في ظل توتر شديد تشهده إيران بسبب التظاهرات اليومية التي اندلعت منذ وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني منتصف سبتمبر/ أيلول بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، استهدف قصف صاروخي إيراني مقار أحزاب كردية إيرانية معارضة في قضاء كويسنجق التابع لمحافظة أربيل في شمال العراق، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة ثمانية على الأقل.
وبحسب المحلل السياسي العراقي داود الحلفي، "من المتوقع أن تُنفذ عمليات مماثلة نتيجة التظاهرات المندلعة في إيران، والتي يشارك فيها أكراد إيرانيون بشكل فاعل وقوي، ويطالبون بنيل الحكم الذاتي والاستقلال وإعطاء الحرية الكاملة للإيرانيين".
وقال الحلفي في حديث لـ"جسور"، "أعتقد أن القصف الإيراني على مقار أحزاب كردية إيرانية معارضة سيبقى مستمرّاً طالما التظاهرات قائمة، وطالما هناك دعم وتمويل لأكراد إيران من قبل أكراد العراق لتأمين الغذاء وإنجاز الترتيبات الفنية واللوجستية، ورسم الخطط وتجهيز ثكنات عسكرية في بعض المناطق، إلا أنه ليس لدى الأكراد، إن كان في العراق أو في إيران، القدرة على مواجهة النظام الإيراني وقوة طهران العسكرية والإقتصادية".
وتابع: "ستستمر المناوشات بين الطرفين، وسيتواصل هجوم الشارع الإيراني على السلطات الإيرانية ومن ثم الرد بالقصف العسكري على شمال العراق لأنها تعتبر مناطق ثوار الأكراد".
وأضاف الحلفي: "لكن أعتقد أن كردستان العراق سيلجأ إلى مجلس الأمن باعتبار أن ما جرى هو قصف لحدود بلد آمن ومستقل ولديه الأهلية الكاملة في الأمم المتحدة والجامعة العربية. كما أنه لا يمكن قصف المقار من دون مبررات أو إعلام الحكومات المحلية والمركزية، الأمر الذي قد يكون من المبررات والمسوغات للتدخل ومنع إيران من تكرار أعمالها التي تسيء إلى حسن الجوار والتعامل بالطرق الديبلوماسية والقانونية".
خطط غامضة
واتهمت الشرطة التركية شابة تحمل الجنسية السورية بوضع القنبلة التي أدّى تفجيرها إلى مقتل ستة أشخاص الأحد في اسطنبول. وقالت إن الشابة اعترفت بأنها تصرّفت "بأمر من حزب العمال الكردستاني".
وذكرت تقارير أن الشابة تُدعى إلهام البشير ودخلت بطريقة غير شرعية إلى تركيا، مرورًا ببلدة عفرين شمال شرقي سوريا التي يسيطر عليها جنود أتراك وسوريون. وأوضحت الشرطة أنّ المتّهمة تلقّت تعليمات في كوباني شمال شرقي سوريا.
إلّا أن حزب العمال الكردستاني نفى أن يكون لديه أي دور في الانفجار. وقالت المجموعة التي تعتبرها تركيا "إرهابية"، في بيان نشرته وكالة فرات للأنباء "شعبنا والأشخاص الديمقراطيون يعلمون عن كثب أننا لسنا على صلة بهذا الحادث وأننا لن نستهدف مدنيين بشكل مباشر وأننا لا نقبل أعمالًا تستهدف مدنيين".
واتهمت المجموعة المسلحة الكردية الحكومة التركية بامتلاك "خطط غامضة" وبـ"إظهار كوباني كهدف".
وقال المتحدث باسم الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني زاكروس هيوا، "ليس لدينا أي علاقة بالانفجار الذي وقع في اسطنبول ولسنا مسؤولين عنه".
بدورها، نفت قوات سوريا الديمقراطية، على رأسها الوحدات الكردية، أي علاقة بتفجير إسطنبول.
ضربات متواصلة
ويخوض حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية"، تمرّدا ضد الدولة التركية منذ العام 1984، ويتمركز في مناطق جبلية نائية في العراق.
وفي الأيام الأخيرة، استهدفت ضربات إيرانية مرارا مواقع حدودية في كردستان العراق، شمال أربيل.
وفي نهاية سبتمبر/ أيلول، لقي ما لا يقل عن 14 شخصاً حتفهم وأصيب 58 آخرين بجروح، بينهم نساء وأطفال، وفقا لقوات مكافحة الإرهاب في أقليم كردستان العراق، جراء استهداف مواقع أحزاب كردية إيرانية معارضة تنتقد قمع التظاهرات في إيران.
وبعد تلك الضربة القاتلة، أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه سيواصل شن هجمات ضد هذه الفصائل الموجودة في إقليم كردستان الذي تربطه علاقات متوترة مع الحكومة المركزية في بغداد، ويعتبر مسرحاً لقصف تركي متكرر يستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني.
وتستهدف أنقرة مناطق قريبة من الحدود مع تركيا، تعتبرها قواعد خلفية للجماعة المسلحة الكردية التركية التي تصنفها أنقرة وحلفاؤها على أنها "إرهابية".