أبدى رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس رغبته بزيارة لبنان في رسالة أبلغها الثلاثاء وزير خارجية الفاتيكان لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، والزيارة إن حصلت ستكون الرابعة لحبر أعظم الى أرض لبنان.
وطن الرسالة، كما وصفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، لا يغيب عن بال البابا فرنسيس الذي يشعر بالقلق إزاء ما يعصف به من تطورات دراماتيكية منذ اندلاع ثورة 17 تشرين وما تلاها من تردٍ للأوضاع الاقتصادية مروراً بانفجار 4 آب وتداعياته.
وعلمت "جسور" من مصادر مقربة من الفاتيكان أن البابا يبدي اهتماماً كبيراً بلبنان إنما لا أجندة محددة حتى الآن في ما يخص الزيارة، خصوصاً في ظل وجود مخاطر أمنية تحول دون ذلك.
كما أشارت المصادر الى أن تريث البابا قد يكون مرده إلى ما تم توجيهه إليه من اتهامات عقب زيارته الأخيرة إلى العراق والتي اعتبرها بعض الأطراف السبب الرئيسي في تغيير دفة الانتخابات النيابية لصالح قوى السلطة مرجحة بالتالي أن لا تتم الزيارة قبل الانتخابات النيابية اللبنانية المتوقع إجراؤها في أيار / مايو المقبل.
كذلك لفتت المصادر إلى أن الهدف من وراء إعلان أمنية البابا قد يكون حث المسؤولين على الإسراع في إجراء الإصلاحات اللازمة في البلاد وتحقيق مصالحة كبرى بين مكونات الشعب اللبناني.
الزيارات البابوية
أكثر من حبر أعظم وطأت قدماه أرض لبنان حتى الآن. الزيارة الأولى قام بها البابا بولس السادس في 2 ديسمبر/كانون الأول 1964 وكان حينها متوجهاً إلى بومباي، وتوقف لمدة خمسين دقيقة في مطار بيروت الدولي حيث انتهز الفرصة لينشر رسالة سلام إلى اللبنانيين ويقول "آمل أن يبقى لبنان ناعماً بالأمان".
وفي 10 و11 ايار / مايو من عام 1997 استقبل لبنان البابا يوحنا بولس الثاني الذي سلمه الإرشاد الرسولي المنبثق عن السينودوس "رجاء جديد من أجل لبنان". وعُرف عن البابا يوحنا بولس الثاني إهتمامه بالشباب ووجّه خلال زيارته كلمة خصّصها للشباب اللبناني، حثّهم فيها على الإسراع في المصالحة، وفَتح صفحة جديدة في تاريخ لبنان الذي يعتبره أكثر من مجرّد بلد، بل رسالة سلام.
أما آخر الزيارات البابوية قام بها البابا بنديكتوس السادس عشر من 14 حتى 16 سبتمبر/أيلول من عام 2012 وسلم خلالها نسخاً عن "الارشاد الرسولي" الذي يحمل عنوان "الكنيسة في الشرق الاوسط: شركة وشهادة" وهو نتاج أعمال السينودس من أجل الشرق الاوسط الذي انعقد في أكتوبر/تشرين الاول في الفاتيكان عام 2010.