أخيراً، وصل رئيس الوفد الأميركي للمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين إلى لبنان معلناً إطلاق جولة مفاوضات جديدة بالتزامن مع موقف أميركي واضح وصريح "إتفاق على الحدود البحرية يمكنه أن يخلق فرصة تشتدّ الحاجة إليها لتحقيق الإزدهار لمستقبل لبنان".
وبعد أربع جولات من المفاوضات غير المباشرة بين لبنان واسرائيل، برعاية الولايات المتحدة والأمم المتحدة، بهدف "ترسيم الحدود البرية والبحرية"، تبقى العين على مصير المفاوضات التي توقفت عند طرح الوفد اللبناني خط 29 بدلا من خط 23 والذي يُعرف بخط هوف.
لقاءات الوسيط الاميركي
استهل الموفد الاميركي لقاءاته في بيروت بلقاء قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة، بحضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا، وتناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية. وأكد العماد عون لهوكشتاين أن المؤسسة العسكرية هي مع أي قرار تتخذه السلطة السياسية في هذا الشأن.
وما إن انتهى اللقاء حتى نشرت السفارة الأميركية في لبنان عبر حسابها على تويتر تغريدة أكّدت فيها أن "الإتفاق على الحدود البحرية يمكنه أن يخلق فرصة تشتدّ الحاجة إليها لتحقيق الإزدهار لمستقبل لبنان"، مشيرة إلى أنه "حيث هناك إرادة هناك وسيلة"، وتحدثت عن لقاء مثمر بين كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة العالمي آموس هوكستين وقائد الجيش جوزيف عون".
الموفد الأميركي واصل جولته وعقد لقاءات مع كبار القادة السياسيين اللبنانيين ترافقه السفيرة الأميركية دوروثي شيا .
تمسّك بالحق والثروة البحرية
وكان قد أودع لبنان الأمم المتحدة رسالة بواسطة المندوبة الدائمة في الأمم المتحدة، السفيرة أمل مدللي، في 28 يناير/كانون الثاني الماضي إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أكّد فيها تمسكه بحقوقه وثروته البحرية.
الرسالة أكدت تمسك بيروت بما طرحه الوفد اللبناني المفاوض بشأن الحدود" الجنوبية، لافتاً إلى أنّ "الرسالة ترفض الاعتراض الإسرائيلي على إطلاق دورة التراخيص في البلوك رقم 9 الحدودي".
وقد استبقت الرسالة بأيام قليلة موعد وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين.
استجرار غاز وكهرباء
وتأتي زيارة المبعوث الأميركي المرتقبة إلى لبنان عقب إعلان واشنطن استثناء لبنان من عقوبات "قانون قيصر"، تسهيلاً لاستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن عبر سوريا.
وكان وزراء الطاقة والنفط في لبنان والأردن ومصر وسوريا اتفقوا مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، على "خريطة طريق" لإمداد لبنان بالكهرباء، لحل أزمة طاقة يعاني منها منذ شهور.
وفي 13 يناير/ كانون الثاني الجاري، أعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب أن المسؤولين الأميركيين جددوا التأكيد على دعمهم استجرار الغاز والكهرباء إلى لبنان"، مضيفاً أن "الأمريكيين أبلغوه استثناء لبنان من القيود التي يضعها قانون قيصر (عقوبات تفرضها واشنطن على النظام السوري)، حيث تم ذلك عبر المسؤولين المصريين".
وتعد أزمة الطاقة والوقود إحدى أبرز تداعيات الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان منذ أواخر 2019، وتنعكس انقطاعاً في التيار الكهربائي عن المنازل والمؤسسات لساعات طويلة يوميا.