بعد مرور 11 عامًا على الحرب في سوريا، بدأت وتيرة الحياة تعود إليها شيئًا فشيئا مع انطلاق مشاريع إعادة إعمارها. 11 عامًا استضاف لبنان خلالها النازحين السوريّين في بلد أقلّ ما يقال عنه في الفترة الحاليّة بأنه يُحتضر.
اليوم، يطفو ملف النّازحين السوريّين على سطح أولويّات لبنان، ليبرز الحديث بشكل جدّي عن آليّة عودتهم إلى بلادهم، وفي هذا السياق تكثّفت الاجتماعات بين وزير المهجرين اللبناني عصام شرف الدين مع عدد من سفراء الدول. فهل يعود النازح السوري الى بلاده قريبًا؟
"متفائلون ومستعدّون"
وللوقوف عند آلية عودة النازحين إلى بلادهم يقول وزير المهجرين اللبناني عصام شرف الدين في حديث لـ"جسور"، إننا "متفائلون بنجاح الآلية التي وضعناها لأن الموضوع وطني إنسانيّ محقّ.
ويضيف بأن "التفاؤل الذي نلمسه يتعلّق بالموقف الحكومي الموحّد، ومباركة رئيس الجمهورية (ميشال عون). أما بالنسبة للشأن السوري، فخلال زيارتي لهم أول مرّة لاحظت ايجابيّة وتعاون لدى الدولة السورية، ونحن مستعدّون للمضي قدمًا بهذا المشروع."
الحكومة موحّدة
وأكّد شرف الدين بأن "موقف الحكومة موحّد حيال هذا الموضوع وهناك تفويض كامل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء (المكلّف نجيب ميقاتي) ومجلس الوزراء، فضلاً عن وجود لجنة للنازحين" وأضاف، "كنّا قد اجتمعنا وفوّضوني بالمطلق لأتكلّم باسم الدولة".
هذا ما طرحه السفير التركي
وعن الاجتماع مع السفراء، قال: "اجتمعنا مع السفراء التركي والأردني والعراقي وكان قد طرح السفير التركي فكرة إنشاء لجنة رباعيّة لوضع إطار موحّد ومطالب موحّدة مع مفوضيّة الشؤون الأمميّة UNHCR".
الدمج الديموغرافي
وعن موضوع الدمج الديموغرافي، يؤكد الوزير رفضه هذه الفكرة ويضيف، "طالما أن النازح السوري سيعود إلى بلده قريبًا، فلا تغيير ديموغرافي في الأفق، ولن نقبل بغير ذلك لأن هذا الموضوع مقدّس بالنسبة لنا وممنوع اللعب فيه"، وكرّر شرف الدين تأكيد تضافر الجهود في الداخل اللبناني وتوحيد هذا الملفّ، ليختم قائلًا: "أؤكد بأن الشعب اللبناني بأكمله مع هذه الخطوة".