وثائق باندورا تكشف خبايا وأسرار دول ورؤساء في العالم، معلومات تفضح الأملاك السريّة والثروات المخبأة وصفقات لشخصيات هاربة أو مدانة ومشاهير في عالم الفن والرياضة. فكيف اتقنوا هؤلاء التهرب الضريبي؟
أكبر وأوسع عمل استقصائي صحافي عالمي نظمه الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين بمشاركة أكثر من 650 مراسلا صحافيا وقد حقق بـ 12 مليون وثيقة عن الجنات والملاذات الضريبية بحلقات سوف تنشر تباعا.
لكن بداية .. ما معنى الملاذات الضريبية؟
الملاذ الضريبي أو جنة ضرائبية هو منطقة تفرض بعض الضرائب أو لا تفرض أي ضرائب على الإطلاق أو هي دول تتمتع أنظمتها المصرفية بقوانين صارمة لتحافظ على سرية حسابات عملائها الأجانب فتساعدهم على التهرب من دفع الضرائب في بلادهم الأصلية متسترة عن أسماء الشركاء والأهداف الحقيقية من انشاء شركاتهم. تسريبات تبيّن المالكين الحقيقيين لأكثر من 29 ألف شركة خارجية، مالكوها يأتون من أكثر من 200 دولة. بيانات هائلة وضعتها وثائق باندورا تحت المجهر العالمي، حالة من الذعر والرعب تنتشر بين أرباب الفساد في العالم بينهم من يصنف بالنخب. أمس كشف النقاب عن 14 شركة من 200 دولة في العالم ومن ضمنها حصّة للدول العربية، ملايين الوثائق عن لبنان، العراق، الأردن والخليج وغيرها.
غير أنّ لبنان أدرج في صدارة وثائق باندورا محتلا المرتبة الأولى بـ 346 ملفاً لجهة لجوء سياسييه ومصرفييه إلى تسجيل شركاتهم في الجنات الضريبية، بريطانيا في المرتبة الثانية بـ 151 ملفاً وحل العراق ثالثهما بـ 85 ملفاً.
وقد أنفق ملك الأردن مئة مليون دولار لتكوين إمبراطورية عقارية سرية حسب الوثائق ،وفي أول رد رسمي عالمي ردّ الديوان الملكي الأردني في بيان "أنّ الوثائق المُسربة تحتوي على معلومات غير دقيقة أو وظفت بشكل مغلوط، مما شوه الحقيقة وقدم مبالغات وتفسيرات غير صحيحة لها، فبيوت وشقق الملك في أميركا وبريطانيا ليست بأمر جديد أو مخفي، وعدم الإعلان عنها يأتي من باب الخصوصية كما أنّ جميع التبعات المالية المترتبة عليها تتم تغطيتها على نفقة جلالة الملك الخاصة".
وثائق بنما السابقة أطاحت برؤساء حكومات. فماذا ستحصد وثائق بندورا التي تفوقها حجما وعمقاً؟