحوار لأن الأولوية الآن هي الذهاب للانتخابات النيابية. كذلك أجرى عون اتصالاً برئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ودعاه للحوار، الذي رحب بهذه الدعوة مبدئياً، ولكن "يجب الأخذ بالاعتبار مواقف الأطراف الأخرى في حال قررت المقاطعة."