بعد تصاعد وتيرة العنف في قطاع غزة، واعتقال إسرائيل قياديين في حركة الجهاد الإسلامي، خلال عدوان استمر 3 أيام وتسبب باستشهاد عشرات الفلسطينيين، طلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في مناسبة يوم عاشوراء، ليحذر من أية محاولات إسرائيلية لتوسيع استهدافها قادة فلسطينيين إلى لبنان.
وقال، "سمعنا في الأيام الماضية أنهم يخططون لاغتيال قادة في الجهاد الإسلامي أو حماس أو في الفصائل الفلسطينية خارج فلسطين المحتلة ومنها لبنان، في يوم عاشوراء نقول لهذا العدو إن أي اعتداء على أي انسان في لبنان لن يبقى بدون عقاب ولن يبقى بدون رد".
كما هدد نصر الله بـ"قطع" يد إسرائيل في حال امتدت إلى نفط لبنان وغازه، وذلك في كلمته في ذكرى عاشوراء، مؤكداً ترقب الرد الإسرائيلي في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
وشدد مخاطباً الآلاف من مناصريه الذين احتشدوا في الضاحية الجنوبية لبيروت، على وجوب أن يبقى "نفط لبنان وغازه وماؤه له، وألا يُسمح لأحد أن يسلب منه خيراته وثرواته"، مؤكداً أن "اليد التي ستمتد الى أي ثروة من هذه الثروات ستقطع".
إلى ذلك، لاحظ مراقبون أن خطابات نصرالله الأخيرة جاءت شديدة اللهجة وتحمل تصعيداً واضحاً يفتح الباب أمام احتمالات عدة للمرحلة المقبلة، أبرزها اندلاع حرب بين لبنان وإسرائيل والرد على اغتيالات القادة الفلسطينيين في غزة، وذلك بعدما كان يعتمد لفترة طويلة، الرد المحدود في إطار تثبيت قواعد الاشتباك.
لهجة جدية
لكن بحسب المستشار في العلاقات الدولية الدكتور قاسم حدرج، ان "اللهجة الجدية التي اعتمدها السيد نصرالله هي لمنع الحرب وليس إشعالها، كما انها تحمل رسالة نارية لإسرائيل تفيد بأن السيد جاهز وجدي للتصدي لأي عدوان في أي مكان على الأراضي اللبنانية".
وقال حدرج، في حديث لـ"جسور"، إن "القاعدة الأهم في السياسة هي أن صناعة السلام تتطلب الإستعداد والجاهزية للحرب، وهذا هو منطق حزب الله، فهو اشترط للمواجهة أن تكون إسرائيل التي اتخذت قرار الحرب بالتعدي على حقوق اللبنانيين".
وتابع: "حزب الله لن يرد على اغتيال قياديين فلسطينيين في غزة، لأن معادلة الأمين العام محصورة بحدود الجغرافيا اللبنانية، إلّا إذا اضطر الخروج عنها من أجل حماية المحور الذي هو جزء منه، وهذا المحور مصالحه مترابطة، والتهديدات عليه مشتركة، لكن الأهم اليوم بالنسبة لحزب الله هو حماية الحقوق اللبنانية".
في سياق آخر، علّق حدرج على دعوة الأمم المتحدة لنصر الله، بتجنب في خطاباته "ما من شأنه أن يزيد من تأجيج الموقف في المنطقة"، بالقول، "هذا الحديث ليس بياناً أو استنكاراً رسميّاً لكلام السيد، لكن من الطبيعي أن تدعو الأمم المتحدة إلى وقف التشنجات والتوجه إلى الحلول السلمية، فهي رأس الديبلوماسية العالمية، إلّا أننا ندرك جيّداً أنها منحازة إلى الرؤية الأميركية والإسرائيلية".
وخلال مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في المقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، الثلاثاء، سأل صحفيون دوجاريك بشأن موقف الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، إزاء تحذيرات أطلقها نصر الله بشأن الخلاف بين بلاده وإسرائيل حول منطقة غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط، فأجاب دوجاريك قائلا: "أعتقد أننا دائما قلقون من هشاشة الوضع في تلك المنطقة، ونطلب أن يتجنب أي شخص الخطابات التي تزيد من تأجيج الموقف".
ضربات وقائية
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس قد ألمح السبت 6 أغسطس/آب إلى احتمال استهداف مسؤولي الجهاد الإسلامي في الخارج، الذين قال إنه يمكن رؤيتهم في "مطاعم وفنادق في طهران وسوريا ولبنان"، مضيفا "سيتعين عليهم أيضاً دفع الثمن".
وبعد توقّف لأشهر، تسارعت منذ بداية يوليو/ تموز التطورات المرتبطة بملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش الذي تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها، تمهيداً لبدء استخراج الغاز منه. ودفعت الخطوة بيروت للمطالبة باستئناف المفاوضات بوساطة أميركية.